لماذا يسرق متقاعدو اليابان الدراجات الهوائية؟!
تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2019 00:04 KSA
· لا جديد.. دولة اسكندنافية أخرى تحتل مكانة متقدمة بين دول العالم.. آيسلندا الدولة الثلجية أصبحت الأولى عالمياً في معاملة المتقاعدين وتقديم أفضل الظروف المعيشية لهم، بعد أن حصلت على 83 درجة على مؤشر التقاعد العالمي 2019، الذي تضعه مؤسسة «ناتيكزيس». سويسرا جاءت في المركز الثاني؛ والنرويج ثالثة حسب المؤشر الذي يستند إلى بيانات مستمدة من مصادر موثوقة كالبنك الدولي ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، والذي يتألف من أربعة عوامل رئيسة يتفرع منها 18 عنصراً تؤثر في حياة المتقاعدين، وهي الصحة، متوسط العمر، ونصيب الفرد من الإنفاق الصحي، والمالية والقروض المصرفية، والرفاه ومستوى دخل الفرد، والبطالة، وجودة الحياة: السعادة، وجودة الهواء، والمياه، والتنوع الإحيائي، والعوامل البيئية للسكن.
· الدراسة التي لم تشمل الدول العربية، ولا القارة الإفريقية، وتذيلتها تركيا وبلدان آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية تشّكل معياراً جديداً من معايير جودة الحياة؛ وتقدمها على المستوى الإنساني والحقوقي، فالتعامل مع هذه الشريحة العمرية بما تستحق من رعاية ولطف واحترام وتسهيل دليل على النضج والتقدم الذي وصلت له المجتمعات، وشاهد على تقديرها لما قدمه مسنوها من خدمات تغري الشباب بالمزيد من البذل والعطاء للحاق بهم.
· على الطرف الآخر من العالم، تحمل الأخبار القادمة من اليابان تفاقم ظاهرة فريدة وعجيبة في المجتمع الذي عُرف عنه الالتزام بالقوانين، فعدد الذين يخرقون القوانين من المتقاعدين وكبار السن فوق سن الخامسة والستين يزداد ويتعاظم بشكل مقلق. ففي عام 1997 كانت نسبة الذين يرتكبون جرائم السرقة من هذه الفئة العمرية هي واحد من كل عشرين، أما اليوم فقد ارتفعت النسبة وأصبحت واحداً من كل خمسة من المسنين يمارس سرقة الدراجات الهوائية أو اختلاس وجبة طعام لا تزيد قيمتها عن 3000 ين (25 دولاراً) من متجر أو مطعم! فما هو السبب؟!.
· يقول باحث في علم الديموغرافيا إن التقاعد الأساسي الذي تدفعه الحكومة في اليابان لا يكفي للمعيشة.. وبعد حساب تكاليف الإيجار والغذاء والرعاية الصحية، يضطر المتقاعد الياباني للاستدانة إذا لم يتوفر له مصدر دخل آخر.. في الماضي كان الأبناء والبنات يهتمون برعاية والديهم، لكن عدم توفر فرص العمل في الريف دفع الشباب للانتقال للعيش والعمل في أماكن بعيدة، وترك آبائهم المسنين ليتدبروا أمورهم.. ولأن المتقاعدين لا يريدون أن يصبحوا عبئاً على أبنائهم، فالحل الوحيد المتاح أمامهم هو دخول السجن، حيث يحصلون على ثلاث وجبات يومياً دون دفع فواتير .. ولأنهم لا يريدون خدش ماضيهم بجريمة مخلة بالشرف، فإن أفضل طريقة للدخول الهادئ الى منطقة السجن الدافئة هي اختلاس وجبة طعام لا يزيد ثمنها عن 20 دولاراً، أو سرقة دراجة هوائية والذهاب بها لمركز الشرطة!.
· تقاس إنسانية أي مجتمع بطريقة تعامله مع كبار السن. ( ميلان كونديرا)
· الدراسة التي لم تشمل الدول العربية، ولا القارة الإفريقية، وتذيلتها تركيا وبلدان آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية تشّكل معياراً جديداً من معايير جودة الحياة؛ وتقدمها على المستوى الإنساني والحقوقي، فالتعامل مع هذه الشريحة العمرية بما تستحق من رعاية ولطف واحترام وتسهيل دليل على النضج والتقدم الذي وصلت له المجتمعات، وشاهد على تقديرها لما قدمه مسنوها من خدمات تغري الشباب بالمزيد من البذل والعطاء للحاق بهم.
· على الطرف الآخر من العالم، تحمل الأخبار القادمة من اليابان تفاقم ظاهرة فريدة وعجيبة في المجتمع الذي عُرف عنه الالتزام بالقوانين، فعدد الذين يخرقون القوانين من المتقاعدين وكبار السن فوق سن الخامسة والستين يزداد ويتعاظم بشكل مقلق. ففي عام 1997 كانت نسبة الذين يرتكبون جرائم السرقة من هذه الفئة العمرية هي واحد من كل عشرين، أما اليوم فقد ارتفعت النسبة وأصبحت واحداً من كل خمسة من المسنين يمارس سرقة الدراجات الهوائية أو اختلاس وجبة طعام لا تزيد قيمتها عن 3000 ين (25 دولاراً) من متجر أو مطعم! فما هو السبب؟!.
· يقول باحث في علم الديموغرافيا إن التقاعد الأساسي الذي تدفعه الحكومة في اليابان لا يكفي للمعيشة.. وبعد حساب تكاليف الإيجار والغذاء والرعاية الصحية، يضطر المتقاعد الياباني للاستدانة إذا لم يتوفر له مصدر دخل آخر.. في الماضي كان الأبناء والبنات يهتمون برعاية والديهم، لكن عدم توفر فرص العمل في الريف دفع الشباب للانتقال للعيش والعمل في أماكن بعيدة، وترك آبائهم المسنين ليتدبروا أمورهم.. ولأن المتقاعدين لا يريدون أن يصبحوا عبئاً على أبنائهم، فالحل الوحيد المتاح أمامهم هو دخول السجن، حيث يحصلون على ثلاث وجبات يومياً دون دفع فواتير .. ولأنهم لا يريدون خدش ماضيهم بجريمة مخلة بالشرف، فإن أفضل طريقة للدخول الهادئ الى منطقة السجن الدافئة هي اختلاس وجبة طعام لا يزيد ثمنها عن 20 دولاراً، أو سرقة دراجة هوائية والذهاب بها لمركز الشرطة!.
· تقاس إنسانية أي مجتمع بطريقة تعامله مع كبار السن. ( ميلان كونديرا)