حكاية بيت شعري.. لحقت به قصيدته بعد عقد ونصف!!

في مناسبات الاحتفاء يحب المدعو للمناسبة أن يظنَّ أن له علاقةً خاصة بالمحتفى به، وحين يكون المحتفى به قامة بحجم البروفيسور عاصم حمدان تكون الرغبة أكبر، وأكثر إلحاحاً.. وأنا لست استثناءً بطبيعة الحال، فأنا أجزم أن لي علاقةً خاصة بعاصم حمدان.. علاقةً خاصة جداً..

فأنا أنهل من معينه منذ عقود؛ أستاذاً وأباً ومرشداً صدوقاً.


حين تدلف إلى دار عاصم العامرة، تلفحك الهيبة.. وتصادفك صور عاصم مع الملوك والأمراء والوزراء وكبار المثقفين، فتعلم حينها أن ذلك الرجل المتواضع بسمته وهدوئه كان دائماً في قلب الحدث، وإن كان لا يحب الأضواء.. لكنه قدَرُ الرموز.. تطاردهم الأضواء، ويفتش عنهم الوفاء.

وحين تجلس في صالون عاصم، ستجد لوحةً تعتلي بابه، فيها صورة للدكتور عاصم، وبيت شعر..


ذلك البيت لي..!!

إبان الحراك الثقافي اللافت الذي قاده مركز الحوار الوطني في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، كان عاصم دائم الحضور كعادته، في المركز دوماً.

وفي مناسبة من المناسبات.. وقد كنت حينها مشرفاً على القسم الثقافي بجريدة المدينة، التقط مصورنا صورة معبرة لعاصم، بين عدد من الشخصيات الذين يمثلون أطيافاً مختلفة، ولما للصورة من دلالة.. قررنا نشرها في صفحات الثقافة مع تعليق صغير.

أُعجب عاصم بالصورة، واتصل بي ليطلبها، فهرعت للأرشيف باحثاً عنها، وحين نظرت للصورة نزّ مني بيت شعري، قلت فيه:

لا غروَ مهما تهاوتْ دونك الهممُ

سيانَ اسمُك في الآفاقِ والقممُ

أخذتُ الصورة، وطلبت من الصديق النبيل خالد الجارالله عملَ تصميم لها، ووضعَ البيت، فأبدع كعادته.. طبعتُ الصورة على لوحة وأهديتها لأستاذي الذي شرّفني بأن علّقها في صالونه...

لكن البيت ظل يتيماً وحيداً..

واليوم، بعد أكثر من خمسة عشر عاماً، ودكتورنا الكريم ابن الكرام محمد سالم الصبان* يحتفي بالرمز عاصم حمدان.. وجدتني مأخوذاً بالوفاء.. والوفاء حالة شعر خاصة كما تعلمون..

اليوم.. قررتِ القصيدة أن تنثالَ بعد بيتها ذاك:

لا غرو مهما تهاوت دونك الهممُ

سيان اسمك في الآفاق والقممُ

هذا المساءُ سفينُ الله يحملنا

في بحره الحبُّ مثلُ الموج يحتدمُ

لا عاصمَ اليوم من شوقٍ يموج بِنَا

إن الوفاء طريق فيه نعتصمُ

لا عاصم اليوم إلا من تــُزفُّ له

غُر القصائد.. والأبياتُ تنتظمُ

أفعاله حِكمٌ.. وقـفاته عِبــَـرٌ

أقواله دررٌ.. إطراقــه نغـــمُ

لا عاصم اليوم إلا أنت يا رجلاً

يزهو الوفاء به والطيبُ والكرمُ

شحّ البيانُ سنيناً عن مكانتكم

من ذا يلوم قصيدي حين يحتشمُ

لا عاصم اليوم إلا أنت لا عجبٌ

سيان اسمُك في الآفاق والقممُ

***

* مقال اليوم.. يضم الكلمة التي ألقيتها في الحفل الذي أقامه الأستاذ الدكتور محمد الصبان احتفاء بالدكتور عاصم.. وذلك بعد تكريم جامعة الملك عبدالعزيز لعاصم حمدان نظير ما قدمه للجامعة خلال أكثر من أربعة عقود.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض