حسن الجوار... ومكر الجار
تاريخ النشر: 12 يوليو 2019 01:00 KSA
مِن التراث العربي المتواتر والقيم الإسلاميَّة التي أكَّدها الكتاب والسنَّةُ التقريريَّة، وما أُجْمِعَ عليه من الأحاديث الشريفة، رِعاية الجار والحفاظ عليه أمنًا وسلامًا.
لم أفاجأ بحديث صديقٍ ياباني وهو -كما أخبرني- يبحث في اللُّغة وتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده.. وقد أثار فضوله واهتمامه سيرة رسولنا الكريم ورعايته للجار خاصَّة.. وقد وجد أنَّ العرب كانوا يتفاخرون بحسن الجوار وإكرام الضيف والإحسان إليه والقيام بواجبهم نحوه خير قيامٍ حتَّى قبل بزوغ فحر الإسلام.. فلمَّا جاء الإسلام، حرص نبيُّنا الكريم الذي أرسله الله هدىً ونورًا ليتمِّم مكارم الأخلاق على استمرار مراعاة حسن الجوار وحقٍّ الجار مِصداقًا لقوله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾. وبذا فقد وجب على المسلمين أن يحسنوا إلى الجار قريبًا أم بعيدًا؛ عربيًّا أم أعجميًّا دون تمييز بين عرق وعرق أو لون ولون.. فالجار جارٌ له حرمته ومكانته واحترامه وله حقوق وعليه واجبات سواءً أكان مسلمًا أو غير مسلم.
ومن واقع حياة المسلمين الأوائل بعد الفتوحات التي سادوا فيها العالم، وجد الصديق الياباني أنَّ الجار في الإسلام قد جاز حدود جيرته من حيٍّ إلى مدينة فبلد حيثما انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
ما استرعى انتباه صديقي وأثار فضوله الانشقاق الطائفي في أمَّة المسلمين الذي ترعاه حكومة آيات إيران وتتزعَّمه، وكيف أنَّهم بالقوَّة والإرهاب مصرُّون على تصدير هذا الفكر المتطرِّف الذي هو غريب عن الإسلام وطارئ عليه، مهدَّدين بذلك أمن بلدان الشرق الأوسط وسلامتها، وبالتالي بلدان العالم الصناعيَّة بما فيه اليابان وتزويدها بالطاقة التي هي عصب حياتها.
ويضيف محدِّثي بأنَّ بلاد فارس؛ إيران اليوم منها، برز فيها العديد من العلماء والمفكرين المسلمين في شتَّى العلوم ورواة الحديث وتفسير كتاب الله وفي علوم الفلسفة والشعر والأدب في صدر الإسلام وزمن الخلافتين الأمويَّة والعبَّاسيَّة خاصَّة. ويعجب متسائلًا فيما إذا كان الانشقاق عودة لفكر الصفويِّين الذي بدأ بصفيِ الدين الأردبيلي (1334-1252)، ثمَّ بتأسيس فرقته التي أعلنت شقَّ عصا الطاعة عن السلطنة العثمانيَّة لتبلغ أوجها وشدّتها زمن الشاه إسماعيل الصفوي سنة (1487-1524) الذي أقام دولته على كامل الأراضي الإيرانيَّة تقريبًا، وجاعلًا المذهب الاثني عشريًّا مذهب الدولة الرسميَّ. وهكذا أصبحت دولته الممثّلة الرسميَّة للشيعة، والمدافعة عنهم بوجه الدولة العثمانيَّة التي كانت تمثِّل الإسلام السنِّيَّ.
تذكر المصادر التاريخيَّة أنَّ إسماعيل الصفوي فرض المذهب الشيعيَّ عنوة على جنوده وأتباعه بداية، ثمَّ عمد إلى نشره بين الإيرانيَين بالبطش والقهر وقوَّة السلاح وبكلِّ الوسائل المتاحة كالمكر والإيحاء والتأثير النفسي وسواه.
أمَّا التفاصيل المروعة عن نشره المذهب الشيعي، فقد تمثَّلت بقتله ما زاد على المليون من أنفس بريئة لم يُعهد مثلها حتَّى في الجاهليَّة، ناهيك عن شتَّى عصور المسلمين، ولا حتَّى في الأمم أو العهود السابقة.
وبشيء من الحيرة، يُضيف الصديق: هل آيات إيران الصفويُّون يجدِّدون سيرة إسماعيل الصفوي لشقِّ الصفِّ الإسلامي الذي هو من ضمن تخطيط العالمَين اللذين يتحكَّمان باقتصاد العالم ونهب ثروات أممه وشعوبه، ومن يدور في فلكهما من ضعاف النفوس؛ طوائف وأحزابًا طائفيَّة بغيضة على مبدأ (فرِّق تَسُد!) وهكذا يعملون على إذكاء نار الفتن ليقتل المسلم أخاه المسلم، وهم بذلك يعرضون عن ذكر الله: ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النًّاسَ جَميعًا﴾. وما يثير القلق والخطر في آنٍ، فهو إقامة جامعة إسلامية لتخريج الدعاة في دولة اصطنعوها عند مفصل قارَّات ثلاث، تدرِّس الصهاينة اليهود اللًّغة العربيَّة وآدابها وعلوم القرآن الكريم والسنّة النبويَّة المشرَّفة.. وبعد تخرُّجهم، تزيَّف لهم وثائق شخصيَّة ثبوتيَّة بأسماء مسلمين، ويرسلون إلى مناطق الصراع الطائفي والعقائدي في بلدان مسلمة، وعربيَّة خاصَّة.
لم أفاجأ بحديث صديقٍ ياباني وهو -كما أخبرني- يبحث في اللُّغة وتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده.. وقد أثار فضوله واهتمامه سيرة رسولنا الكريم ورعايته للجار خاصَّة.. وقد وجد أنَّ العرب كانوا يتفاخرون بحسن الجوار وإكرام الضيف والإحسان إليه والقيام بواجبهم نحوه خير قيامٍ حتَّى قبل بزوغ فحر الإسلام.. فلمَّا جاء الإسلام، حرص نبيُّنا الكريم الذي أرسله الله هدىً ونورًا ليتمِّم مكارم الأخلاق على استمرار مراعاة حسن الجوار وحقٍّ الجار مِصداقًا لقوله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾. وبذا فقد وجب على المسلمين أن يحسنوا إلى الجار قريبًا أم بعيدًا؛ عربيًّا أم أعجميًّا دون تمييز بين عرق وعرق أو لون ولون.. فالجار جارٌ له حرمته ومكانته واحترامه وله حقوق وعليه واجبات سواءً أكان مسلمًا أو غير مسلم.
ومن واقع حياة المسلمين الأوائل بعد الفتوحات التي سادوا فيها العالم، وجد الصديق الياباني أنَّ الجار في الإسلام قد جاز حدود جيرته من حيٍّ إلى مدينة فبلد حيثما انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
ما استرعى انتباه صديقي وأثار فضوله الانشقاق الطائفي في أمَّة المسلمين الذي ترعاه حكومة آيات إيران وتتزعَّمه، وكيف أنَّهم بالقوَّة والإرهاب مصرُّون على تصدير هذا الفكر المتطرِّف الذي هو غريب عن الإسلام وطارئ عليه، مهدَّدين بذلك أمن بلدان الشرق الأوسط وسلامتها، وبالتالي بلدان العالم الصناعيَّة بما فيه اليابان وتزويدها بالطاقة التي هي عصب حياتها.
ويضيف محدِّثي بأنَّ بلاد فارس؛ إيران اليوم منها، برز فيها العديد من العلماء والمفكرين المسلمين في شتَّى العلوم ورواة الحديث وتفسير كتاب الله وفي علوم الفلسفة والشعر والأدب في صدر الإسلام وزمن الخلافتين الأمويَّة والعبَّاسيَّة خاصَّة. ويعجب متسائلًا فيما إذا كان الانشقاق عودة لفكر الصفويِّين الذي بدأ بصفيِ الدين الأردبيلي (1334-1252)، ثمَّ بتأسيس فرقته التي أعلنت شقَّ عصا الطاعة عن السلطنة العثمانيَّة لتبلغ أوجها وشدّتها زمن الشاه إسماعيل الصفوي سنة (1487-1524) الذي أقام دولته على كامل الأراضي الإيرانيَّة تقريبًا، وجاعلًا المذهب الاثني عشريًّا مذهب الدولة الرسميَّ. وهكذا أصبحت دولته الممثّلة الرسميَّة للشيعة، والمدافعة عنهم بوجه الدولة العثمانيَّة التي كانت تمثِّل الإسلام السنِّيَّ.
تذكر المصادر التاريخيَّة أنَّ إسماعيل الصفوي فرض المذهب الشيعيَّ عنوة على جنوده وأتباعه بداية، ثمَّ عمد إلى نشره بين الإيرانيَين بالبطش والقهر وقوَّة السلاح وبكلِّ الوسائل المتاحة كالمكر والإيحاء والتأثير النفسي وسواه.
أمَّا التفاصيل المروعة عن نشره المذهب الشيعي، فقد تمثَّلت بقتله ما زاد على المليون من أنفس بريئة لم يُعهد مثلها حتَّى في الجاهليَّة، ناهيك عن شتَّى عصور المسلمين، ولا حتَّى في الأمم أو العهود السابقة.
وبشيء من الحيرة، يُضيف الصديق: هل آيات إيران الصفويُّون يجدِّدون سيرة إسماعيل الصفوي لشقِّ الصفِّ الإسلامي الذي هو من ضمن تخطيط العالمَين اللذين يتحكَّمان باقتصاد العالم ونهب ثروات أممه وشعوبه، ومن يدور في فلكهما من ضعاف النفوس؛ طوائف وأحزابًا طائفيَّة بغيضة على مبدأ (فرِّق تَسُد!) وهكذا يعملون على إذكاء نار الفتن ليقتل المسلم أخاه المسلم، وهم بذلك يعرضون عن ذكر الله: ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النًّاسَ جَميعًا﴾. وما يثير القلق والخطر في آنٍ، فهو إقامة جامعة إسلامية لتخريج الدعاة في دولة اصطنعوها عند مفصل قارَّات ثلاث، تدرِّس الصهاينة اليهود اللًّغة العربيَّة وآدابها وعلوم القرآن الكريم والسنّة النبويَّة المشرَّفة.. وبعد تخرُّجهم، تزيَّف لهم وثائق شخصيَّة ثبوتيَّة بأسماء مسلمين، ويرسلون إلى مناطق الصراع الطائفي والعقائدي في بلدان مسلمة، وعربيَّة خاصَّة.