لا تسحق مشاعرك!
تاريخ النشر: 06 سبتمبر 2019 22:21 KSA
* أنهار برامج التنمية الذاتية التي أغرقت العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة وشغلت الناس -حتى أن الإنسان يمسي متدرباً ويصبح مدرباً- طمست الكثير من مشاعرنا الإنسانية، وأذابت، بل وجرَّمت، كثير من انفعالاتنا الطبيعية، بدعوى التحضُّر وأنسنة المجتمعات البشرية.. لا أريد أن أستخدم مصطلح (تدجين)، لكن لعلك تتفق معي -عزيزي القارئ- في أنه ربما يكون المصطلح الأقرب لهذه العمليات، التي أصبحت تجارة لها أصولها، وقوانينها، وأباطرتها، ورؤوس أموالها، وضحاياها أيضاً.
* كلنا بشر.. وكلنا نملك مشاعر عُرضة للانفلات والتضخم لأسباب حياتية كثيرة.. هذا أمر إنساني وطبيعي جداً لا يجب أن نقلق منه ما لم يتجاوز حدوده.. لا بأس أبداً في أن تظهر مشاعرك العميقة، ولا يجب أن تخجل منها أبداً.. لأنها تفاعلات إنسانية وحياتية طبيعية جداً من الخطأ سحقها أو كتمها داخل النفس.. هذا ليس أمراً جيداً من الناحية الصحية والنفسية، بل يجب تحرير مشاعرنا وتنظيمها وضبطها والتعامل معها بطبيعية لا بخجل وقلق. إن التوصيات الكثيرة المحيطة بنا اليوم (ومعظمها إفرازات تجارية) أدَّت إلى ضررٍ كبير بالإنسان؛ خصوصاً عندما تضغط عليه من أجل قتل مشاعره الإنسانية، (الغضب، الحزن، الفرح الشديد، أو حتى البكاء في بعض الأحيان)، عمليات طويلة من السحق والكتم والتخزين الداخلي أدت إلى ما نشاهده اليوم من انتشارٍ واسع للاكتئاب والقلق، والاضطرابات النفسية.
* لقد أصبحنا مُطَالَبون عندما نُواجه تجربة مرة أو موقفاً صعباً بأن نكتم مشاعرنا ونحبسها عن الآخرين، حتى لا يروا ضعفنا، وحتى لا نبدو فاقدين للسيطرة.. كتمان الغضب أمر جيد ولاشك، وهو من الآداب والوصايا النبوية المهمة، ولكن ليس إلى الحد الذي تنتهك فيه حقوقك وإنسانيتك. كما أنه لا بأس في أن تشعر بالحزن والأسى على فقدان عزيز.. أو أن تُطلق مشاعرك ابتهاجاً، وأن تشعر بالسعادة العارمة.. ولا بأس أيضاً بشيء من الخوف، القلق، البهجة، الحماس... الخ.
* هذه ليست دعوة لإشعال فتائل الغضب والمشاعر الحادة في النفوس، بل هي دعوة لتحرير مشاعرنا الإنسانية متى ما استدعت الأمور ذلك.. إن الشعور بالغضب مثلاً في بعض الأحيان قد يكون أمراً مشروعا؛ بل مطلوباً للغاية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدفع الظلم أو إعادة الحقوق أو الدفاع عن النفس.. بالطبع ليس من الجيد أن تستسلم لشعور الغضب، وتفقد السيطرة، أو أن تُسقط غضبك على أشخاص أبرياء، المطلوب هو أن تُحرِّر غضبك بطريقة متزنة ومناسبة، لأن الغضب المكبوت سوف ينخر روحك ونفسك وجسدك.
* ليس الغضب وحده هو الشعور الذي يجب أن تُحرِّره بشكلٍ دائم، وإنما أيضاً الخوف والقلق والسعادة وكل المشاعر الإنسانية التفاعلية يجب أن تتحرَّر من كل عقلها، لكن ضمن الحدود الطبيعية التي تسمح بعدم تراكمها وتحوّلها مع الوقت إلى أحمال نفسية متعبة.
* باختصار.. لا تسحق مشاعرك.. حرّرها بلا خجل.. تخلَّص منها قبل أن تتحوّل إلى أحمال وشعور بالذنب يُهدِّدك بالانهيار في أي لحظة.
* كلنا بشر.. وكلنا نملك مشاعر عُرضة للانفلات والتضخم لأسباب حياتية كثيرة.. هذا أمر إنساني وطبيعي جداً لا يجب أن نقلق منه ما لم يتجاوز حدوده.. لا بأس أبداً في أن تظهر مشاعرك العميقة، ولا يجب أن تخجل منها أبداً.. لأنها تفاعلات إنسانية وحياتية طبيعية جداً من الخطأ سحقها أو كتمها داخل النفس.. هذا ليس أمراً جيداً من الناحية الصحية والنفسية، بل يجب تحرير مشاعرنا وتنظيمها وضبطها والتعامل معها بطبيعية لا بخجل وقلق. إن التوصيات الكثيرة المحيطة بنا اليوم (ومعظمها إفرازات تجارية) أدَّت إلى ضررٍ كبير بالإنسان؛ خصوصاً عندما تضغط عليه من أجل قتل مشاعره الإنسانية، (الغضب، الحزن، الفرح الشديد، أو حتى البكاء في بعض الأحيان)، عمليات طويلة من السحق والكتم والتخزين الداخلي أدت إلى ما نشاهده اليوم من انتشارٍ واسع للاكتئاب والقلق، والاضطرابات النفسية.
* لقد أصبحنا مُطَالَبون عندما نُواجه تجربة مرة أو موقفاً صعباً بأن نكتم مشاعرنا ونحبسها عن الآخرين، حتى لا يروا ضعفنا، وحتى لا نبدو فاقدين للسيطرة.. كتمان الغضب أمر جيد ولاشك، وهو من الآداب والوصايا النبوية المهمة، ولكن ليس إلى الحد الذي تنتهك فيه حقوقك وإنسانيتك. كما أنه لا بأس في أن تشعر بالحزن والأسى على فقدان عزيز.. أو أن تُطلق مشاعرك ابتهاجاً، وأن تشعر بالسعادة العارمة.. ولا بأس أيضاً بشيء من الخوف، القلق، البهجة، الحماس... الخ.
* هذه ليست دعوة لإشعال فتائل الغضب والمشاعر الحادة في النفوس، بل هي دعوة لتحرير مشاعرنا الإنسانية متى ما استدعت الأمور ذلك.. إن الشعور بالغضب مثلاً في بعض الأحيان قد يكون أمراً مشروعا؛ بل مطلوباً للغاية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدفع الظلم أو إعادة الحقوق أو الدفاع عن النفس.. بالطبع ليس من الجيد أن تستسلم لشعور الغضب، وتفقد السيطرة، أو أن تُسقط غضبك على أشخاص أبرياء، المطلوب هو أن تُحرِّر غضبك بطريقة متزنة ومناسبة، لأن الغضب المكبوت سوف ينخر روحك ونفسك وجسدك.
* ليس الغضب وحده هو الشعور الذي يجب أن تُحرِّره بشكلٍ دائم، وإنما أيضاً الخوف والقلق والسعادة وكل المشاعر الإنسانية التفاعلية يجب أن تتحرَّر من كل عقلها، لكن ضمن الحدود الطبيعية التي تسمح بعدم تراكمها وتحوّلها مع الوقت إلى أحمال نفسية متعبة.
* باختصار.. لا تسحق مشاعرك.. حرّرها بلا خجل.. تخلَّص منها قبل أن تتحوّل إلى أحمال وشعور بالذنب يُهدِّدك بالانهيار في أي لحظة.