نشّقه البارود !!
تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2019 22:53 KSA
تستفزني بعض السلوكيات المجتمعية لدرجة يخيّل لي معها أحياناً أننا لم نتجاوز مرحلة جاهلية العرب الأولى في تفكيرنا وفي كثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا.. وأننا لم نتواءم بعد مع العصر الحديث، رغم مهارتنا الملحوظة في استخدام كثير من تقنياته وأدواته، حتى وإن كان ذلك بطريقة عكسية مضحكة مبكية!.
كيف تفسر مثلاً ماحدث قبل أيام حين استخدم أحدهم هاتفه (الذكي) لتصوير مشهد (غبي) جداً، يقوم فيه بإطلاق النار من مسدسه بجوار أذن رضيع لا يتجاوز عمره أياماً؟! ليس احتفالاً بالمولود طبعاً.. بل لكي (ينشّق) الرضيع البارود (رائحة الرصاص) وأن يسكب أبخرة وأدخنة الرصاص السامة في رئتيه! تيمناً بأن تختلط رائحة البارود بدم الرضيع ليصبح (مهايطياً) مثل أبيه!، أليس هذا نكوصاً نحو أزمنة التخلف وشرائع الغاب؟!..
ثم ماذا يعني أن يضع شخص آخر في مشهد منفصل الرصاص في زجاجة حليب رضيع آخر ليرضع طعم الرصاص مع لبن أمه؟!.. ماذا يمكن أن توحي لكم هذه المشاهد غير الرجوع الى فكر متخلف؛ يعود لحقبة كان مفهوم القوة فيها يعني العنف؛ والتعدي على الآخر!.
عندما قال زهير بن أبي سلمى ( ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدّم.. ومن لا يظلم الناس يظلم) كان ذلك في عصر لم تكن به دولة، ولا قوانين وتشريعات وأنظمة تحمي الناس وتحفظ حقوقهم.. وعندما قال المهايطي الأكبر عمرو بن كلثوم (إذا بلغ الفطام لنا رضيعٌ... تخر له الجبابر ساجدينا) كان ذلك أمراً مفهوماً في عصر يأكل فيه القوي الضعيف.. أما أن يحدث هذا في ظل دولة مدنية حديثة تحكم بشريعة الله وتحفظ الحقوق والأنفس لجميع مواطنيها والمقيمين على أراضيها فهذا غير مقبول إطلاقاً.. بل هو دليل على وجود خلل في بعض مفاهيمنا، خصوصاً فيما يتعلق بمفاهيم وتعاريف القوة والشجاعة والرجولة والتعايش والمواطنة.
إن قال أحد إن هذه المشاهد مجرد (هياط) الهدف منه (الطقطقة) والضحك والبحث عن الشهرة .. فسأقول له بأن ما يحدث على أرض الواقع من عنف يصل في بعض الأحيان حد القتل لأتفه الأسباب يؤكد أن هذا (الهياط) له تأثيره وله نفاذيته في عقول الكثيرين..وأنها ثقافة من الواجب علينا الشعور إزاءها بأكثر من الحوقلة والحسبلة والابتسام الساذج.
(نشقّه البارود) ثقافة يتم تنشئة الأطفال فيها على العنف كى يصبح كل منهم مهايطياً مثل أبيه، يؤمن أن العنف هو الحل الأوحد لكل مشكلاته.. ولا يجد في نفسه حرجاً من أن يتقاتل مع جاره من أجل موقف سيارة!.
كلما شاهدت مثل هذه المشاهد زادت قناعتي بحاجتنا لمزيد من جرعات الوعي تجاه بعض السلوكيات والممارسات الخطيرة في مجتمعنا، وإعادة تعريف مفاهيم الرجولة والشجاعة والقوة في عصر أصبحت كل حروبه تدار إما بالعقل أو بالعلم.. أو بهما معاً.
كيف تفسر مثلاً ماحدث قبل أيام حين استخدم أحدهم هاتفه (الذكي) لتصوير مشهد (غبي) جداً، يقوم فيه بإطلاق النار من مسدسه بجوار أذن رضيع لا يتجاوز عمره أياماً؟! ليس احتفالاً بالمولود طبعاً.. بل لكي (ينشّق) الرضيع البارود (رائحة الرصاص) وأن يسكب أبخرة وأدخنة الرصاص السامة في رئتيه! تيمناً بأن تختلط رائحة البارود بدم الرضيع ليصبح (مهايطياً) مثل أبيه!، أليس هذا نكوصاً نحو أزمنة التخلف وشرائع الغاب؟!..
ثم ماذا يعني أن يضع شخص آخر في مشهد منفصل الرصاص في زجاجة حليب رضيع آخر ليرضع طعم الرصاص مع لبن أمه؟!.. ماذا يمكن أن توحي لكم هذه المشاهد غير الرجوع الى فكر متخلف؛ يعود لحقبة كان مفهوم القوة فيها يعني العنف؛ والتعدي على الآخر!.
عندما قال زهير بن أبي سلمى ( ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدّم.. ومن لا يظلم الناس يظلم) كان ذلك في عصر لم تكن به دولة، ولا قوانين وتشريعات وأنظمة تحمي الناس وتحفظ حقوقهم.. وعندما قال المهايطي الأكبر عمرو بن كلثوم (إذا بلغ الفطام لنا رضيعٌ... تخر له الجبابر ساجدينا) كان ذلك أمراً مفهوماً في عصر يأكل فيه القوي الضعيف.. أما أن يحدث هذا في ظل دولة مدنية حديثة تحكم بشريعة الله وتحفظ الحقوق والأنفس لجميع مواطنيها والمقيمين على أراضيها فهذا غير مقبول إطلاقاً.. بل هو دليل على وجود خلل في بعض مفاهيمنا، خصوصاً فيما يتعلق بمفاهيم وتعاريف القوة والشجاعة والرجولة والتعايش والمواطنة.
إن قال أحد إن هذه المشاهد مجرد (هياط) الهدف منه (الطقطقة) والضحك والبحث عن الشهرة .. فسأقول له بأن ما يحدث على أرض الواقع من عنف يصل في بعض الأحيان حد القتل لأتفه الأسباب يؤكد أن هذا (الهياط) له تأثيره وله نفاذيته في عقول الكثيرين..وأنها ثقافة من الواجب علينا الشعور إزاءها بأكثر من الحوقلة والحسبلة والابتسام الساذج.
(نشقّه البارود) ثقافة يتم تنشئة الأطفال فيها على العنف كى يصبح كل منهم مهايطياً مثل أبيه، يؤمن أن العنف هو الحل الأوحد لكل مشكلاته.. ولا يجد في نفسه حرجاً من أن يتقاتل مع جاره من أجل موقف سيارة!.
كلما شاهدت مثل هذه المشاهد زادت قناعتي بحاجتنا لمزيد من جرعات الوعي تجاه بعض السلوكيات والممارسات الخطيرة في مجتمعنا، وإعادة تعريف مفاهيم الرجولة والشجاعة والقوة في عصر أصبحت كل حروبه تدار إما بالعقل أو بالعلم.. أو بهما معاً.