كيف تلعب الأهواء دورًا مَرَضِيًا في تدمير مصداقية الجائزة؟!
تاريخ النشر: 16 مايو 2019 01:00 KSA
كل سنة تثير الجوائز العربية جدلا كبيرًا قد يعيد النظر كليًا في نزاهة الكثير منها.. آخر الفصول المفجعة ما حدث لواحدة من أهم الجوائز العربية: جائزة البوكر العربية، حيث سربت النتيجة قبل الإعلان الرسمي عنها.. من يقف وراء التسريب؟ لابد أن يكون شخصًا من داخل اللجنة نفسها؟ طبعًا ستفتح اللجنة تحقيقًا، وسينتهي بغلق الملف..
ليس هذا هو المهم.. المهم كيف لجائزة كبيرة تسمح أن يحدث فيها هذا؟ من أين أتى الضعف الكبير الذي مس هذه الدورة التي حدثت فيها تصفيات في القائمة الطويلة قبل القصيرة، كما يرى الكثير من المتابعين، لدرجة أن أصبح هناك منطق غريب: ليس من الضروري أن يفوز النص الأفضل عربيًا بالجائزة؟ بل إن أحد أعضاء اللجنة قال بشكل شبه جهرى: إما أن تفوز فلانة وإلا لا قيمة لهذه الجائزة؟ الأسوأ من هذا، أنه قال أيضًا لأحد مقربيه: إن الرواية الفلانية لن تتعدى عتبة القائمة الطويلة.. فهي تاريخية، ظنًا منه أنها تاريخية، وهي لم تكن كذلك.. لضعف فهمه للرواية التاريخية، ناصبها العداء.. هذا المنطق مدمر يسجن الجائزة في الأحقاد الشخصية.. تحتاج جائزة البوكر إلى إعادة نظر في نظام تعيين لجان التحكيم، وأن تراهن على النزاهة والمعرفة العميقة بمن يترأسون تلك اللجان.. الرئيس واجهة اللجنة وليس أمرًا ثانويًا.
لقد أصبحت البوكر كبيرة ولا حق لها في النزول بالطريقة التي سارت عليها في دورتها الأخيرة، الأضعف في كل الدورات.
الجوائز الأدبية فعل نبيل في جوهره لأنه يكرم كاتبًا ودار نشر أيضًا.. أي أنه يقف بجانب جهد إبداعي يفترض أنه تميز بقوة عن غيره من النصوص الأدبية التي كتبها آخرون ودخلوا في الجائزة أم لم يدخلوا.. الأديب يشترك وفي مخه أمنية واحدة، أن تكون اللجان المكلفة حيادية وموضوعية في أحكامها..
السؤال الكبير هو ما الذي ينقص هذه الجوائز العربية، المهمة ماليًا وأدبيًا، لكي تصبح ليس فقط عربية، ولكن أيضًا عالمية ومرجعًا حقيقيًا لجائزة نوبل لتخرج هذه الأخيرة من مركزيتها الأورو- أنجلوساكسونية؟!
تكفي لمسة متبصرة وتفكير في الصالح الثقافي العام، لتنقلها من الدائرة الضيقة إلى الدائرة الأكثر اتساعًا.. أي من المحلية إلى العالمية.. هناك أولاً مشكل علائقي يجب أن يُحل.. الثقة وتقبل النتائج في النهاية.. الجائزة تُرقّي كِتابًا لكنها لا تصنع كاتبًا.. العقدة ليست في الجوائز من حيث إسهامها الثقافي والإعلامي، فهي مرغوبة بل وضرورية.. لها نظمها وتخصصاتها، وللكُتاب كل الحق في أن يقبلوا بها أو يرفضوها.. ولكن المشكل هو في تعامل المثقف العربي معها.. في عقلية الكاتب العربي الدفينة الفوز ولا شيء غير الفوز، وإلا سيصبح كل شيء سيئًا..
أرى قوائم المان بوكر الإنجليزية التي كثيرًا ما يتم إسقاط كُتاب كبار فيها نظنهم بأنهم سيفوزون، ويتقبل الناشر والكاتب معًا ذلك بروح عالية لأن الأمر يتعلق بلجنة مكونة من مجموعة محدودة من الأشخاص لهم أذواقهم وطرائقهم مما لا يقلل ولا يرفع بالضرورة من قيمتهم.. لكن حكمهم في كل الأحوال يبرر خياراتهم.. النظام واضح: الجائزة تمنح لكتاب وليس لكاتب كيفما كانت شهرته.. لهذا الفوز بالجائزة يحتاج حتمًا إلى القيمة الأدبية المميزة، وهذا لا نقاش فيه، لأنه هو الحاسم في الخيارات.. يحتاج النص أيضًا إلى سلسلة من الصدف تشتغل لصالحه، لا يتحكم فيها لا الكاتب ولا الناشر، ولكن مجموع اللجنة.. لهذا تصبح ثقافة اللجنة وقدراتها الفنية مثار اهتمام النقاد والإعلاميين.. مقتل الجوائز هو الأهواء الفردية عندما تتحول إلى مقياس للحكم.
ليس هذا هو المهم.. المهم كيف لجائزة كبيرة تسمح أن يحدث فيها هذا؟ من أين أتى الضعف الكبير الذي مس هذه الدورة التي حدثت فيها تصفيات في القائمة الطويلة قبل القصيرة، كما يرى الكثير من المتابعين، لدرجة أن أصبح هناك منطق غريب: ليس من الضروري أن يفوز النص الأفضل عربيًا بالجائزة؟ بل إن أحد أعضاء اللجنة قال بشكل شبه جهرى: إما أن تفوز فلانة وإلا لا قيمة لهذه الجائزة؟ الأسوأ من هذا، أنه قال أيضًا لأحد مقربيه: إن الرواية الفلانية لن تتعدى عتبة القائمة الطويلة.. فهي تاريخية، ظنًا منه أنها تاريخية، وهي لم تكن كذلك.. لضعف فهمه للرواية التاريخية، ناصبها العداء.. هذا المنطق مدمر يسجن الجائزة في الأحقاد الشخصية.. تحتاج جائزة البوكر إلى إعادة نظر في نظام تعيين لجان التحكيم، وأن تراهن على النزاهة والمعرفة العميقة بمن يترأسون تلك اللجان.. الرئيس واجهة اللجنة وليس أمرًا ثانويًا.
لقد أصبحت البوكر كبيرة ولا حق لها في النزول بالطريقة التي سارت عليها في دورتها الأخيرة، الأضعف في كل الدورات.
الجوائز الأدبية فعل نبيل في جوهره لأنه يكرم كاتبًا ودار نشر أيضًا.. أي أنه يقف بجانب جهد إبداعي يفترض أنه تميز بقوة عن غيره من النصوص الأدبية التي كتبها آخرون ودخلوا في الجائزة أم لم يدخلوا.. الأديب يشترك وفي مخه أمنية واحدة، أن تكون اللجان المكلفة حيادية وموضوعية في أحكامها..
السؤال الكبير هو ما الذي ينقص هذه الجوائز العربية، المهمة ماليًا وأدبيًا، لكي تصبح ليس فقط عربية، ولكن أيضًا عالمية ومرجعًا حقيقيًا لجائزة نوبل لتخرج هذه الأخيرة من مركزيتها الأورو- أنجلوساكسونية؟!
تكفي لمسة متبصرة وتفكير في الصالح الثقافي العام، لتنقلها من الدائرة الضيقة إلى الدائرة الأكثر اتساعًا.. أي من المحلية إلى العالمية.. هناك أولاً مشكل علائقي يجب أن يُحل.. الثقة وتقبل النتائج في النهاية.. الجائزة تُرقّي كِتابًا لكنها لا تصنع كاتبًا.. العقدة ليست في الجوائز من حيث إسهامها الثقافي والإعلامي، فهي مرغوبة بل وضرورية.. لها نظمها وتخصصاتها، وللكُتاب كل الحق في أن يقبلوا بها أو يرفضوها.. ولكن المشكل هو في تعامل المثقف العربي معها.. في عقلية الكاتب العربي الدفينة الفوز ولا شيء غير الفوز، وإلا سيصبح كل شيء سيئًا..
أرى قوائم المان بوكر الإنجليزية التي كثيرًا ما يتم إسقاط كُتاب كبار فيها نظنهم بأنهم سيفوزون، ويتقبل الناشر والكاتب معًا ذلك بروح عالية لأن الأمر يتعلق بلجنة مكونة من مجموعة محدودة من الأشخاص لهم أذواقهم وطرائقهم مما لا يقلل ولا يرفع بالضرورة من قيمتهم.. لكن حكمهم في كل الأحوال يبرر خياراتهم.. النظام واضح: الجائزة تمنح لكتاب وليس لكاتب كيفما كانت شهرته.. لهذا الفوز بالجائزة يحتاج حتمًا إلى القيمة الأدبية المميزة، وهذا لا نقاش فيه، لأنه هو الحاسم في الخيارات.. يحتاج النص أيضًا إلى سلسلة من الصدف تشتغل لصالحه، لا يتحكم فيها لا الكاتب ولا الناشر، ولكن مجموع اللجنة.. لهذا تصبح ثقافة اللجنة وقدراتها الفنية مثار اهتمام النقاد والإعلاميين.. مقتل الجوائز هو الأهواء الفردية عندما تتحول إلى مقياس للحكم.