اكتئاب ما بعد التفاهة!
تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2019 21:54 KSA
· يبدو أننا بحاجة فعلية الى تخصصات جديدة في الطب النفسي تهتم بعلاج الآثار المتعاظمة والمتسارعة لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات الإنسانية!. ليس جديداً أن نقول إن المجتمعات البشرية كلها تمر بمشكلات نفسية واجتماعية متعددة جراء الاستخدام (الجائر) لوسائل التواصل الاجتماعي، وجراء ما سبَّبته من انقلابات ثقافية وضعت التفاهة ومروِّجيها على قمة السلّم الاجتماعي لهذه الحياة الافتراضية، فأصبحوا هم الأنموذج و القدوة في مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة ما بعد التفاهة!.
· يقول أحد الأصدقاء إن ابنه ذا العشرة أعوام دخل في حالة نفسية صعبة بسبب أحد (مشاهير الغفلة) الذي لم يقبل صداقته على (فيس بوك) بل إنه لم يرد حتى على التوسّلات الكثيرة التي كان يرسلها له الطفل، مما أدخل (المسيكين) في نوبة اكتئاب وبكاء شديد.. يقول الأب: لم أشعر بأن طفلي قد دخل في أزمة حقيقية إلا عندما قال لي إنه يدعو في صلواته أن يقبله (النجم الموهوم) كصديق!.. عندها تدخلت لتخليصه، واحتاج الأمر إلى وقت ليس بالقصير لإخراجه من هذه الدوامة!.
· اكتئاب الفيس بوك، اكتئاب السناب، اكتئاب انستجرام... وهلم اكتئاباً هي مصطلحات جديدة بدأت في الظهور مع تعاظم استخدام وسائل التواصل، ومع ازدياد المحتوى الغثّ بها، ومن أهم أعراض ضحايا هذه الحالة نقص الثقة في النفس، التذمر، وضعف مهارات التواصل الإنساني، نتيجة لما يُعرض عليهم من محتويات تافهة سطّحت أفكارهم وأصابتهم بالهشاشة، ناهيك عن تأثير ما يتم تصويره لهم من حياة مبهرجة بعيدة عن الواقع، تهز ثقة المراهقين في أنفسهم وفي حياتهم وتضعف تقديرهم لأنفسهم حين يقارنون حياتهم بتلك الحيوات الزائفة، متناسين أن هؤلاء المشاهير لا يعرضون غير اللحظات السعيدة فقط على الناس، فضلاً عن كونهم يميلون إلى المبالغة والكذب في تجميلها.
· تخلُص دراسة لجامعة بترسبرغ نشرت في العام ٢٠١٤ الى أن اكتئابات الانترنت هي اضطرابات شائعة بين المراهقين، تزداد بازدياد تواجدهم في مواقع التواصل، مما يرفع من احتمالية تعرضهم للتنمّر، ويزيد من تعلّقهم بالحياة الافتراضية، التي تبدأ بفرض هيمنتها على سلوكهم ومزاجهم العام.. كما تشير الدراسة الى أن دائمي الشكوى والتذمر عبر وسائل التواصل تصبح حالتهم أسوأ دائمًا.. والأدهى هو ما تسببه لهم من عدم القدرة على التفاعل والاندماج الطبيعي مع محيطهم الحقيقي، فالكثير منهم أصبح يستثقل حتى الحديث المباشر أو عبر الهاتف، ويفضل التواصل عبر الكتابة والرسائل النصية!.
· اكتئاب ما بعد التفاهة في رأيي لا يقتصر على المراهقين فقط، فارتفاع جماهيرية وتأثير المشاهير، وارتفاع مداخيلهم المالية دفعت حتى بالبالغين وكبار السن للاكتئاب والتحسر والشعور بالقلق والخوف على أجيال أصبحت تضنّ بالمتابعة والإعجاب على العلماء والمثقفين بل وحتى على العقلاء، مقابل الاندفاع بلا عقل بـ «اللايكات» و»الفلو»، لمن هم دونهم علماً وعقلاً وجهداً وفضلاً.
· في مرحلة ما بعد التفاهة نحن أمام تحولات كبيرة في بنيتنا المجتمعية والثقافية والنفسية، وفي منظومة القيم والأخلاق التي نعرفها، ما يحتّم علينا العمل الجاد لإنقاذ مايمكن إنقاذه.
· يقول أحد الأصدقاء إن ابنه ذا العشرة أعوام دخل في حالة نفسية صعبة بسبب أحد (مشاهير الغفلة) الذي لم يقبل صداقته على (فيس بوك) بل إنه لم يرد حتى على التوسّلات الكثيرة التي كان يرسلها له الطفل، مما أدخل (المسيكين) في نوبة اكتئاب وبكاء شديد.. يقول الأب: لم أشعر بأن طفلي قد دخل في أزمة حقيقية إلا عندما قال لي إنه يدعو في صلواته أن يقبله (النجم الموهوم) كصديق!.. عندها تدخلت لتخليصه، واحتاج الأمر إلى وقت ليس بالقصير لإخراجه من هذه الدوامة!.
· اكتئاب الفيس بوك، اكتئاب السناب، اكتئاب انستجرام... وهلم اكتئاباً هي مصطلحات جديدة بدأت في الظهور مع تعاظم استخدام وسائل التواصل، ومع ازدياد المحتوى الغثّ بها، ومن أهم أعراض ضحايا هذه الحالة نقص الثقة في النفس، التذمر، وضعف مهارات التواصل الإنساني، نتيجة لما يُعرض عليهم من محتويات تافهة سطّحت أفكارهم وأصابتهم بالهشاشة، ناهيك عن تأثير ما يتم تصويره لهم من حياة مبهرجة بعيدة عن الواقع، تهز ثقة المراهقين في أنفسهم وفي حياتهم وتضعف تقديرهم لأنفسهم حين يقارنون حياتهم بتلك الحيوات الزائفة، متناسين أن هؤلاء المشاهير لا يعرضون غير اللحظات السعيدة فقط على الناس، فضلاً عن كونهم يميلون إلى المبالغة والكذب في تجميلها.
· تخلُص دراسة لجامعة بترسبرغ نشرت في العام ٢٠١٤ الى أن اكتئابات الانترنت هي اضطرابات شائعة بين المراهقين، تزداد بازدياد تواجدهم في مواقع التواصل، مما يرفع من احتمالية تعرضهم للتنمّر، ويزيد من تعلّقهم بالحياة الافتراضية، التي تبدأ بفرض هيمنتها على سلوكهم ومزاجهم العام.. كما تشير الدراسة الى أن دائمي الشكوى والتذمر عبر وسائل التواصل تصبح حالتهم أسوأ دائمًا.. والأدهى هو ما تسببه لهم من عدم القدرة على التفاعل والاندماج الطبيعي مع محيطهم الحقيقي، فالكثير منهم أصبح يستثقل حتى الحديث المباشر أو عبر الهاتف، ويفضل التواصل عبر الكتابة والرسائل النصية!.
· اكتئاب ما بعد التفاهة في رأيي لا يقتصر على المراهقين فقط، فارتفاع جماهيرية وتأثير المشاهير، وارتفاع مداخيلهم المالية دفعت حتى بالبالغين وكبار السن للاكتئاب والتحسر والشعور بالقلق والخوف على أجيال أصبحت تضنّ بالمتابعة والإعجاب على العلماء والمثقفين بل وحتى على العقلاء، مقابل الاندفاع بلا عقل بـ «اللايكات» و»الفلو»، لمن هم دونهم علماً وعقلاً وجهداً وفضلاً.
· في مرحلة ما بعد التفاهة نحن أمام تحولات كبيرة في بنيتنا المجتمعية والثقافية والنفسية، وفي منظومة القيم والأخلاق التي نعرفها، ما يحتّم علينا العمل الجاد لإنقاذ مايمكن إنقاذه.