يا واد يا تقيل!!

حاولت لفترةٍ طويلة من الزمن أن أكون مُفكراً، أو فيلسوفاً، أو على الأقل «خبيراً إستراتيجياً»، أظهر في القنوات الفضائية.. وباءت كل محاولاتي -للأسف الشديد- بالفشل، فاكتفيت بالكتابة أخُط في أغلب الأحيان كلمات.. «لا تودي ولا تجيب»!!

****


والواقع أن حياتي كموظف حكومي، أو مسؤول سابق، لم تُؤهِّلني -في الغالب- لاحتلال أحد هذه المقامات الرفيعة!! والغالب أيضاً، إلا بعض استثناءات قليلة، أنه يصعب على الشخص أن يكون مسؤولاً، ويكون لديه كل المهارات المذكورة عاليه، لأنه سينتهي بأن يكون كالغراب الذي رأى حمامة تتمشَّى بروعةٍ وأناقة، فحاول تقليدها.. ورغم أن مشيته تغيَّرت شيئاً ما، لكنها أبدًا لم تصبح كمشية الحمامة، فواجه سخرية وضحك حيوانات الغابة على مشيته الجديدة، فقرر أن يعود إلى مشيته الأصلية، لكنه لم يستطع، فضاع بين المشيتين!!

****


وهكذا أنا أيها السادة، ربما أقرب مَن ينطبق عليهم المثل القائل: «زي اللى رقصت على السلم، لا إللي فوق شافها، ولا إللى تحت شافها».. فلا أنا طلتُ بلح الشام ولا عنب اليمن!! وانتهى بي الحال إلى أن «أُهطش» ببعض الكلمات التي يصيب بعضها.. وينحرف أكثرها عن الصواب.. وأعتبر مقالاتي من باب «أكل العيش»، أو هي «نواة تسند الزير».. خاصة وأنني فشلتُ أيضاً، كمسؤول سابق، في معرفة كيف «أُلقط رزقي».. فالرزق، كما يُقال، «يحب الخفية»، وأنا ممَّن قالت فيهم سعاد حسني: «ياه ياه.. يا واد يا تقيل».. فخرجت من الوظيفة «ربي كما خلقتني»!!

#نافذة:

(ظاهرة «الخبراء الإستراتيجيين» والعسكريين التي ظهرت مؤخراً، كارثة كبرى.. تستغرب حين تقرأ عن شخصٍ يصف نفسه بـ«خبير» و«مُفكِّر»، ولا يعمل في مراكز أبحاث).

عضوان الأحمري

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!