بالفكر يصنعون الاقتصاد و«العضلات»
تاريخ النشر: 22 أكتوبر 2019 00:02 KSA
في مواجهة أكثر من ثلاثة شهور من المظاهرات بهونج كونج، والتي رفع خلالها بعض المتظاهرين الأعلام الأمريكية، والانتقاد الأمريكي المتواصل للصين لطريقة تعاملها مع الأقلية الصينية المسلمة، وغيرها من التصرفات ضد بلاده، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ تحذيراً علنياً، في منتصف هذا الشهر خلال زيارة له للنيبال، من أن أي محاولة لتقسيم الصين سيتم سحقها وبقوة، وقال لرئيس وزراء النيبال: «إن أي شخص يسعي لتقسيم الصين، في أي جزء منها، سينتهي به الأمر بأجساد مسحوقة وعظام مهشمة». ويعبر الأمريكيون صراحة عن قلقهم من النجاح الاقتصادي الصيني، وما يستتبع ذلك من بناء قوة عسكرية ضخمة لحماية ذلك الاقتصاد.
ونجح الصينيون عبر مشروعهم «طريق الحرير»، والذي أطلقت عليه مسميات أخرى، الامتداد على مساحة واسعة من العالم، ومن ذلك انطلاق قطار بضائع صيني ضخم يوم الثالث عشر من يونيه، العام الماضي، في رحلة تحمل مائتي حاوية، إلى ألمانيا، عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروس وبولندا، قاطعاً المسافة خلال أربعة عشر يوماً، بينما كان نقل البضائع من وإلى ألمانيا، يستغرق عبر البحر شهرين. معلناً اختصار المسافة الزمنية لنقل البضائع من وإلى أوربا لأسبوعين فقط، عوضاً عن ثمانية أسابيع. وأعلن الأمريكيون مؤخراً أن أقمارهم الصناعية رصدت انتقال أول حاملة طائرات صينية إلى قاعدة بحرية ضخمة أنشأها الصينيون لتحتوي على عدد من حاملات الطائرات، وليست هذه الحاملة فقط.
ما يقلق الأمريكيين أن الاقتصاد الصيني سوف يصبح أكبر من الأمريكي خلال عشر أو عشرين سنة فقط. وأن قدرتهم على تطوير صناعاتهم بمراكز الأبحاث العديدة التي أنشأوها؛ ستُمكِّنهم من ذلك، وستجعلهم أكثر قدرة على تطوير الصناعات المدنية والعسكرية والتفوق على ما يقابلها في أمريكا. وأعد مؤخراً مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي دراسة جديدة حذَّر فيها من أن أمريكا في طريقها لفقدان تفوقها التكنولوجي الذي جعلها قوية حتى الآن. وركز على ما يتم صرفه على الأبحاث والتطوير، حيث يتم اكتشاف الاختراعات وتطويرها إلى جانب الأفكار والسياسات والاستراتيجيات. وأشار إلى أنه بينما كانت أمريكا تنفق 69% مما يُصرف على الأبحاث والتطوير في العالم عام 1960، فإن حصتها في هذا المجال تقلَّصت إلى أكثر قليلاً من 25% في العام الماضي (2018)، وقامت الصين خلال الأعوام 1991 و2017 بزيادة ما تُنفقه في هذا المجال إلى ثلاثين ضعفاً، ومن المتوقع أن تصبح بحلول عام 2030 أكبر دولة في العالم تصرف على هذا النشاط.
وتُحذِّر الدراسة من أن سياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه الأجانب سوف تُؤثِّر سلباً على قدرة أمريكا في جذب والاحتفاظ بالكفاءات العالمية. وتشير إلى أن الشركات الأمريكية فتحت مراكز أبحاث وتطوير، وأقامت شراكات في مدن خارج أمريكا مثل بكين (الصين)، وبنجالـور (الهند)، ودبلن (أيرلندا)، وحيفا (إسرائيل)، ومانشستر (المملكة المتحدة) وتورنتو (كندا). وكانت أمريكا تجذب عبر هذه المراكز العقول والابتكارات للاستيطان في أمريكا، حيث إن 60% من شركات التكنولوجيا الكبرى الأمريكية أسَّسها مهاجرون أو أولادهم. وفي عام 2014 قام بتأسيس ربع الشركات الجديدة في الهندسة والتكنولوجيا مهاجرون مثل eBay وIntel وجوجل.
القوة الصناعية والعسكرية التي تتنافس بها الدول الكبرى هي نتاج للعقول المبتكرة. لذا فإن السباق بين الدول لا يمكن النجاح فيه بدون هذه العقول، والتي هي ليست حكراً على دولة دون أخرى. وتقوم الجامعات بدورٍ هام في هذا المجال. ولا يشمل ما تصرفه الدول على الأبحاث والتطوير المراكز الخاصة بذلك فحسب، بل هناك مراكز ووحدات في الجامعات تقوم بدورٍ هام في هذا المجال (ما صرفته أمريكا عام 2017 على الأبحاث والتطوير كان 496 بليون دولار).
التنافس القائم الآن بين أمريكا ودول أخرى في العالم، بما فيها الصين، تلعب العقول -وما تنتجه وتطوره- الدور الأكثر أهمية فيه، وتلك العقول ليست حكراً على دولة دون أخرى، بل يمكن للدولة التي تهتم برعايتها، أن تُحقِّق الكثير، ودول مثل سنغافورة وتايوان وإسرائيل وسويسرا دليل على ذلك.
ونجح الصينيون عبر مشروعهم «طريق الحرير»، والذي أطلقت عليه مسميات أخرى، الامتداد على مساحة واسعة من العالم، ومن ذلك انطلاق قطار بضائع صيني ضخم يوم الثالث عشر من يونيه، العام الماضي، في رحلة تحمل مائتي حاوية، إلى ألمانيا، عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروس وبولندا، قاطعاً المسافة خلال أربعة عشر يوماً، بينما كان نقل البضائع من وإلى ألمانيا، يستغرق عبر البحر شهرين. معلناً اختصار المسافة الزمنية لنقل البضائع من وإلى أوربا لأسبوعين فقط، عوضاً عن ثمانية أسابيع. وأعلن الأمريكيون مؤخراً أن أقمارهم الصناعية رصدت انتقال أول حاملة طائرات صينية إلى قاعدة بحرية ضخمة أنشأها الصينيون لتحتوي على عدد من حاملات الطائرات، وليست هذه الحاملة فقط.
ما يقلق الأمريكيين أن الاقتصاد الصيني سوف يصبح أكبر من الأمريكي خلال عشر أو عشرين سنة فقط. وأن قدرتهم على تطوير صناعاتهم بمراكز الأبحاث العديدة التي أنشأوها؛ ستُمكِّنهم من ذلك، وستجعلهم أكثر قدرة على تطوير الصناعات المدنية والعسكرية والتفوق على ما يقابلها في أمريكا. وأعد مؤخراً مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي دراسة جديدة حذَّر فيها من أن أمريكا في طريقها لفقدان تفوقها التكنولوجي الذي جعلها قوية حتى الآن. وركز على ما يتم صرفه على الأبحاث والتطوير، حيث يتم اكتشاف الاختراعات وتطويرها إلى جانب الأفكار والسياسات والاستراتيجيات. وأشار إلى أنه بينما كانت أمريكا تنفق 69% مما يُصرف على الأبحاث والتطوير في العالم عام 1960، فإن حصتها في هذا المجال تقلَّصت إلى أكثر قليلاً من 25% في العام الماضي (2018)، وقامت الصين خلال الأعوام 1991 و2017 بزيادة ما تُنفقه في هذا المجال إلى ثلاثين ضعفاً، ومن المتوقع أن تصبح بحلول عام 2030 أكبر دولة في العالم تصرف على هذا النشاط.
وتُحذِّر الدراسة من أن سياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه الأجانب سوف تُؤثِّر سلباً على قدرة أمريكا في جذب والاحتفاظ بالكفاءات العالمية. وتشير إلى أن الشركات الأمريكية فتحت مراكز أبحاث وتطوير، وأقامت شراكات في مدن خارج أمريكا مثل بكين (الصين)، وبنجالـور (الهند)، ودبلن (أيرلندا)، وحيفا (إسرائيل)، ومانشستر (المملكة المتحدة) وتورنتو (كندا). وكانت أمريكا تجذب عبر هذه المراكز العقول والابتكارات للاستيطان في أمريكا، حيث إن 60% من شركات التكنولوجيا الكبرى الأمريكية أسَّسها مهاجرون أو أولادهم. وفي عام 2014 قام بتأسيس ربع الشركات الجديدة في الهندسة والتكنولوجيا مهاجرون مثل eBay وIntel وجوجل.
القوة الصناعية والعسكرية التي تتنافس بها الدول الكبرى هي نتاج للعقول المبتكرة. لذا فإن السباق بين الدول لا يمكن النجاح فيه بدون هذه العقول، والتي هي ليست حكراً على دولة دون أخرى. وتقوم الجامعات بدورٍ هام في هذا المجال. ولا يشمل ما تصرفه الدول على الأبحاث والتطوير المراكز الخاصة بذلك فحسب، بل هناك مراكز ووحدات في الجامعات تقوم بدورٍ هام في هذا المجال (ما صرفته أمريكا عام 2017 على الأبحاث والتطوير كان 496 بليون دولار).
التنافس القائم الآن بين أمريكا ودول أخرى في العالم، بما فيها الصين، تلعب العقول -وما تنتجه وتطوره- الدور الأكثر أهمية فيه، وتلك العقول ليست حكراً على دولة دون أخرى، بل يمكن للدولة التي تهتم برعايتها، أن تُحقِّق الكثير، ودول مثل سنغافورة وتايوان وإسرائيل وسويسرا دليل على ذلك.