صباح الخير حبيبتي..!
تاريخ النشر: 06 يناير 2019 01:00 KSA
صباح الخير يناير2019م..
صباح الخير على قلوبكم وأرواحكم..
وتحط «كلاكيتيات» بعد محطتها السابقة في جريدة «الوطن» الموقرة وبعد انقطاع أربع سنوات وخمسة أشهر وستة أيام؛ رحالها اليوم في جريدة «المدينة» أول حضنٍ تعلمتُ فيه الصحافة.
إنه انقطاع لم يكن إلا بعد مرض شديد أصاب والدي -رحمه الله- وكان عليّ أن أهبه عقلي وقلبي، وتُلازمه عواطفي ومتابعتي ليل نهار؛ فقد كان بارًا بوالديه وأقربائه وكريمًا مع أسرته، رحومًا بالحياة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وهل أبحث عن ميلاد جديد هنا ؟! ربما..
حقيقة، لم تكن العودة من جديد سهلة إلى الكتابة؛ أن أتحلى بالشجاعة وأرمم قلبي الصغير المفطور بعد رحيل والدي الحبيب -رحمه الله- منذ سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يومًا، فقد كان المدرسة التي تعلمتُ فيها أبجديات الإنسانية والحكمة ومحبة الحياة لأجل وطني وعائلتي وعملي؛ وفقده أصابني بالشلل أمام الكتابة.. وكيف لا؟! وكتابة المقال مبدأ صدق يُمارسه كاتبه فيما يطرحه دون انشطار ذهني وعاطفي؛ وإلا لن يصل إلى عقول قرائه ولا قلوبهم؛ وسيصبح ما يكتبه فقاعة صابون تُحلق وتتلاشى كأنها لم تكن..
لقد علمني أبي كيف أحب إنسانيتي وأتقبل ذاتي وأتصالح مع تحدياتي بصدق وأخلاق، ولأن الكتابة كفعل تنسكب كما الحليب الأبيض فهي ليست مُجرد حكي يملأ الفراغ بالفراغ..
ولكي أعود كان عليّ أن أبدأ من حيثُ انتهت كلماته معي -رحمه الله- «صباح الخير حبيبتي!» في آخر صباح سمعته فيه مع ابتسامة عظيمة ملأتني بالأمل، وكانت آخر درس تعلمته قبل أن يغيب في لحظات الاحتضار ثم الرحيل..
إني أكتب مقالي وأشعر أني «مثل عازف كمان؛ أذني سليمة لكن أصابعي ترفض إنتاج المعزوفة التي أسمعها بداخلي» كما يقول الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير، ولم أستطع أن أعود دون أن أستذكر الابتسامة التي أراد أن يخبرني بها كيف أن الوجع في جسده المريض لم يستحق سلب أمله حتى آخر لحظاته، وكيف أن ابتسامته تنبع من إيمان عظيم بقضاء الله وقدره.. وكيف حبّه لي ولأسرته كان أعظم من وجعه.
نعم توقفت عن الكتابة لأني في حياته عجزت عن كتابة مقال يقرأه، أقول فيه: شكرًا حبيبي أبي.. لولا دعمك وحمايتك لي بعد الله تعالى لأكون من يعرفها الناس اليوم لما كنتُ؛ وإن اسمعتُه هي مرارًا امتنانًا له؛ وأعترف أني عجزت عن كتابة ذلك المقال؛ لشعوري أنه مهما كتبت عنه وله؛ فسيكون ضئيلاً أمام عطائه ومقامه في قلبي، ولكنه كان في كل مقال يقرأه يُدرك كم أحبه جاهدة أن يكون فخورًا بي إن شاء الله.
واليوم أستمد قوتي من ابتسامته -رحمه الله- وأقول لـ»كلاكيتيات» كل يوم أحد «صباح الخير حبيبتي».
صباح الخير على قلوبكم وأرواحكم..
وتحط «كلاكيتيات» بعد محطتها السابقة في جريدة «الوطن» الموقرة وبعد انقطاع أربع سنوات وخمسة أشهر وستة أيام؛ رحالها اليوم في جريدة «المدينة» أول حضنٍ تعلمتُ فيه الصحافة.
إنه انقطاع لم يكن إلا بعد مرض شديد أصاب والدي -رحمه الله- وكان عليّ أن أهبه عقلي وقلبي، وتُلازمه عواطفي ومتابعتي ليل نهار؛ فقد كان بارًا بوالديه وأقربائه وكريمًا مع أسرته، رحومًا بالحياة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وهل أبحث عن ميلاد جديد هنا ؟! ربما..
حقيقة، لم تكن العودة من جديد سهلة إلى الكتابة؛ أن أتحلى بالشجاعة وأرمم قلبي الصغير المفطور بعد رحيل والدي الحبيب -رحمه الله- منذ سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يومًا، فقد كان المدرسة التي تعلمتُ فيها أبجديات الإنسانية والحكمة ومحبة الحياة لأجل وطني وعائلتي وعملي؛ وفقده أصابني بالشلل أمام الكتابة.. وكيف لا؟! وكتابة المقال مبدأ صدق يُمارسه كاتبه فيما يطرحه دون انشطار ذهني وعاطفي؛ وإلا لن يصل إلى عقول قرائه ولا قلوبهم؛ وسيصبح ما يكتبه فقاعة صابون تُحلق وتتلاشى كأنها لم تكن..
لقد علمني أبي كيف أحب إنسانيتي وأتقبل ذاتي وأتصالح مع تحدياتي بصدق وأخلاق، ولأن الكتابة كفعل تنسكب كما الحليب الأبيض فهي ليست مُجرد حكي يملأ الفراغ بالفراغ..
ولكي أعود كان عليّ أن أبدأ من حيثُ انتهت كلماته معي -رحمه الله- «صباح الخير حبيبتي!» في آخر صباح سمعته فيه مع ابتسامة عظيمة ملأتني بالأمل، وكانت آخر درس تعلمته قبل أن يغيب في لحظات الاحتضار ثم الرحيل..
إني أكتب مقالي وأشعر أني «مثل عازف كمان؛ أذني سليمة لكن أصابعي ترفض إنتاج المعزوفة التي أسمعها بداخلي» كما يقول الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير، ولم أستطع أن أعود دون أن أستذكر الابتسامة التي أراد أن يخبرني بها كيف أن الوجع في جسده المريض لم يستحق سلب أمله حتى آخر لحظاته، وكيف أن ابتسامته تنبع من إيمان عظيم بقضاء الله وقدره.. وكيف حبّه لي ولأسرته كان أعظم من وجعه.
نعم توقفت عن الكتابة لأني في حياته عجزت عن كتابة مقال يقرأه، أقول فيه: شكرًا حبيبي أبي.. لولا دعمك وحمايتك لي بعد الله تعالى لأكون من يعرفها الناس اليوم لما كنتُ؛ وإن اسمعتُه هي مرارًا امتنانًا له؛ وأعترف أني عجزت عن كتابة ذلك المقال؛ لشعوري أنه مهما كتبت عنه وله؛ فسيكون ضئيلاً أمام عطائه ومقامه في قلبي، ولكنه كان في كل مقال يقرأه يُدرك كم أحبه جاهدة أن يكون فخورًا بي إن شاء الله.
واليوم أستمد قوتي من ابتسامته -رحمه الله- وأقول لـ»كلاكيتيات» كل يوم أحد «صباح الخير حبيبتي».