الصور الجميلة للأوقاف الإسلامية وآفاق للتطوير
تاريخ النشر: 09 سبتمبر 2019 22:04 KSA
رحم الله الأوائل فقد أدركوا المفهوم الواسع للمجتمع المدني الإسلامي وحرصوا على إنشاء أوقاف خيرية تأتي مُكملة للدور الحكومي، ولما للمدينتين المقدستين مكة المكرمة وطيبة الطيبة من مكانة في قلوب الآخرين فقد حظيتا بأوقاف عديدة لعل من أشهرها عين زبيدة ومدارس للتعليم وأماكن للاستشفاء وغير ذلك من أوقاف قد لا تخطر على بال البعض يندرج فيها جمعيات خيرية للرفق بالحيوان وأوقاف لرعاية كبار السن وأوقاف للحفاظ على البيئة من التلوث. لعل من يطلع على نماذج عن الأوقاف في أوروبا وأمريكا قد يصاب بالذهول ولكنه لو عرف بعضاً من الأوقاف الإسلامية فبعضها مستمرة وبعضها متعثرة بسبب سوء الإدارة. ومن الأوقاف الإسلامية، على سبيل المثال لا الحصر وقف تجهيز البنات للزواج لاسيما الفقيرات منهن، ووقف لجمع الأطعمة الزائدة وهناك موظفون يتفقدون البيوت يومياً ويجمعون ما تبقى من الخبز والطعام ليطعموه للحيوانات والطيور فضلاً عن وقف آخر لإطعام حيوانات الشوارع من الكلاب والقطط ، هناك وقف للماء الساخن في الشتاء لتوزيع الماء الدافئ للوضوء أو للاستحمام في أيام الشتاء الباردة، هناك وقف لتنظيف جدران المدن من الكتابات وتنظيف جدران الشوارع والمساجد ودور العلم من الكتابات وكل ما يشوه المنظر العام، هذا عدا وقف آخر لحماية جمالية المدينة لإصلاح الخراب والطرقات والأبنية الآيلة للسقوط لكي لا تُشوه منظر المدينة العام . هناك وقف لمساعدة الطلاب المحتاجين لشراء الملابس والكتب والسكن وحتى القرطاسية وما يلزمهم لتحصيل العلم. وهناك وقف لحفر الآبار وتهيئتها للشُرب، حتى تعليم الخط الجميل له وقف للنفقة مِنه على الراغبين في تحسين الخَط ويأخذون على هذا أجراً جزيلاً .
ما أحوجنا اليوم لإيجاد وقف لبناء وتشغيل المراحيض العامة في الطرقات لاسيما بين المدن . في هذا السياق لابد من التذكير على ضرورة احترام شرط الواقف إذا لم يخالف الشريعة، ويعد الشرط لازماً وقطعياً ، ويبدو أن الحنابلة يطلقون للناظر يداً أوسع كما ذكر ابن عابدين في حاشيته، وقد آن الآوان لإعادة النظر فيه بما يحقق المصلحة العليا للوقف وللذمة المالية له حتى لايُسبب المزيد من العزوف عن الوقف اليوم، والأمر يتطلب فهماً عميقاً لفقه الوقف بعدما لوحظ أن ما يُستقطع للمصاريف الإدارية يفوق المتعارف عليه فضلاً عن طريقة توزيع الغلال من الوقف ووضع الآليات المنظمة لذلك. إذاً علينا التجديد للسعي لإعادة إحياء هذه السُّنة للنهوض بالوقف في زمننا الحالي الذي شهد عزوف الراغبين في إقامة الوقف الخيري لأسباب عديدة من بينها سوء الإدارة.
ما أحوجنا اليوم لإيجاد وقف لبناء وتشغيل المراحيض العامة في الطرقات لاسيما بين المدن . في هذا السياق لابد من التذكير على ضرورة احترام شرط الواقف إذا لم يخالف الشريعة، ويعد الشرط لازماً وقطعياً ، ويبدو أن الحنابلة يطلقون للناظر يداً أوسع كما ذكر ابن عابدين في حاشيته، وقد آن الآوان لإعادة النظر فيه بما يحقق المصلحة العليا للوقف وللذمة المالية له حتى لايُسبب المزيد من العزوف عن الوقف اليوم، والأمر يتطلب فهماً عميقاً لفقه الوقف بعدما لوحظ أن ما يُستقطع للمصاريف الإدارية يفوق المتعارف عليه فضلاً عن طريقة توزيع الغلال من الوقف ووضع الآليات المنظمة لذلك. إذاً علينا التجديد للسعي لإعادة إحياء هذه السُّنة للنهوض بالوقف في زمننا الحالي الذي شهد عزوف الراغبين في إقامة الوقف الخيري لأسباب عديدة من بينها سوء الإدارة.