الأرض الطيبة.. والتنمية الزراعية المستدامة (1)

استبشر الوطن بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- برنامج (التنمية الريفية الزراعية المستدامة؛ حيث أكد أن المملكة ستكون قادرة على تصدير ما كانت تستورده..) وحقيقة إن هذه الأرض الطيبة لها تاريخ متأصل الجذور من الخيرات الوفيرة التي كانت تمتلكها..

ولأن الإعلام هو مرآة المجتمع ونبضه فمن أجمل البرامج التي سكنت ذاكرة المجتمع السعودي برنامج (الأرض الطيبة) الذي كان يبثه المذيع /عبدالكريم الخطيب، والموسيقى التصويرية التي احتضنها وجداننا، فالكلمات للإعلامي خالد زارع تقول:


احرث وازرع أرض بلادك

بكرا تمطر خير لبلادك


جاهد واسهر تغرس فيها

زرعك يثمر خذ واعطيها

فتبدأ بعدها الحلقة سواء بأخبار لوزارة الزراعة أو نصائح للمزارعين لزراعة المنتوجات أو استخدام المبيدات لمكافحة الآفات الزراعية.. وقد استمر البرنامج من (1964م -1982م ) ثم أوقف لأسباب كثيرة من أهمها التراجع الكبير في الاهتمام بالزراعة..!!

ولا زلت أذكر أن مكة المكرمة التي هي وادٍ غير ذي زرع كانت بعض أطرافها واحات وبساتين وحدائق غناء مثل: بساتين دقم الوبر والزيماء، والشوقية. بل إن (الزاهر) سمي بذلك لكثرة البساتين والزهور فيه.. والطائف المأنوس الذي كان سلة الغذاء للوطن وينتج أفضل أنواع الفواكه في العالم مثل: الرمان، والتين، والخوخ، والتين الشوكي.. ولكنه هو أيضاً أصابته لوثة الإهمال فتحولت البساتين الغناء في المثناء، وشهار، ووادي ليه والشفا إلى غابات إسمنتية وتحوَّل المزارعون إلى تجار عقار..!!

ولعل ما حدث هو جزء من خطأ إستراتيجي بإهمال الزراعة بحجة أن التكاليف العالية للمياه لا تغطي تكاليف الإنفاق على الزراعة.. مع أنه ومنذ فجر التاريخ تعرف أرض الجزيرة العربية باحتوائها على الآبار الارتوازية التي تختزن الماء للسقيا والزراعة.. ففي مكة المكرمة وبجوار مسجد الخيف توجد صهاريج كبيرة من الماء أقيمت لحفظ مياه الأمطار فيشرب ويرتوي منها الحجاج في يوم الثامن (وهو يوم التروية). بالإضافة إلى مجرى (قناة عين زبيدة) كما ذكر ذلك ابراهيم باشا في كتابه مرآة الحرمين ج1.

فإذا أضفنا إلى ذلك الإهمال في إنشاء السدود التي تحتجز مياه الأمطار وتحويلها إلى خزانات إستراتيجية للري والسقيا والزراعة.. بينما تذهب سيول الامطار المتدفقة إلى البحر مخلفة وراءها الدمار والهلاك. واتجهنا إلى تحلية مياه البحر والتي تكلف الدولة الملايين من الريالات شهرياً وتستهلك جزءاً كبيراً من مواردنا الاقتصادية التي كان الاجدر بنا تحويلها الى استثمارات جديدة!

بل إننا صدمنا حين علمنا «أن إيقاف زراعة القمح منذ اثني عشر عاماً كان خطأً إستراتيجياً وضربة قاصمة للقطاع الزراعي الوطني ولا زالت تداعياتها الاقتصادية ماثلة حتى الآن ..بعد أن كانت تغطي حاجتها وتصدر الفائض للدول المجاورة». حسب صحيفة المدينة 24/3/1440هـ

حقيقة تشكر وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تداركت ذلك الخطأ الإستراتيجي بالسماح بإعادة زراعة القمح. بل إنها تعمل على إعادة الأرض الطيبة الى مكانتها الاستراتيجية حيث أفاد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة أنه قد أُعتمد للبرنامج (8 مليارات و750 مليون ريال) بالإضافة الى 3 مليارات لصندوق التنمية الزراعية الريفية وبهذا يتحقق جزء هام من رؤية 2030م وخطة التحول 2020م بإيجاد موارد اقتصادية غير النفط .. فهنيئاً لنا هذا الإنجاز.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!