زد واحدة وسترى.. فُضُّوها سيرة..!!

.. يحكى أن خلافاً دب بين بعوضة وفيل.

البعوضة كانت تدرك قبل غيرها حجم الفيل الضخم، لكنها على طريقتها عاثت في جسد الفيل.


وكلما قامت البعوضة بلسعة أرعد وتوعد: «زيدي واحدة وسترين..؟». يبدو أن البعوضة استمرأت مقلة الفيل...!!

***


.. هذه الحكاية قد يبدو فيها شيء مما يتم فيه التناوش من مكان قريب ما بين أمريكا وإيران.

فلا البعوضة كفت ولا الفيل دهسها بقدميه.

ويبدو -والله العالم وليس على ذمة الرائين والصناتين- أن العملية قد تتحول إلى مجرد لعبة سياسية..!

***

.. بدءاً قالوا إن نظام الملالي هو مصدر الإرهاب في المنطقة والعالم، ولابد من اجتثاثه.

ثم عادوا وانقلبوا على أعقابهم وتصريحاتهم فقالوا: لا نحن فقط نريد تغيير سلوكيات النظام.

وحين أتوا قالوا إننا نريد أمن مصالحنا وحلفائنا.

وحين تكررت الأحداث من السفن الأربع، إلى استهداف محطات ضخ النفط، إلى الاعتداء على مطار أبها، إلى هجوم الناقلتين في خليج عمان، بدأ التركيز على نغمة حماية (المصالح الأمريكية).

كما بدأت تتصاعد لغة (طاولة الحوار)..!!

***

يا جماعة، لا أحد يريد الحرب، ولكننا جميعاً بالتأكيد نبحث عن الخلاص من عنق الزجاجة.. ففضُّوها سيرة!.

***

.. في نظري القابع خلف زاوية ركامية عربية، أن ما يجري لا يمكن فصله عما شهدته المنطقة من أحداث سابقة، ولا عن طبيعة أدوار (شركاء المصالح) وما آلت إليه النتائج من إسقاط قُوى وتعضيد أخرى، وما شهدته وما زالت تشهده الساحة العربية من صراعات واستقطابات سياسية وطائفية غير مسبوقة..!!

***

.. كما أن ما يحدث لا يمكن التغاضي فيه عما يجري في المنطقة عموماً، ولا يمكن فصله عن تداعياته..!!.

***

.. في ليبيا، الجماعات المتطرفة والمطلوبة والمحظورة تحتشد ضد الجيش الليبي، وتدفقات السلاح تصل اليهم عياناً بياناً، وغسان سلامة يهش عليهم بأغصان الزيتون.

وقطر وتركيا وإيران والجوقة الأوروبية كلهم يتسابقون على إغراق ليبيا من أجل أن تبقى بؤرة صراع دائم..!!

***

.. في الشمال السوري والعراق صراع تصفية الحسابات الطائفية والسياسية، وقاسم سليماني الذي تتوعد أمريكا دولته بأحد العذابين، يغدو ويأتي ويسرح ويمرح ويُنظِّم و(على عينك يا تاجر)..!!

***

.. وورقة داعش أصبحت هي الورقة التي يتم استنهاضها واللعب بها في أي منطقة يمكن أن تشهد استقراراً..!!

***

.. في السودان كتب الثوار حريتهم على أوراق كرتون، وحين اقتربوا منها تحركت الشياطين لجر السودانيين إلى ما هو أخطر.

ولتظل السودان حبيسة النفق المظلم..!

***

.. في اليمن.. الحوثيون يحاربون بالوكالة عن إيران، وتدفقات الأسلحة وصناعتها وتطويرها والخبراء.

في حين أنّ صاحب الفيتو في إبقاء الدعم الأمريكي يتحدث عن داعش والقاعدة، وكأن الحوثيين آخر همه.

ولا تدري كيف يستقيم معنى (حماية الحلفاء) في الهدف الأمريكي المعلن..؟!

***

.. روسيا ترسل سفينتين إلى طرطوس والطائرات تضخ في قاعدة حميمين..!!

***

.. المسؤولون الأوروبيون يصفون إيران بالخطر الأكبر على المنطقة وفي رعاية الإرهاب. وحين يصلون طهران يتحدثون فقط عن مخارج الاتفاق النووي..!!

***

.. كل هذه التداعيات وغيرها تجعل المواطن العربي لا يخفي هواجسه من أن يكون في الخفاء تدبير آخر غير ما يظهر على السطح...!!

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات