ساكنات الرباط يبتسمن لرمضان وينتظرن الحبّ والدواء
تاريخ النشر: 07 مايو 2019 03:06 KSA
- ربيعة: تنتظر شهر رمضــان بأذن لا تسمع.. وتحلــم بالدواء
- آمنة: خارت قواي وضعف نظري وأخاف الموت من جراء الدوار
- سعيدة: 30 عاماً عشتها بلا عائل.. وساكنات الرباط يخففن معاناتي
- حميدة: عمري تسعون عاماً.. والماء والدواء آخر أصدقاء الرحلة
أحتاج الدواء
العمة ربيعة - مسنة تجاوزت 85 لم تكن تقوى على الوقوف للترحيب بنا لإحساسها بالدوار من يومين ولاتعرف السبب جلست على سريرها في وجهها علامات الاستفهام عن من نحن ومانريد منها خصوصا أنها لاتسمع حاولت أن تسألنا بصوت عال أنتم أطباء لأني أحتاج لأدوية قد انتهت من شهر ولم أجد من يحضرها لي ثم سكتت حاولنا بصعوبة التحدث لها وبسبب عدم قدرتها على السمع لمن تعطنا معلومة إلا أنها سيدة تزوجت من زمن ولم ترزق بأبناء وطعنت في السن إلى أن مات كل ذويها فلم تجد مكانا لها إلا هذا المكان لتعيش باقي أيامها وعن رمضان تقول بسعادة غامرة أحمد الله أن بلغني شهر الستر والخير، والذي بقدومه أكسب فيه أجر الصلاة والقيام والصيام أملا فيما عند الله..
دوار مستمر
خرجنا من غرفة العمة ربيعة ولغرفة العمة آمنة مسنة تجازوت 77 سنة استقبلتنا بفرح وتقول لي 30 سنة في هذه الدار حضرت لها بعد أن توفي أهلي وزوجي خصوصا بعد أن فقدت ابني الوحيد ولم يعد لي أحد في هذه الدنيا والحمدلله أن أهل الخير أحضروني بهذا المكان لأكمل فيه ماتبقى لي من أيام والحق بعدها أهلي وزوجي وابني الوحيد في دار الحق وعن أحوالها الصحية تقول ماذا تتوقعين من سيدة طاعنة في السن تشتكي أنا أشكو آلام العظام والورك، والتي تعيقني عن الحركة إضافة إلى أمراض السن من ضغط وسكر وضعف نظر وتضيف لقد ضعف نظري وصعبت حركتي، وقد سقطت من فترة في الحمام وأنا أحاول ان أتوضأ وساعدوني باقي النزيلات من المسنات القادرات والحمدلله، لكني بعد هذه الحادثة بت يوميا أخاف وأدعو الله أن يميتني على فراشي لا أن اسقط في الحمام وأتوفى..
بلا عائل
أما سعيدة خيري فهي مسنة تجاوزت 65 وجدناها تجلس على سرير في باحة المنزل وقد أنهكها التعب ونال منها مانال اقتربنا منها قامت ورحبت بنا بفرح وجلست تتحدث وتقول أنا لي أكثر من 30 سنة حضرت لهذا المكان لأنه لايوجد لي عائل بعد الله ولي ولد واحد ترك البلد من زمن طويل، ولا اعرف عنه شيئا، وقد كبرت في السن وأصبت بأمراض كثيرة أقعدتني فحضرت لهذا المكان لأتشارك مع ساكنات الدار الأيام والليالي الطويلة، ولكي يكون في شخص يمكن أن يبلغ عني لو حصل لي شيء بدلا من أن أعيش لوحدي، إضافة إلى أنه لايوجد دخل لي لأعول نفسي وأجد مسكنا أعيش فيه.
ثلاجتي بلا ماء
حميدة عبدالله 81 سنة لاتختلف عن المسنات السابقات، بل هي أيضا لم يرزقها الله بأبناء، وقد نال منها المرض وأقعدها تقول: إننا الآن في مرحلة عمرية لا نحتاج فيها إلا الأدوية وقوت اليوم من الطعام وغيره.. وأتمنى أن نجد من أهل الخير من يوفر لنا الدواء والغذاء والصابون والسكر والحليب، لأننا بحاجة لها دائما لقد انتهى دوائي ولي فترة متوقفة عليه وأدويتي كلها للعضلات والعظام وعندما أنقطع عن تناولها لا أستطيع الحركة، وفي طريقنا للخروج بقت غرفة لم نزرها فدخلناها وإذا بمسنة تجاوزت 90 من عمرها قد جلست على الأرض تحاول أن تعد لها كوبا من الشاي إلا أن قواها البدنية لم تساعدها ألقينا عليها التحية فسألتنا مباشرة هل معكم أكل لم أفطر ولي أدوية لابد أن آخذها، وبعد تفقد ثلاجتها لم نجد فيها سوى الماء.