مدير لأول مرة!!

إذا قدّر لك وأصبحت مديراً لأول مرة، فهذه فرصة قد أقبلت لأنك قد تكون استعددت وتهيأت لها مبكراً، أما إن أتت عن طريق الصدفة وضربة من الحظ ودون استعداد منك، فثِق تماماً بأنك لن يطول بقاؤك على كرسي الإدارة، لذلك يجب أن تكون حذراً في الأيام الأولى لإدارة هذا العمل، لأن في البدايات دائماً عثرات قد تصطدم بها دون أن تتنبَّه إلى ذلك، وأيضاً قد تكون حلاوة المنصب والفرحة به تغطي هذه العثرات، فتقع بعض الأخطاء التي قد ترسم طريق مستقبلك الإداري، ولا يمكنك تفاديها مستقبلاً بسهولة.

ونستعرض بعض هذه الأخطاء الذي يقع بها الكثيرون في أيامهم الأولى على كرسي الإدارة، فمن الخطأ أن تعتقد أن جميع الموظفين سيُرحِّبون بقدومك، ومن الخطأ النظر لمَن يُريد التقرب إليك أنهم أصحاب مطامع شخصية دائماً، ومن ثم تأخذ منهم موقفاً عدائياً، ومن الأخطاء الشائعة لبعض المديرين الجدد إحداث تغييرات سريعة واتخاذ قرارات عاجلة فور تولّيهم الإدارة دون أن تكون لديهم رؤية كاملة لآليات العمل، ومن الأخطاء الخطيرة أن تجيب على كل شيء يُوجّه إليك من رؤسائك أو مُوظفيك، ولو كنتَ لا تعرفه، وأخطر منه التمادي في التمويه، وخير لك الصمت في هذه الحالة والتريث، وليس عيباً أن تقول لا أعلم حتى تعلم، وكذلك من الخطأ إغفال دور العاملين في إسداء النصيحة لك، ومعرفة ما لديهم من أفكار بخصوص إدارتك لهم، والاكتفاء بنصيحة الرؤساء، لأن نجاحك مرتبط بهم، ومن الخطأ التعامل مع الموظفين باعتبارهم أحد الممتلكات الشخصية وتتعامل معهم على هذا الأساس وخصوصاً في الوظائف العامة.


ولأن الإدارة فن لا يتقنه ولا يُدركه الكثيرون، وتتأثر بعوامل كثر مثل مستوى التعليم والتنشئة والبيئة والثقافة المجتمعية، إلا أن المديرين هم مثلنا من البشر، وهم يخضعون الى أنواع عدة ولكل نوع آلية تعامل مختلفة. وإليك بعض هذه النوعيات السائدة، فهناك المدير العنيد الذي لا يستمع لرأي الغير، وهناك المدير العصبي الذي لا يرى سبيلاً للخروج من تلك الحالة إلا عن طريق الغضب والصراخ، وهناك المدير الديمقراطي، وهو مدير، قليلاً ما تجده، حيث إنه شخصية نادرة يلجأ هذا إلى موظفيه عند اتخاذ القرارات أو التغييرات، والمدير المدِّيح الذي يُحب المدح دائماً، ولا يقبل الانتقاد، والمدير ذو الأذن الكبيرة وهو دوماً تجده يتأثر بكلام الغير، والمدير المتسرِّع في ردّة أفعاله، والمدير المزاجي. وأخيراً المدير الفتوّة.. فأيهم أنت؟!.

أخيراً، على المدير أن يُدرك أنه لم يعد موظفاً مطلوباً منه أداء عملية معينة فحسب، بل إنه مسؤول عن جميع العمليات بالإدارة، ومن ثم يلزمه الثقة في قدراته ونفسه أولاً، ومن ثم يضع الثقة فيمن حوله، لأن ذلك سوف يُساعده لتحقيق جميع الأهداف بكل يسر ونجاح.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!