ممثل كوميدي على أبواب السلطة في اوكرانيا
تاريخ النشر: 21 أبريل 2019 11:02 KSA
ما لم تحصل مفاجأة، فإنّ اوكرانيا تتحضر لقفزة في المجهول، مع ترجيح فوز الممثل الكوميدي المبتدىء بالسياسة فولوديمير زيلينسكي الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في هذا البلد الذي يشهد حربا على أبواب اوروبا.
وبعد خمس سنوات على ثورة الميدان المؤيدة للغرب، يبدو الاوكرانيون مصممين من جديد على قلب الطاولة من خلال تفضيل الفكاهي البالغ من العمر 41 عاماً على الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو (53 عاما) الذي يدفع ثمن عجزه عن وضع حد للحرب في شرق البلاد وفضائح الفساد المتواصلة التي تلطخ الطبقة السياسية. وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الخامسة بتوقيت غرينتش على أن تقفل الساعة 17,00. وستكون استطلاعات أولية مرتقبة فور انتهاء الاقتراع، قبل أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور ليلاً. وباتت فكرة فوز فولوديمير زيلينسكي التي كانت مستبعدة تماماً، بمثابة امر واقع بالنسبة إلى عدد كبير من المراقبين في كييف، في انعكاس جديد للموجة المناهضة للنخب التي تجتاح العالم. وتصدّر زيلينسكي الجولة الأولى بفارق كبير عن منافسه، فيما منحته آخر استطلاعات للرأي قبل الجولة الثانية نسبة 70% من نوايا التصويت.
وكانت قلة تلقت بجدية ترشّح زيلينسكي إلى الانتخابات في 31 كانون الأول/ديسمبر. لكن الترشح تبعته حملة غير مسبوقة لأربعة أشهر، اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي منصة رئيسة، وصور خلالها المرشح نفسه كـ"رجل بسيط" يريد "كسر النظام"، بما يحاكي شخصية استاذ التاريخ اللطيف الذي أصبح رئيساً والتي جسّدها زيلينسكي في مسلسل تلفزيوني. وبعيداً من وعده الاستمرار في المسار المؤيد للغرب الذي سلكته البلاد عام 2014، يلف غموض كبير السياسة التي سيقودها زيلينسكي في حال فوزه رغم محاولته تعزيز مصداقيته خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين مع استعانته بمستشارين أكثر حنكة وتوجهه بالحديث أخيرا إلى الصحافة.
فيلم رعب
تعدُّ التحديات كبيرة بالنسبة إلى الجمهورية السوفياتية السابقة التي تواجه وضعاً غير مسبوق منذ الاستقلال سنة 1991، ولكن أيضاً في ظل التوتر الذي يسود العلاقات بين روسيا والغرب. فأعقب وصول بوروشنكو إلى السلطة، ضم روسيا شبه جزيرة القرم وحرب في شرق البلاد أدت إلى مقتل نحو 13 ألف شخص خلال خمسة أعوام. وأججت هذه الأزمة التوترات بين روسيا والغرب اللذين تبادلا فرض عقوبات. وفي حال صحت الترجيحات، فإنّ انتخاب رئيس جديد لا يملك خبرة سيكون محط متابعة حثيثة من مختلف الدول. واتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة بالمرشحين "لتأكيد التمسك بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، والتشديد على التزام (الولايات المتحدة) بالعمل مع الشخص الذي سيختاره الشعب الأوكراني، أياً كان".
والأسبوع المنصرم، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرشحين في باريس لمناقشة النزاع في شرق اوكرانيا بشكل خاص. وكتب الرئيس المنتهية ولايته على صفحته في موقع فيسبوك السبت أنّ "رئاسة من خمس سنوات، ليست مسرحية يمكننا تجاوزها إذا لم تكن مضحكة، وليست أيضاً فيلم رعب يسهل إيقافه"، ودعا الناخبين إلى "التفكير في اوكرانيا".
وإن كان أنصار بوروشنكو يشيدون بتقريبه البلاد من الغرب وتطوير القوات المسلحة وتجنب إفلاس إحدى أفقر دول أوروبا، إلا أن أي إدانة لم تصدر بحق مسؤول كبير في قضية فساد ولا يزال النزاع مستمرا في شرق البلاد في ظل تعثر عملية السلام. وبالنسبة إلى اناتولي اوكتيسيوك من معهد "بيت الديموقراطية"، فإنّ الفوز المحتمل للممثل الذي كان لا يزال مراهقاً إبّان سقوط الاتحاد السوفياتي، يعكس على وجه الخصوص عدم الثقة بـ"الطاقم السياسي القديم". ويشرح اوكتيسيوك أنّ "فضائح الفساد المستمرة وبعض الإصلاحات وانخفاض مستوى المعيشة والفقر... عوامل دفعت ناخبي الشرق والوسط والغرب وأيضاً ناخبي كييف، إلى التعبير عن عدم ثقتهم".
من جانبه، كان الرئيس المنتهية ولايته يعوّل على المناظرة مع خصمه لإظهاره عديم الخبرة. غير أنّ المعطى لم يتغيّر في أعقاب هذه المناظرة التي استضافها أحد ملاعب كييف، وجرى خلالها تبادل عبارات القدح أكثر من خوض نقاش موضوعي. وأكثرَ الممثل الذي يتمتع بخبرة عقدين من العروض المسرحية المنفردة، من العبارات الهجومية، كتوجهه إلى منافسه بالقول: "أنا نتيجة أخطائكم ووعودكم".
وبعد خمس سنوات على ثورة الميدان المؤيدة للغرب، يبدو الاوكرانيون مصممين من جديد على قلب الطاولة من خلال تفضيل الفكاهي البالغ من العمر 41 عاماً على الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو (53 عاما) الذي يدفع ثمن عجزه عن وضع حد للحرب في شرق البلاد وفضائح الفساد المتواصلة التي تلطخ الطبقة السياسية. وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الخامسة بتوقيت غرينتش على أن تقفل الساعة 17,00. وستكون استطلاعات أولية مرتقبة فور انتهاء الاقتراع، قبل أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور ليلاً. وباتت فكرة فوز فولوديمير زيلينسكي التي كانت مستبعدة تماماً، بمثابة امر واقع بالنسبة إلى عدد كبير من المراقبين في كييف، في انعكاس جديد للموجة المناهضة للنخب التي تجتاح العالم. وتصدّر زيلينسكي الجولة الأولى بفارق كبير عن منافسه، فيما منحته آخر استطلاعات للرأي قبل الجولة الثانية نسبة 70% من نوايا التصويت.
وكانت قلة تلقت بجدية ترشّح زيلينسكي إلى الانتخابات في 31 كانون الأول/ديسمبر. لكن الترشح تبعته حملة غير مسبوقة لأربعة أشهر، اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي منصة رئيسة، وصور خلالها المرشح نفسه كـ"رجل بسيط" يريد "كسر النظام"، بما يحاكي شخصية استاذ التاريخ اللطيف الذي أصبح رئيساً والتي جسّدها زيلينسكي في مسلسل تلفزيوني. وبعيداً من وعده الاستمرار في المسار المؤيد للغرب الذي سلكته البلاد عام 2014، يلف غموض كبير السياسة التي سيقودها زيلينسكي في حال فوزه رغم محاولته تعزيز مصداقيته خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين مع استعانته بمستشارين أكثر حنكة وتوجهه بالحديث أخيرا إلى الصحافة.
فيلم رعب
تعدُّ التحديات كبيرة بالنسبة إلى الجمهورية السوفياتية السابقة التي تواجه وضعاً غير مسبوق منذ الاستقلال سنة 1991، ولكن أيضاً في ظل التوتر الذي يسود العلاقات بين روسيا والغرب. فأعقب وصول بوروشنكو إلى السلطة، ضم روسيا شبه جزيرة القرم وحرب في شرق البلاد أدت إلى مقتل نحو 13 ألف شخص خلال خمسة أعوام. وأججت هذه الأزمة التوترات بين روسيا والغرب اللذين تبادلا فرض عقوبات. وفي حال صحت الترجيحات، فإنّ انتخاب رئيس جديد لا يملك خبرة سيكون محط متابعة حثيثة من مختلف الدول. واتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة بالمرشحين "لتأكيد التمسك بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، والتشديد على التزام (الولايات المتحدة) بالعمل مع الشخص الذي سيختاره الشعب الأوكراني، أياً كان".
والأسبوع المنصرم، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرشحين في باريس لمناقشة النزاع في شرق اوكرانيا بشكل خاص. وكتب الرئيس المنتهية ولايته على صفحته في موقع فيسبوك السبت أنّ "رئاسة من خمس سنوات، ليست مسرحية يمكننا تجاوزها إذا لم تكن مضحكة، وليست أيضاً فيلم رعب يسهل إيقافه"، ودعا الناخبين إلى "التفكير في اوكرانيا".
وإن كان أنصار بوروشنكو يشيدون بتقريبه البلاد من الغرب وتطوير القوات المسلحة وتجنب إفلاس إحدى أفقر دول أوروبا، إلا أن أي إدانة لم تصدر بحق مسؤول كبير في قضية فساد ولا يزال النزاع مستمرا في شرق البلاد في ظل تعثر عملية السلام. وبالنسبة إلى اناتولي اوكتيسيوك من معهد "بيت الديموقراطية"، فإنّ الفوز المحتمل للممثل الذي كان لا يزال مراهقاً إبّان سقوط الاتحاد السوفياتي، يعكس على وجه الخصوص عدم الثقة بـ"الطاقم السياسي القديم". ويشرح اوكتيسيوك أنّ "فضائح الفساد المستمرة وبعض الإصلاحات وانخفاض مستوى المعيشة والفقر... عوامل دفعت ناخبي الشرق والوسط والغرب وأيضاً ناخبي كييف، إلى التعبير عن عدم ثقتهم".
من جانبه، كان الرئيس المنتهية ولايته يعوّل على المناظرة مع خصمه لإظهاره عديم الخبرة. غير أنّ المعطى لم يتغيّر في أعقاب هذه المناظرة التي استضافها أحد ملاعب كييف، وجرى خلالها تبادل عبارات القدح أكثر من خوض نقاش موضوعي. وأكثرَ الممثل الذي يتمتع بخبرة عقدين من العروض المسرحية المنفردة، من العبارات الهجومية، كتوجهه إلى منافسه بالقول: "أنا نتيجة أخطائكم ووعودكم".