الإبداع والتطور يبدأ من الطرق أيضاً

يؤسفنا حين نغادر منازلنا فنجد اللافتات في طريقنا لا تهدف لشيء سوى الربح المادي فقط.. تحدثنا عن آخر عروض الوجبات السريعة والمطاعم والسيارات وإعلانات أخرى ليس لها أي قيمة معنوية للفرد.. هذه اللافتات الكبيرة العملاقة في الطرق والجسور والخطوط السريعة والشوارع والأماكن العامة يقرأها الآلاف في كل يوم ويتعرضون لها بشكل مكثف، مما يمكّن من الاستفادة منها بشكل كبير في البرامج التعليمية والتثقيفية والتوعوية والتنموية. ان الموظفين والطلاب حين يذهبون في طريقهم إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم هم بحاجة إلى ما يصنع يومهم برسائل إيجابية محفزة تغير حالتهم المزاجية للأفضل وتجعلهم أكثر عطاءً وإنتاجية.. لماذا لا تكون مثل هذه اللافتات في ساعات الصباح الباكر هي الوسيلة التي تقوم بهذا الدور الإيجابي المهم؟ ترفع المعنويات وتبهج الروح، تدفع من يقرأها لأن يتقدم وينجح وتجعل يومه أفضل وتجعله إنساناً سعيداً وتغير تفكيره وتغير نفسيته وتجعله بأحسن حال.. لا تستغربوا فهذه اللافتات ستغير فينا الكثير، فتكون هي بداية كل يوم لنا فتنمي العقل والفكر والوجدان وتجعل الفرد مفكراً ومبتكراً ومبدعاً.

لماذا لا نقلل من لافتات إعلانات المطاعم والوجبات السريعة غير الصحية والتي أدت الى الشراهة والسمنة والأمراض.

لماذا لا يكون هناك إعلام مختص للشوارع والطرق والأماكن العامة، إعلام يبني الداخل للإنسان ويبني فكره وشعوره.

فالإبداع والتطور والأفكار الخلاقة قد تبدأ من الطرق والشوارع أيضاً.