فلسطين باقية رغم التخوين.. واسألوا جلعاد إردان!

وسط تهافت التهاتف العربي كما تدّعي إسرائيل! ووسط التكالب على خطب ودّها، ومن يفوز أولاً بدعوة عريسها، نشرت «الشرق الأوسط» أمس تقريراً مثيراً يقول: إن تل أبيب قررت تجنيد ألف محام عالمي لإنهاء المقاطعة لها!

وجاء في التقرير أن جلعاد إردان وزير الشؤون الاستراتيجية قرر تجنيد ألف محام عالمي، وحصل من نتنياهو على ميزانية بمليون دولار كمقدم لهؤلاء المحامين الذين سيتولون تغيير صورة إسرائيل!


أخشى أن أقول: إنها السنن الكونية، فيُقال هذا ضرب من ضروب الشعوذة السياسية، فإن قلت: إنها بركة القدس والمسجد الأقصى، فسيُقال إنها الشعوذة نفسها، وإن قلت: إنها صلابة الشعب التي سطعت في مسيرات العودة، فقد يُقال: دعك من هذا التطرف!

لهذا كله وأكثر منه، سأكتفي بسرد أسئلة على الإخوة المروجين لحتمية انسلاخ الإخوان عن الإخوان وتنكر المنذر لغسان، وامتلاء الجامعة بل النفوس العربية بالأحقاد وبالأضغان!


لن أنسى كذلك، وأنا أسرد الأسئلة، هذا الفريق الآخر الذي لا يمانع أبداً في هجوم أو دخول الفرس وعودة الإيوان، ولا مانع لديه حتى من عودة التتار أو الهكسوس أو الرومان!

ما الذي جعل القضية الفلسطينية تصد وتصمد طوال هذا الوقت رغم ما فعله ويفعله أبناء فلسطين بها؟! وبنو العرب بها؟! والرباعية والخماسية والنجمة السداسية بها؟! ومجلس الأمن والأمم المتحدة بها؟!

ما الذي يجعل أطفال فلسطين ونساء فلسطين بهذه الصلابة رغم شتاء الانقسام كل عام، وهذا الكم الهائل من سحب الكآبة؟!

ما الذي يملأ شباب فلسطين الواعد بعزيمة الفرسان، رغم ما فعلته بهم وبآبائهم وأجدادهم الأيام؟!

ما الذي يملأ قلوب هؤلاء الفلسطينيين باليقين، رغم الفُرقة والتخوين، ورغم المهمة الدولية الكبرى في تكريس فلسفة التقسيم؟!

إنهم يُدركون طوال الوقت أن لا شيء يبقى سوى قبضة الشعب حول الرقاب، وانطلاق الأعاصير من كل مستكين!

إنهم يؤمنون بقيمة بل بقوة الحزن في أعين الصامتين وبالغزل المتواثب والمتوارث بين العيون! إنهم يؤمنون عودة البلد مهما راحت نجمة داوود على أرضهم وفي سمائهم تتقد!

ثم ما الذي يجعل مندوب بوليفيا يزمجر في مجلس الأمن ويعترض إذا تحرَّج العرب؟! ما الذي يجعل الرئيس البوليفي يغرد فرحا على «تويتر» احتفالاً بالتصويت الساحق ضد إسرائيل؟!

هل هو الطمع في المال العربي مثلا؟! كلا لم نعد ندفع أو ندعم المناصرين.. إذن فما الذي يجعل شاباً أرجنتينياً يُغادر منزله في مدينة كوكمان على دراجة واضعاً عليها علم فلسطين ومتجولاً بها 75 يوماً للمطالبة في عواصم العالم بعودة حقوق شعب فلسطين؟!

ولماذا نذهب بعيدا! ما الذي يجعل صائب عريقات يتحدَّى في هذه الحالة الصحية الواهنة أي عاصمة عربية تُفكِّر في نقل سفارتها للقدس المحتلة؟! هل هو تاريخه أبداً!، قوّته؟ كلا! إنه تاريخ وقوة القضية الفلسطينية!

والقضية باختصار أن هذا الوطن لن يزول حتى وإن تركناه وحده للمغول! مصيرهم هم للذبول وللرحيل وللأفول!

ستظل فلسطين غابة بل حديقة من الصفاء ومن السحر، وستظل الأمهات يرضعن أطفالهن الأمل.. بلا ضجر.. يُعلّمنهم أصول لغة رأين حروفها على جبين الزمن.. وكلام قصيدة جميلة وجدنها منقوشة على حجر!.

أخبار ذات صلة

سوسة النخيل
التَّنقيب عن المستور!!
ندوة ومؤتمر (عالمية المكانة).. والمسؤولية الوطنية
المعونات الخارجية.. قوة شراء أم قوة ناعمة؟!
;
قصة «قصيدة» عقوق الابن لأبيه!!
لماذا يجب دعم مشروع التقويم المدرسي.. وكيف؟!
حالة !!
أعلام في ذاكرة التاريخ
;
الولاء للمنظومة.. سر نجاحها
الإدارة بالمكائد!!
التنمية المحلية.. ودور الاستثمارات العامة
لا استقرار.. بدون دولة فلسطين
;
السعودية.. ملاذ الباحثين عن الأمن والعون
كرســي
المعلم وبعث (مكانته)..!
(عاد) الثانية..!!