إدارة المال!!

إن أعظم سببين يتعرَّض لهما السواد الأعظم من الناس هما المسائل التي تتعلق بإدارة الوقت والمال. وحقيقةً معظم الناس تنشغل بشراء أشياء لا تُريدها، بأموالٍ لا تملكها، بغية إبهار أُناس لا يرقون لهم، فعندما لا يتعامل الناس مع مواردهم المالية بصورةٍ مناسبة يومًا بعد يوم، تتراكم على رؤوسهم المشكلات المستعصية التي لا تنتهي بيسرٍ وسهولة، وتحتاج إلى جهودٍ كبيرة مباشرة وغير مباشرة.

إليكم بعض الحقائق الهامة حول المال:


أولًا: المال لن يجلب السعادة، والكثير منَّا يعتقد غير ذلك، فقد تمّت دراسة في الولايات المتحدة بعرض 20 مليون دولار على أشخاص، وما يمكنهم أن يفعلوا مقابلها، فوجد أن 25 % يمكنهم أن يهجروا كل أفراد عائلاتهم، و23 % يمكنهم أن يكونوا منحرفين لمدة أسبوع، و16 % يتخلون عن حقيقتهم، و16 % ينفصلون عن أزواجهم، و10 % يكتمون شهاداتهم أمام العدالة، و7 % يقتلون غريبًا، و3% يعرضون أبناءهم للتبنِّي.

صدقًا، إن المال لا يُغيِّر الناس بقدر ما ينزع الأقنعة من على وجوههم، ويُبرز الطباع التي يحملونها، مثل البخل والغطرسة والطمع.


ثانيًا: الديون ستجلب التعاسة، وستكون الحياة بائسة، وإذا تجاوزت النفقات؛ الدخل، فإن هذا يؤدي إلى الدمار؛ لأن المدين دائمًا عبد للدائن.

ثالثًا: الهامش المالي يمنحك خيارات متعددة، ولأن المال هو أداة ومعين على تحقيق المرء لأهدافه، ولكن جمع المال لمجرَّد جمع المال، لا مغزى له في نهاية الأمر، ومن قلَّ ماله قلَّت خياراته في الحياة.

هناك نظرية 10-10-80 للحفاظ على المال تقول: اجعل من مالك 10 % للأعمال الخيرية والصدقات، و10 % للاستثمار، و80 % لنفقات المعيشة، وكذلك هناك أمور عدة ستُساعد من تقليل الديون، وهي: توقَّف عن الاستدانة، تتبّع مصروفاتك وأموالك، خطّط لمستقبلك، لا تتوقَّع المعجزات، استمع إلى آراء الخبراء في الأمور المالية.

أخيرًا الفارق بين الغني والفقير، هو أن الأول يستثمر أمواله وينفق ما تبقَّى منها، فيما ينفق الفقير كل ماله، ويظن أنه يستثمر ما تبقَّى منها!!، وإذا أردتَ أن تضبط أمورك المالية، عليكَ أن تتحرَّى الكسب الجيد، وأن تكون ممتناً في كل ما تقوم به كل يوم، وأهم شيء أن لا تُقارن نفسك بالآخرين، وأعطِ من حولك بقدر المستطاع، ولا بد أن تعتقد بحقيقة أن المال ليس سببًا للسعادة، وإنما هو وسيلة لها، وانظر حولك نظرةً مجردةً، وكن فطنًا وسترى الحقيقة والواقع الذي تعيش فيه على هذا الكوكب.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!