قَرَّرْتُ أن أبيع مكتبتي؟!

لقد قال الشاعر المتنبي قبل مئات السنين:

أعزُّ مكان في الدنيا سرج سابح


وخير جليس في الزمان كتاب

وكما يعلم الجميع أن هذا الاختراع الجليل المعروف باسم: (الكتاب) قدم للمثقفين والمبدعين خدمة ليس لها مثيل.. وأنا شخصيًّا أهتم بالكتاب وأبحث عنه وأسافر من أجله؛ لكي أضمّه لمكتبتي المنزلية وأجلس مع مؤلفه وأقرؤه وأنصت إليه بكل احترام وتقدير؛ لأنه يضيف إلى ثقافتي شيئًا جديدًا.


ومن رابع المستحيلات أن أبيع مكتبتي بكل كنوز الدنيا، وأتصور أن كل المثقفين مثلي يعز عليهم فراق كتبهم تلك، الكتب التي تحيط به في كل مكان وزاوية في منزله.. أجل من رابع المستحيلات أن أفارق مكتبتي، ولكن لكل قاعدة استثناء..

لست أول الذين قرروا بيع مكتباتهم الخاصة، ولست آخرهم، لقد راجعت شريط المكتبات بحثًا عن أولئك المثقفين الذين اضطروا لبيع مكتباتهم الخاصة العزيزة عليهم اعتزازهم بأولادهم وبناتهم، ولما فكرت في الأمر تذكرت ليلة دُخْلَة ابنتي الغالية الدكتورة (رنا) في تلك الليلة وفي لحظات مغادرتها منزلي مع زوجها حبست دموعي دموع الفرح بزواجها ودموع الحزن على فراقها..

ومن المثقفين الذين أعلنوا بيع مكتباتهم الخاصة:

* أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري، فقد أعلن يومًا من الأيام أن يبيع مكتبته الخاصة، فانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، فلما وصل الخبر إلى علم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وصله بهدية مالية جعلته يصرف النظر عن بيعها.

* إبراهيم شحبي الذي برر قراره بيع مكتبته الخاصة قائلًا: (أنه لم يزهد بخير جليس بيد أن الحاجة المادية دفعته لهذا الطريق؛ كون راتبه التقاعدي لا يفي بهذا الغرض)..

* وفي خبر نشرته جريدة عكاظ لكاتبها الدكتور علي الرباعي أفاد بأن الروائي أحمد الدويحي دعا أصدقاءه إلى شراء مكتبته، وأخذه بنفسه مع المكتبة (فوق البيعة)؛ من أجل توفير مصاريف علاجه هربًا من المواعيد العرقوبية للمشافي الحكومية..

* حتى الدكتور سعد الصويان أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة الملك سعود سابقًا قرر بيع مكتبته المنزلية..

أما أنا فقد قررت أن أبيع مكتبتي الخاصة التي تضم نفائس الكتب؛ لكي أستخدم ثمنها في علاج آلام رقبتي وظهري بعملية جراحية جديدة بعد أن أجريت أول عملية في رقبتي قبل خمس سنوات تقريبًا في ألمانيا، وأجريت لها عملية ثانية في أمريكا، كانت على حساب المستشار الأستاذ فيصل أحمد زكي يماني حفظ الله والده الكريم وحفظه شخصيًّا من كل سوء وجزاه الله خيرًا.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح