الأسبوع الأول... تفاصيل النشرة..!!

هذه نهاية الأسبوع الأول من العام الدراسي، وكل شيء على ما يرام ولله الحمد..

التعليم هو بطل هذا الأسبوع بلا منازع.. والتعليم هو بطل التاريخ دوماً!!


لا شيء مثل التعليم يعيد الحياة لدورتها الطبيعية، ويجعل الأملَ نجماً مشرقاً ليل نهار في سماء هذا الوطن.. وكالعادة كانت قضايا التعليم وقصصه الحاضر الأكبر.. غصّت الأجهزة برسائل التهنئة والمباركات والدعوات ببداية عام موفقة علينا وعلى أبنائنا.. لسنا نعلم إن كان المرسل يخصنا بالدعوة، فكر فينا، ويهمه أمرنا، أم أننا مجرد رقم في القائمة، وقلبه الكبير يسع الجميع.

تزامن انطلاق العام الدراسي مع دخول العام الهجري.. من هنا كانت الرسائل تمزج المناسبتين؛ تتمنى لنا عاماً دراسياً مليئاً بالنجاح، وهجرياً مفعماً بالأفراح.. كانت الرسائل تخلط النوايا هنا وهناك، وكانت المشاعر مختلطة.. لكنّ أحداً لم يقف في الطريق لتحريم هذه التهنئة، واستنكار هذا الاختلاط... اختلاط آخر جذب كل الاهتمام.


فبإرادة رسمية بدأت خطوة دمج الصفوف الأولية.. وليس الأمر جديداً كما تعلمون، بدأ منذ سنوات، وقررت الوزارة تعميمه بشكل أوسع.. خططت، ثم «قررت» و»اعتمدت» العمل بقرارها.. هذه الجملة تختصر قصة هذا الوطن بين إرادتين: إرادة مشلولة القدرة، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، خوفاً من -وعلى- أشياء كثيرة، تأتي مصلحة البلد في آخرها عادة، وبين إرادة تخطط، وتقرر، وتعتمد.. الحمد لله أن هذا زمن الإرادة الحازمة الفاعلة.

طبعاً لم يمر الأمر دون محاولات يائسة لمنعه، وهو أمر تعودناه، وخصوصاً حين يمس الأمر التعليم؛ لا أحد يمكن أن ينسى معركة دمج رئاسة تعليم البنات بالوزارة، تلك التي جعل الوزير الرشيد -رحمه الله- صدره مسرحاً لسهامها.. كانت الدعوات هي الدعوات، والكوابيس هي الكوابيس، والوسائل هي الوسائل.. نحن الذين رأينا الأمر طبيعياً ومبرراً جوبهنا بالتوجس والاتهام، ذكرناهم بالحملة على تعليم المرأة قبل ستين عاماً.. قلنا لهم إن المخاوف هي المخاوف، والكوابيس هي الكوابيس، فقيل لنا: لا... هذه المرة يختلف الأمر، والوضع خطير.. لكن الأمر مضى بلا خطورات ولا كوارث.. واليوم تتكرر القصة نفسها، والأصوات نفسها، والاتهامات نفسها، لكن الفرق أن الوعي أصبح أكبر، والإرادة أكثر تصميماً.. لذلك اختصرت المعركة إلى مناوشات استنزاف بالرسائل والمقاطع؛ مقطع لطفل يرد على ركلة ناعمة بأخرى أقل نعومة.. وتعليق مصاحب: «لقد ركلها ركلاً».. ينتشر المقطع كالنار في الهشيم، مع تعليقات تترواح بين المزاح والنواح.

مقطع آخر لأولياء أمور متحلقين مع صغارهم حول طاولة مدرسية؛ وتعليقات ساخرة تلمّح –بخبث- إلى أسباب هذا الاهتمام والحرص على الأبناء، التلميحات الماكرة طالت ظهورَ الآباء في أبهى حلة و»أشيك» طلة، وكأن الشياكة والرزة غريبتان على الرجال السعوديين.. «مالهم كيف يحكمون»!!

أما مقطع تلك «القمورة» التي اشتكت من ندرة الفرص في فصلها، وغياب فارس الأحلام المنتظر، فقد كاد يحدث ضجة.. لولا أنه قديم وبايت.. «بايت» تماماً مثل نية الذي أرسل المقطع مصحوباً بـ»حسبنا الله ونعم الوكيل».

وقد كادت حفلة الأسبوع تنتهي لولا أن تويتر اصطاد متشجناً آخر يصرخ «بدرامية متكلفة»: «والذي نفسي بيده أننا نعلم أن اختلاط الصغار ما هو إلا مقدمة لاختلاط الكبار»...!! آلاف شاهدوا التغريدة، وعلقوا عليها، وأعادوا إرسالها، «ظناً» منهم أنه سعي في «إنكار المنكر».. يا ضيعة المسعى..!!

المهم أن الأسبوع الأول انتهى، وسينتهي غيره..

ومشت الأمور، كما مشى غيرها..

وكان للإرادة الكلمة الفصل، كما هي كذلك دوماً.

غير أن آخر الأسبوع الأول يأبى أن يبدأ بغير ابتسامة تليق به.. هذا الصباح، وصلتني صورة لعددٍ من كبار السن في صف من صفوف «محو الأمية».. ابتسامتهم تعمر الكون ببهجتها.. ومع الصورة -كالعادة- تعليق لا يقل براءة: «واحنا .. ما لنا دمج»!!.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض