سيارات غزال وصناعة العقول في الجامعات

سيارات غزال وصناعة العقول في الجامعات

• كسبت جامعة الملك سعود الرهان وردت عملياً على كل منتقديها الذين شككوا في فكرة تصنيع سيارة غزال كمنتج محلي صمم بموارد ذاتية وفريق علمي متخصص ضم 55 طالباً في كلية الهندسة ومجموعة من الأساتذة المخلصين. • تجرأت الجامعة وكسرت التابوت وتعدت دورها التعليمي وتجاوزت النظرات الضيقة لدور الجامعات ودخلت عالم الاستثمار الصناعي وأحرجت الأقران. بل وجهت رسالة غير مباشرة لكثير من الهيئات ولجهات عزفت فيما مضى عن توطين صناعات السيارات لأعذار واهية ومخاوف لا داعي لها. • كان من الممكن أن تقوم هيئة الاستثمار أو هيئة الجبيل وينبع أو مؤسسة التعليم الفني أو الصندوق الصناعي ومجلس الغرف وسابك أو إحدى وكالات السيارات بالمملكة بمثل هذا المشروع لأنه من صميم اختصاصها وضمن أهدافها الاستثمارية. لكن أن تبادر جامعة علمية وتأخذ بزمام المبادرة في مثل هذا النوع من الصناعات التي تعتبر المملكة من أكبر أسواقها فذلك في نظري قمة الشجاعة والإبداع والتميز. • إنها مبادرة خلاقة تتواءم مع خطط التنمية القائمة على الاستثمار المعرفي وهي بصمة تسجل لمركز نقل تقنية التصنيع من خلال التركيز على تقنيات الاستراتيجية المتقدمة وتنفيذ مشروعات طموحة وأساسية يحتاجها السوق المحلي من جهة وتستوعب عدداً من الباحثين عن العمل من خريجي التعليم العالي والتعليم المهني من جهة أخرى. • لقد بزت الجامعة نظيراتها في مبادرات عدة وكان لها سبق الريادة في إنشاء الكراسي العلمية ومشاريع الأوقاف العملاقة ووادي التقنية لتؤكد أن صناعة العقول وتوطين الاقتصاد المعرفي مطلب عصري وتنموي ووطني يجب أن تسعى بقية الجامعات إلى تحقيقه بعيداً عن التقليدية والركون إلى مناهج التلقين والتعليم النظري والعلوم الإنسانية. • بعض جامعاتنا انشغلت بشراء الاعتمادات الأكاديمية وبعضها بجباية الأموال من المنتسبين وطلاب التعليم الموازي وأخرى ببيع المذكرات والشهادات والدبلومات فيما اهتمت أخريات بتنظيم المؤتمرات والأمسيات الشعرية وصنف آخر من جامعاتنا لازالت منكفئة على نفسها وتغط في نوم عميق رغم ما يعتمد لها من مليارات. • وأنا أكتب السطر الأخير في هذه المقالة ظهر أمس باغتتني رسالة جوالية مفادها أن مدير الجامعة الدكتور العثمان أعلن عن استقطاب 100 من أبرز علماء العالم في عدد من التخصصات في سبيل تفريخ 500 عالم من طلاب وطالبات الجامعة ودراسة إمكانية منح بعض العلماء الجنسية السعودية لاستقطابهم بشكل دائم. • لمثل هذا المدير ولمثل هذه الجامعة نرفع القبعات ونرفع أيدينا إلى السماء داعين له ولمساعديه بالسداد والتوفيق فقد أثبتوا أن الإرادة والعمل بأمانة وإخلاص يحقق المستحيل وأن صناعة العقول واستثمار الإمكانات أمر لا يستعصي إلا على الخاملين.

أخبار ذات صلة

قوَّتي على مكافأة مَن أحسنَ إليَّ
مها الوابل.. الغائب الحاضر
وردك.. يا زارع الورد
تمكين تبوك غير.. فلها الدعم والتقدير
;
أقساط البنوك.. والإسكان
تزوجوا.. مثنى وثلاث ورباع
كتاب (الملك سلمان).. تأكيدٌ للمكانة التي يتمتع بها
الأفكار والتنظير هما أساس العمل والإنجاز
;
قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!