غلّفوها بالكرامة!

· من أجمل ما قرأت ما يرويه أحدهم عن والده الذي كان يشتري كثيراً من بائعي الطرقات، ومن أمام المساجد، رغم رداءة سلعهم؛ وعدم حاجته لها أصلاً!، ويضيف: «عندما كنت أعاتبه وهو التاجر على هذه (الصفقات)الخاسرة، كان يكتفي بالابتسام..ولم أتوقف عن لومه إلا عندما قال لي ذات يوم: «يا بني هذه صدقات مغلفة بالكرامة».

· الإحسان جميل في كل أشكاله وصوره، لكنه عندما يُغلف بـ(سولوفان الكرامة) لحفظ ماء وجه السائل يصبح أكثر جمالاً وإنسانية، و(ماء الوجه) تعبير جميل عن كرامة الإنسان، وهو ليس قصراً على أمة أو قومية بعينها. يروي الممثل الشهير شارلي شابلن قصة مشابهة عن والده فيقول : كنت صبياً بصحبة أبي متوجهين للسيرك.. وعند شباك التذاكر كانت أمامنا عائلة من ستة أولاد وأمهم وأبيهم.. كان الفقر بادياً عليهم، لكنهم كانوا فرحين جداً بما سيشاهدونه، فجأة تلعثم الأب وهمس في أذن زوجته بارتباك واضح..عندها لاحظت والدي يسارع بإخراج عشرين دولاراً؛ ويلقيها على الأرض، ثم ينحني بسرعة ويرفعها واضعاً يده على كتف الرجل وهو يقول: هذه سقطت منك! . نظر الرجل في والدي وقد امتلأت عيناه بالدموع وشكره.. لقد كان مضطراً لأخذ المبلغ حتى لا يُحرج أمام أبنائه، وبعد أن دخلوا، سحب أبي يدي وعُدنا إلى المنزل.. صحيح أنني لم أدخل السيرك، لكنني منذ ذلك اليوم عرفت أنني أمتلك أباً عظيماً.


· كلنا ولله الحمد نحب الخير ونفعله.. ومعظمنا يحاول إخفاء الصدقات ما استطاع، وهذا خلق إسلامي وإنساني رائع.. لكن الكثير منا للأسف لا يجيد فنون حفظ ماء الوجه، فتجده يفاصل بشراسة عند بائع خضار فقير في الشارع، بينما يخجل من فعل ذلك في المعارض الفخمة. حفظ ماء وجه السائل خلق إسلامي قبل أن يكون فناً أخلاقياً عظيماً، وقد عرفت شخصياً أحد المحسنين النبلاء الذي كان يتفنن في هذا الباب ويبتكر الحيل لمساعدة الفقراء دون أن يشعروا أنه يساعدهم، ومنها أنه اشترى ذات مرة سيارة أحدهم بثلاثة أضعاف ثمنها، متحججاً بحاجته لها!.

·دخل رجل غريب مجلس أحد الوجهاء وفي يده قارورةٌ فيها ما يشبه الماء. وبعد أن جلس قال لمضيفه: أنا تاجر، وقد جئتُ لأبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها ..تأمل الوجيه القارورة، ثم سأل : كم ثمنها ؟ بمئة دينار أجاب الرجل، فردّ الوجيه فوراً: قبلت ! . تمت الصفقة، لكن الفضول دفع ابن الوجيه إلى فحص القارورة، وعندما تأكد أنه مجرد ماء قال لوالده : لقد خدعك الغريب، حين باعك ماءً عادياً بمئة دينار! فردَّ الوالد بهدوء: لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً، أما أنا فنظرتُ ببصيرتي فرأيتُه قد جاء في تلك القارورة بماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال!.


· إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل، فذلك هو الأجملُ والأمثل.

أخبار ذات صلة

قصص.. تاريخنا يُكتب بأيدينا
(هي سكنٌ لكنَّها متحرِّكة جدًّا ومتميِّزة أبدًا)
حقيبة الوزيرة.. مسروقة!!
مياه البحر للاستخدام المنزلي
;
"جابرةُ الخاطر" لها الجنَّة
الزَّواج هياط أم مودَّة ورحمة؟!
قراءة متأنية لرواية "رحلة الدم" لإبراهيم عيسى (2)
لفتة كريمة ودعم للأنشطة التجاريَّة
;
ترشيح «هيتلر» لنيل جائزة نوبل للسلام العالمي!!
الكثير من الخرنوب
حتى لا نفقد أفياء فيفاء!
‏السعودية.. مصدر إشعاع للإنسانية
;
أوقفوا الصيادلة المروِّجين!
حول كاريزما البشر.. وكاريزما الدول
كفاية حرام!!
كيف تحصل على وظيفة؟!