قاضي الجنّ وانتصار الوعي!

· سرَّني كثيراً خبر الحكم على قاضي (الجن) وإدخاله السجن مع (جنيّه) المزعوم وبقية (الشلّة) .. وسبب سروري لا يقتصر على انتصار العدالة أخيراً وتعديل صورة مائلة تناقلتها عنا كل وكالات العالم الإخبارية، ولا لأن (الشلة) حاولت (استلطاخنا) واستغلال عاطفتنا الدينية للهرب بـ 600 مليون ريال وبعض (التفاريق) .. بل الأهم من وجهة نظري هو انتصار الوعي على السذاجة، وتغلّب الحقيقة على الخرافة.. ففي هذا الحكم تصويب للعلاقة الملتبسة عند الكثيرين بين الجن والإنس، فضلاً عن إغلاقه لباب شر كبير كان سيدخل منه أفّاقون ونصابون كثر، فكم من قضايا سرقة وقتل كانت ستُرتكب تحت حجة الوقوع تحت سلطة (جنّي مجرم) أو (عفريتة فاسدة) من قبل أناس سيدَّعون أنهم مسلوبو الإرادة، يفعلون ما يؤمرون به دون حول منهم ولا قوة، خصوصاً وأننا مجتمع يؤمن بالعين والسحر وتلبّس الجن أكثر مما يؤمن بالطب الحديث!

· لا ينتابني أدنى شك في أن الحكم الذي أثلج صدور ملايين المواطنين وأعاد الوعي الى العقل الجمعي الذي كاد يطير صوابه، هو نتيجة متوقعة للخطوات المهمة التي أمر بها خادم الحرمين يحفظه الله تجاه محاربة الفساد وملاحقة الفاسدين.. ولوعد سمو ولي العهد الشهير بتعقب الفاسدين وعدم نجاة أحد منهم مهما كانت صفته أو وظيفته وإن بأثر رجعي.. أكثر من هذا فإن الأحكام القوية قد عززت من ثقة العالم باستقلالية قضائنا ونزاهته، بعد أن كادت القضية التي سارت بها الركبان شرقاً وغرباً؛ وألهبت خيالات كتّاب الدراما؛ أن تضع المزيد من الخدوش على صورتنا في العالم كله.


· إن ايماننا كمجتمعات مسلمة بالجن يجب أن لا يكون مدخلاً للخرافة والدجل وأكل أموال الناس بالباطل.. فالإيمان بالجن كخلق من مخلوقات الله شيء، وما يدّعيه بعض الدجّالين ومعدومي الضمير من خزعبلات وترّهات من أجل التلاعب بالبسطاء واستغلال ظروفهم في قصص يندى لبعضها الجبين؛ تصل حد الاستغلال الجسدي شيء آخر تماماً.. والمصيبة الأكبر عندما يصل هذا الجزء المشّوه من الإيمان الى المؤسسات الحكومية ومنها القضاء!.

· لطالما ذكرتني قصة القاضي والجني التي فجرها الزميل العزيز خالد الجابري في العام ٢٠١٠ بقصة طريفة يرويها الفنان الراحل خالد النفيسي الذي يقول إنه تعرَّض في أحد البلدان العربية لعملية نصب من دجّال أخذ منه مبلغاً من المال على أن يجمعه بـ(جني شاطر) يحل له بعض مشاكله.. وفي الموعد المحدد (وكان يوماً مطيراً) جاء النصاب لوحده، ولما سأله النفيسي: وين صاحبك الجني؟، أجاب الرجل: والله الجني يعتذر، لأن سقف بيتهم (يخرّ) من ماء المطر، وهو مشغول بإصلاحه! .. وهنا رد النفيسي بخفة دمه المعهودة : الجني اللي ما صلّح سقف بيتهم.. شلون بيصلّح مشاكل الناس؟!.


· الوعي هو أساس تقدم المجتمعات وسر نهضتها.

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة