الرواد والتعليم

سؤال واقعي وهام أطرحه هنا وهو: هل نظامنا التعليمي يستهدف إيجاد روَّاد وقادة، أو مُوجِّه للسواد الأعظم، ويُكوِّن موظفين وعاملين تابعين؟. هذا هو لُب القضية. فالنظام التعليمي بدلًا من أن يدعم ويُطوِّر شخصية الفرد، نجد أنه يُقيِّد ويتحكَّم في الفرد، وينتج شخصية أخرى مقيَّدة ومُوجَّهة. لا تستطيع أن تُفكِّر خارج الصندوق، وتبقى أسيرة توجُّهات وتصوُّرات. ولا يخرج من هذه القيود إلا من لم يستطع النظام التعليمي كسره وإبقاءه داخل الإطار. فالنظام التعليمي نتاج أفراد، "واضعو المناهج والخطط"، وهؤلاء الأفراد شخصيتهم وتكوينها محدود، وهم موظفون في الأساس. ولنا أن نتساءل عن مَن فشلوا في النظام التعليمي، وقاوموا وأصبحوا قادة وروَّاد في مختلف المجالات. والسؤال المهم للأسرة هو الذي يتعلَّق بالبُعد الثاني في بناء الشخصية، وقدرتها على إعطاء فلذات أكبادها القدرة على تطوير وتكوين أنفسهم. وللأسف نجد أن هذا البُعد غائب في مجتمعنا، ودور الأسرة فيه مفقود؛ بسبب ضغوط وصعوبات الحياة، وتكوين شخصياتهم.

ولنا أن نتساءل: لماذا نجد دول عديدة إقبال أبنائها على التعليم منخفض، مثل أستراليا وتركيا والهند والصين، وحتى بعض الدول المتقدمة، ونجد نجاحهم؛ بسبب المهنية العالية يهتمون بالعمل المهني، في حين نجد أن هذا البُعد منعدم أو شبه منعدم في مجتمعنا؛ حيث تتلهف وتصر على التعليم الجامعي، وفي النهاية نجد مخرجات غير ملائمة وارتفاع بطالة وانخفاض توطين. وهو أمر يُضاف له عادات وتقاليد تتغيَّر وتتمحوَر بفعل التعليم والثقافة التي تكوَّنت، وأصبحت مُقيّدة بصورةٍ أكبر للمجتمع.


وكما أشرنا، فإن أسلوب ونظام وطبيعة البرامج التعليمية والأسرة ودورها في التكوين وقيم وعادات المجتمع، أثَّرت سلبًا على أبنائنا، ووضعت مستقبل بلادنا ومستقبل أبنائنا في وضع لا نُحسَد عليه.

وعند الحديث عن التغيير، لا يمكن أن يحدث في يومٍ وليلةٍ، ولكن ما لا يُدرك جُله، لا يترك كله؛ إذ لا بد من وقفة وإعادة المسيرة مرة أخرى في الاتجاه الصحيح. والتي تحتاج من الجهات المنظمة إلى جهدٍ واستثمار ضخم، وأن تبدأ الأسر في ممارسة دور أكثر إيجابية في تعليم وتثقيف أبنائهم وبناء شخصياتهم الفطرية، وهو دور مهم افتُقِدَ خلال نصف القرن الماضي، وما حفل به من طفراتٍ أثَّرت سلبًا على الفِكر والتكوين الاجتماعي.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض