مزيد من الأحلام في رؤوس أقلام

لَاقَى مَقَالي عَن الأَحلَام، المَنشُور فِي هَذه الزَّاويَة، يَوم الأَحَد المُوافِق 11/11/2018، تَحت عنوَان: «تَجَاوزُ الأَحلَام لمَرحَلة المَنَام»، لَاقَى استحسَان القُرَّاء والقَارِئَات، مِمَّا شَجَّع القَلَم عَلَى الاستفَاضَة والإضَافَة.. فالحَيَاة تَبدَأ بحُلم، وهَذا الحُلم، إمَّا أَنْ يَقودك إلَى النَّجَاح، أَو يَنكَسر فِي مُنتصَف الطَّريق ويَتبدَّد، فلَا تُدرك الفَوزَ والفَلَاح.. وقَد فَتَحَت الأَديبَة «إيف كوري» نَافِذَة تَفَاؤل للحَالِمِين، حِينَ قَالَت: (عَلينَا أَنْ نَجعَل مِن الحَيَاة حُلماً، ثُمَّ نَجعَل الحُلم حَقيقَة)..!

فالحُلم لَه مَذَاقٌ خَاص بِهِ، وهَذَا المَذَاق يَتميَّز بأنَّه مَنزُوع المَنطِق، لأنَّ المَنطِق والحُلم كالسّيفين، لَا يُمكِن أَنْ يَضمّهما غمدٌ وَاحِد، وفِي ذَلك يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (أَفضَل مَا يُحبِّب الأَحلَام إليكَ، هو خلوُّهَا مِن المَنطِق)..!


ويَعتَقد البَعض أَنَّ الأَحلَام مِن التَّرَف، وأَنَّها لَابُدَّ أَنْ تَتَحقَّق، ومَا عَلِمُوا أَنَّ الأَحلَام زَادٌ ضَروري لكُلِّ كَائِنٍ حَيّ، فإذَا تَحقَّقَت، فتِلك نِعمَة مِن الله، وإذَا لَم تَتحقَّق، فيَكفي أَنَّ الإنسَان تَمتَّع بِهَا، وبوجُودهَا فِي مُخيّلتهِ، وقَد وَجَد الأَديب «هيوز» استحَالة الحَيَاة بِلَا أَحلَام، حَيثُ يَقول: (تَمسَّك جيِّداً بالأَحلَام، فإذَا هِي مَاتَت، أَصبَحَت الحَيَاة طَائِراً بِلَا جِنَاح)..!

ومِن شرُوط الأَحلَام الفَعَّالة، أَنْ تَكون قَليلَة ومُركّزة، لأنَّ الأَحلَام إذَا زَادَت، تَحوَّلت إلَى حَالَةٍ مَرَضيَّة، لِذَلك رَكِّز فِي أَحلَامِك، وتَشبّث بالقَليل مِنهَا، فهِي الدَّافِع نَحو الحَيَاة، واستَمع إلَى نَصيحة ذَلك الفَيلُسوف الذي قَال: (قَليلٌ مِن أَحلَام اليَقظَة يُصلح الحَيَاة، وكَثيرٌ مِنهَا يُفسدهَا)..!


أَكثَر مِن ذَلك، تَختَلف أَحلَام النَّاس باختلَاف طمُوحَاتهم، ولَكن دَعونَا نَحلَم بأَنَّ هُنَاك سُوقاً للأَحلَام، فمَاذَا نَشتَري؟، هَذا السُّؤال لَيس مِن عِندي -طَبعاً- بَل هو للفَيلسوف «فيدروس»، حَيثُ يَقول: (إذَا كَانَت الأَحلَام للبَيع، فمَاذَا نَشتَري؟)..!

والسُّؤَال الآخَر الذي يَهمّنا هُنَا: مَاذَا نَصنَع عِندَمَا نَحلم؟.. إنَّنا نَجمَع الأَمَانِي فِي كيسِ الأَمَل، أَو فِي سلّةِ الرَّغبَات، ولَكن هَذه السلّة لَا تَحتَفظُ بمُحتويَاتِهَا، بَل تَتَعَرَّضُ للاعتدَاء، وإذَا سَألنَا: مَن هو المُعتَدِي عَلَى زَادِنَا مِن الأحلَام؟، أَجَابنَا الأَديب «روك» قَائِلاً: (مَا تَجمَعُه الأَحلَامُ تُفرِّقُه اليَقظَة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَولُ: يَرَى البَعضُ أَنَّ المَشَاريعَ الكُبرَى؛ لَا تَتَحَقَّق عَلَى أَرضِ الوَاقِع، إلَّا إذَا سَبَقَتْهَا الأَحلَامُ، ولِذَلك، مَن أَرَاد أَنْ يُصبِح كَاتِباً كَبيراً «مِثل العَرفَج» -حلوَة صَحيح-، فليُشغِّل خَاصيّة الأَحلَامِ مِن الآن، وستَتَحَقَّقُ أُمنيتُه -إنْ شَاء الله-، ولَه عِبرَةٌ فِي فَلسَفةِ الأَديب «ساندبرج»، الذي قَال: (الجمهُوريَّةُ حُلم، ولَا شَيء يَتحقَّقُ قَبلَ أَنْ يَكونَ حُلماً)..!!

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!