«قران».. يا مكة الشعر!!

الكلمة أنثى وفيَّة..

الشعر رجل وفيٌّ كذلك..


هذا باختصار ما قلته ليلة الاحتفاء بفوز الشاعر الدكتور «أحمد قران الزهراني» بجائزة نادي مكة الأدبي في دورتها الخامسة التي خُصِّصت لمجال الإبداع في الشعر، «لتكون نافذة للفرح، وبوابة للاحتفاء بالمنجز الأدبي، وبالرموز الإبداعية من أبناء هذا الوطن المعطاء. حسب تعبير أمين عام الجائزة الأستاذ الدكتور «حامد بن صالح الربيعي»، رئيس النادي، ومهندس الجائزة.

كان الشعر في تلك الليلة سيِّد الحاضرين، وأكثرهم ألقاً.. وكان لأدبي مكة أن يعي ذلك منذ البدء، فجاءت فقرات الحفل تجسيداً حقيقياً لسيادة الشعر على الليلة.. بأداء وتنظيم من شباب مكة المثقف والمتطلع للجمال دوماً، ابتداءً بمجس حجازي مأخوذ من قصيدة (تجاعيد)، من ديوان الشاعر (بياض)، وموال من قصيدة (اشتهاء) من الديوان نفسه، شدا به المنشد عبدالملك الهتاري، وقصائد ملقاة من ديوان الشاعر (لا تجرح الماء)، وانتهاءً بأغنية لقصيدة «قران»: (أطب المقام هنا.. فإني أرحلُ).


ليس أمراً جديداً أو غريباً أن يُكرَّم «أحمد قران»، أو أن يفوز بجائزة قيِّمة مثل هذه، فلقد أضحى رمزاً من رموز الثقافة والإعلام في الوطن العربي، وعلامة شعرية مميَّزة تقود بوصلة الإبداع إلى قبلته الأولى.. إلينا.

لقد كان «قران» وفياً للشعر، مؤمناً برسالته، منفتحاً دائماً على الجديد، لأن الشعر نافذة مشرعة للتحديث والإبداع والخيال. من هنا كان «قران» -ولا يزال- يقود مع مجموعة من شعراء الوطن راية الشعر الحقيقي يجوبون بها البلاد، ويرفعون علمها واسمها عالياً في المحافل الثقافية عربياً وعالمياً.

بالنسبة لي.. ظل «أحمد قران» -منذ طفولتي- نموذجاً ملهماً للنجاح والإصرار.. للعمل الإعلامي المُنظَّم.. وللكلمة الشعرية المدهشة.. يمكن أن أقول بكل فخر: إن شعر «قران» كان زاداً لي وأنا أتلمَّس طريقي الطويلة في عالم الكلمة..!!

قبل عشرين عاماً.. كنت مع «أحمد قران» على مائدة عشاء عائلية معتادة.. ولا أعلم لماذا قررتُ أن (أنكشه) على طريقتي.. فقلت -مقتبساً من نص قديم له بعنوان الرمز-:

«ورصاصنا من أرضنا..

لا ليس صنعاً..

أو تجارةْ

نحن الذين استخرجوا

من أرضهم

قبساً

بها تلك الحجارة..»

حينها توقَّف «أحمد قران».. ونظر إليَّ.. وابتسم..!! ابتسم.. بهدوءٍ واستسلام.. كما يفعل أمام أي بيت شعري مشاغب.. أو صورة شعرية مشاكسة!!

وفي كلمته في اختتام الحفل اختار «قران» أن يقول: «فالشاعر يحوم حول قبس من نار يحاول أن يطفئها بالانتهاء من قصيدته.. الشعر حالة وجودية لا تعترف بالعمر.. ولا بالتخصص العلمي.. ولا بالبيئة الحاضنة....».

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض