سيناتور فرنسية: وقف دعم الغرب للحوثيين هو السبيل الوحيد لوقف الإرهاب في اليمن
تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2018 16:10 KSA
** عدم تصنيف الغرب للحوثيين كجماعة إرهابية يمنحهم الفرصة لجمع الأموال والدعاية
** انشغل الغرب بـ"الإرهابيين السنّة" في داعش، وغفلوا "الإرهابيين الشيعة" في لبنان واليمن
** الواشنطن بوست شاركت في الدعاية للإرهاب حين سمحت بنشر مقال للحوثي
-- --
حملت السيناتور نتالي غولي، عضوة مجلس الشيوخ في الجمهورية الفرنسية، نائبة رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية بين فرنسا واليمن، حملت المجتمع الدولي المسؤولية عما يحدث وسوف يحدث في اليمن، بعد أن اعتبرتها "أولوية منخفضة" كل تلك السنوات، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الإيراني، الذي يشجعه الوضع في سوريا إلى محاولة تقليده في اليمن. قائلة إنهم إنهم لا يخافون من العقوبات التي تمرسوا على التلاعب عليها لسنوات.
وقالت غولي في مقال لها نشرته على موقع "أورونيوز": نحن بحاجة إلى فهم عادل ودقيق للواقع على الأرض، ويجب وقف الإرهاب الحوثي وجرائم الحرب، موضحة أن ذلك يبدأ بإغلاق شبكات دعمهم، حتى لو كان هذا الدعم في "غرف الأخبار" بوسائل الإعلام في واشنطن وأوروبا.
وأضافت نتالي إن الأموال التي أنفقها الإيرانيون على وكلاء الإرهابيين الأجانب - ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في جميع أنحاء العالم - هي أموال مطلوبة للمدارس والمستشفيات والبنية التحتية في بلادهم، وهذا ما ردده المتظاهرون في جميع أنحاء إيران في الأشهر الأخيرة. مطالبة بضرورة الضغط على طهران للتركيز على سكانها واحتياجاتهم، بدلاً من إبراز القوة وخلق الاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة على حساب إهمال مشاكلها الداخلية.
وأكدت السيناتور الفرنسية نتالي غولي في مقالها الذي نشرته تحت عنوان "وقف الدعم من الغرب هو السبيل الوحيد لوقف الإرهابيين في اليمن"، أن تهديد الحوثي لم يحظ بالاهتمام اللازم في العواصم الغربية، مشيرة إلى أن تلك الجماعة لازالت غير محظورة باعتبارها جماعة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية أو حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي، قائلة أن هذا يعني أنه من القانوني تمامًا دعم أو حتى جمع الأموال لهم.
وقالت نتالي: لقد أمضينا السنوات الأخيرة في تركيزنا على داعش، في كل من العراق وسوريا، وعلى امتلاكهم لأعداد كبيرة من "الذئاب المنفردة" في أوروبا، ولكن هدفهم الأساسي المتمثل في إقامة هيكل دولة إرهابية باسم السنّة لم ينجح في نهاية المطاف، إلا أن نظراءهم الإرهابيين الشيعة يحققون النجاح الآن، حيث يملك حزب الله سيطرة فعلية على مساحات شاسعة من لبنان وسوريا، وتملك الجماعات المدعومة من إيران سيطرة شبه تامة على المناطق العربية من العراق، لكن التهديد الأعظم هو بلا شك من الحوثيين، الذين يطلق عليهم البعض "حزب الله اليمني" بعد لقائهم مع زعيم حزب الله حسن نصر الله في أغسطس الماضي، وقد حقق المتطرفون الحوثيون الهيمنة وزعزعة الاستقرار في بلد دمره بالفعل الفقر والنزاع القبلي والفساد.
وأضافت نتالي قائلة: بصفتي رئيسًا لمجموعة الصداقة البرلمانية بين فرنسا واليمن، شعرت باليأس وأنا ألاحظ أن الوضع يمر من سيئ إلى أسوأ، خاصة بعد الربيع العربي في عام 2011. لقد كان اليمن وشعبه خارج نطاق رادار المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، فمن قاعدتهم في صنعاء العاصمة اليمنية، أصبحت الميليشيات الحوثية تنشئ دولة إرهابية، مستغلين سيطرتهم على اليمن، ليس فقط لإثارة السكان المدنيين في البلاد، بل أيضا استهداف السعودية العدو اللدود لإيران، وإطلاق الصواريخ الباليستية عليها.
وقالت السيناتور الفرنسية إن الرعاية الإيرانية مصدر فخر للحوثيين، ورغم ذلك كله لم يُمنح تهديد الحوثي الاهتمام الواجب في العواصم الغربية، بل لا يكتفون بمجرد السماح بجمع أموال لهم، فقد تحولت بعض وسائل الإعلام والطبقة السياسية إلى التساهل الصريح، أو حتى الدعوة للحوثيين، فالعديد من الصحف السائدة والمعروفة توفر لها أعمدة، وهي في الأساس دعاية إرهابية.
وأضافت ناتالي غولي إنه من السهل أن ننسى أن التحالف في اليمن يحارب الإرهاب بطلب من الحكومة اليمنية وبحضور الأمم المتحدة. لكن ليس هذا فحسب؛ بل أن هناك انتهاكات عديدة وجرائم حرب للحوثي وثقتها منظمة العفو الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك تجنيد الأطفال وعمليات الإعدام غير القانونية والموت تحت التعذيب وإساءة معاملة الأطفال. وعلى الرغم من هذا سمح لزعيم التنظيم الحوثي، محمد علي الحوثي، بكتابة مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست، في ما يعد بالتأكيد أحد أكثر القرارات التحريرية إثارة للجدل خلال السنوات الأخيرة.
وختمت نتالي مقالها قائلة: يكمن الحل لمشاكل اليمن في الدبلوماسية، وليس في انغماس العرب في الدعاية للإرهابيين.