السعودية.. ومستقبل الذكاء الاصطناعي

منذ إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بأمر ملكي في 30 أغسطس 2019م والتي ترتبط مباشرةً برئيس مجلس الوزراء والتي يلحق بها المركز الوطني للذكاء الاصطناعي ومكتب إدارة البيانات الوطنية ويرتبطان بها تنظيميًا إضافة إلى مركز المعلومات الوطني وصدر مؤخرًا تعيين الدكتور عبدالله الغامدي رئيسًا للهيئة بمرتبة وزير، وهذه الهيئة المولود الجديد في المملكة تعد بمستقبل مشرق للوطن الذي يتسارع في نموه الاقتصادي ويزداد ثقله السياسي ويتواكب معه نموًا اجتماعيًا وفكريًا متطورًا بسرعة فائقة.

في هذه المرحلة الراهنة من عمر الزمن نحتاج لمنظومة عمل متكاملة لتحقيق متطلبات نجاح هذه الهيئة الوطنية، والأمر يتطلب تضافر الجهود في كل قطاعات الدولة، وبدءًا من البيت والمدرسة وتزويد الجيل الجديد من طلابنا وطالباتنا بمباديء وأسس الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وهندسة البرمجيات.


المناهج الدراسية الحالية لا تواكب هذا التسارع في التغيير الحاصل واستحداث الوزارات، ولمعالجة هذه الفجوة الواقعة لابد من التفكير خارج الصندوق، والعمل على إقامة ورش عمل علمية متخصصة وبرامج نوعية متطورة، تتناول موضوعات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات الضخمة، فالثقافة العلمية مطلب وطني، نحن بحاجة إلى بناء مؤسسات مرتكزة على الذكاء الاصطناعي، ولن يكون ذلك واقعًا إن لم نُؤسِّس لفكر علمي مطلع على أبجديات الذكاء الاصطناعي.

لابد أن يعي الجيل القادم بأن هناك ميادين ومجالات يُغطيها الذكاء الاصطناعي، بدءًا من المعلومات العصبية، والذي يُحاكي الشبكات العصبية في عملها، ويستفاد منها في عمليات التصنيف والفرز والتعرُّف، وغيرها من العمليات، كما يمكن الاستفادة من هذا العلم في الأنظمة الخبيرة التي تساعد الخبراء في اتخاذ قراراتهم بشكلٍ أدق، بالاعتماد على جُملة من العمليات المنطقية، للتوصُّل إلى قرارٍ صحيح، أو جملة من الخيارات المنطقية.


وتبقى الروبوتية هي الطريقة التي يسعى لها الباحثون لبناء إنسان آلي، والتركيز على الحركة بشكلٍ أساسي ودمج التقنيات الأخرى. لتحقيق الرؤية الحاسوبية وتطوير البرمجيات وأنظمة تكون أكثر قدرة وكفاءة على معالجة الصور، واستخلاص البيانات والمعلومات المفيدة، ومعالجة اللغات الطبيعية لتحقيق أكبر قدرة تفاعلية مع الإنسان، وفهم اللغة والتواصل بنفس الطريقة التي تتم بين البشر. ويبقى التحدي الحقيقي في تمييز الأنماط والأشكال والوجوه والأصوات مع ما هو موجود في قاعدة المعرفة، كما يبقى للجانب الترفيهي في عالم الألعاب وأبرزها الشطرنج وألعاب الذكاء والمهارات العقلية لها أيضًا موقعها من الإعراب العلمي فائق الذكاء.

نحن نؤسس اليوم لجيل المستقبل الذي ينبغي أن يُدرك بأن سوق العمل بحاجة لمتخصصين مبدعين أذكياء، تستهويهم علوم العصر ونحن قادرون على إعداد مخرج تعليمي يعرف حقيقة مستقبل وطنه، الذي ينشد التميز فائق الجودة.

وعندما أكتب عن الذكاء الاصطناعي لابد من أُسطِّر بمداد الفخر كلمات التقدير للدكتورة فاطمة باعثمان الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، لحصولها على جائزة عالمية من بريطانيا في منتدى تحديات التشفير بالعاصمة لندن خلال شهر أكتوبر 2019، حيث حققت جائزة أفضل بحث في الذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين، وستبقى سيدة الذكاء الاصطناعي أنموذجًا يحتذى به ويؤكد على الدور القيادي والعلمي الذي وصلت له المرأة السعودية، وتبرهن للعالم أجمع بأن المرأة في وطني محل تقدير واهتمام من القيادة والشعب، بُوركت جهودك سيدة الذكاء الاصطناعي، ودامت راية وطني تُرفرف في المحافل العالمية العلمية لتبلغ أعلى قمم العالم.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!