خذ وطالب!!
تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2019 00:30 KSA
• اشتهر الرئيس التونسي الأسبق (الحبيب بورقيبة) بسياسة التدرج في المطالبة بالحقوق.. حتى إن (البورقيبية) أصبحت مذهبًا معروفًا في أدبيات السياسة، يعني التدرج أو سياسة المراحل في المطالب، أو ما عُرف حينها بسياسة (خذ وطالب) التي انتهجها بورقيبة في مفاوضاته مع المستعمر الفرنسي قبل خروجه النهائي من تونس.. وهي ذات السياسة التي نصح بورقيبة العرب بانتهاجها مع الإسرائيليين؛ ومن يقف خلفهم من القوى الغربية.. والتي ربما لو أخذوا بها لحصلنا على ما هو أكثر بكثير مما نلهث خلفه اليوم بعد أكثر من سبعين عامًا من الحروب والنكبات والمفاوضات!.
• على أية حال.. وحتى لا ننكأ جراحًا ما زالت تنزف، فإن حديثنا اليوم ليس عن فلسطين، ولا عن خسائرنا العربية (المتلتلة) منذ 1947، بل عن (الواقعية المتزنة) التي صاغها بورقيبة في مقولته الخالدة: «خذ وطالب»، والتي يبدو أننا مازلنا غير مؤمنين بها في معظم شؤون حياتنا!. يقول بورقيبة: «لقد نجحنا في أخذ كل ما نريد بعد أن عملنا بطريقة جديدة في النضال، طريقة حققت لنا النجاح، لأنها تتناسب مع إمكانياتنا، وتقبل مبدأ المراحل في الكفاح، ولا تسد الباب أمام المناقشة والمفاوضات، ولا هي من تلك الطرق التي تعتمد مبدأ (الكل أو لا شيء)».
• من المؤلم أن تجد البعض من الشباب الباحثين عن عمل يسيرون بالفعل على مبدأ (الكل أو لا شيء)، فإما أن يحصل على الوظيفة التي يحلم بها وتتناسب مع مؤهله، أو أن يبقى عاطلاً عن العمل، متذمرًا، وهذا (عناد) يدل على عدم إلمام لا بالواقع ولا بالظروف المحيطة، وقد يدفع الشاب سنوات من عمره ثمنًا له.. بينما لو تعامل مع هذا الواقع باتزان وبساطة وعقلانية أكثر، متبعًا سياسة (خذ وطالب) بأن يقبل بأفضل المعروض، ثم يُطالب بما هو أفضل منه مُتدرِّجًا حتى الحصول على ما يستحق ويتمنى، لكان هو المستفيد الأكبر.
• بالطبع سيأتي من يقول: (إن الكلام ما عليه رسوم)، و(إن اللي ياكل الضرب ما هو زي اللي يعده)، و(اللي يده في المويه)... إلى آخر هذه الأمثال المعروفة.. والحق أنني أُقدِّر معاناتهم، لكن عليهم أن يعلموا أن الصعوبات لا تقابل بالانهزام والاستسلام.. بل بالكفاح والمثابرة والاجتهاد، وأن سياسة (الكل أو لا شيء) لم تُقدِّم للعرب بعد سبعين عامًا سوى المزيد من الشتات.. وها هم يلهثون اليوم خلف فُتَات لا يُسمن ولا يُغني من جوع، قد يأتي وقد لا يأتي!.
• اغتنم الفرص، خذ الممكن واحلم واعمل واجتهد من أجل الأفضل.. وتذكَّر أن الكثير مما تمتلكه اليوم كان من أحلامك وأمنياتك بالأمس.
• على أية حال.. وحتى لا ننكأ جراحًا ما زالت تنزف، فإن حديثنا اليوم ليس عن فلسطين، ولا عن خسائرنا العربية (المتلتلة) منذ 1947، بل عن (الواقعية المتزنة) التي صاغها بورقيبة في مقولته الخالدة: «خذ وطالب»، والتي يبدو أننا مازلنا غير مؤمنين بها في معظم شؤون حياتنا!. يقول بورقيبة: «لقد نجحنا في أخذ كل ما نريد بعد أن عملنا بطريقة جديدة في النضال، طريقة حققت لنا النجاح، لأنها تتناسب مع إمكانياتنا، وتقبل مبدأ المراحل في الكفاح، ولا تسد الباب أمام المناقشة والمفاوضات، ولا هي من تلك الطرق التي تعتمد مبدأ (الكل أو لا شيء)».
• من المؤلم أن تجد البعض من الشباب الباحثين عن عمل يسيرون بالفعل على مبدأ (الكل أو لا شيء)، فإما أن يحصل على الوظيفة التي يحلم بها وتتناسب مع مؤهله، أو أن يبقى عاطلاً عن العمل، متذمرًا، وهذا (عناد) يدل على عدم إلمام لا بالواقع ولا بالظروف المحيطة، وقد يدفع الشاب سنوات من عمره ثمنًا له.. بينما لو تعامل مع هذا الواقع باتزان وبساطة وعقلانية أكثر، متبعًا سياسة (خذ وطالب) بأن يقبل بأفضل المعروض، ثم يُطالب بما هو أفضل منه مُتدرِّجًا حتى الحصول على ما يستحق ويتمنى، لكان هو المستفيد الأكبر.
• بالطبع سيأتي من يقول: (إن الكلام ما عليه رسوم)، و(إن اللي ياكل الضرب ما هو زي اللي يعده)، و(اللي يده في المويه)... إلى آخر هذه الأمثال المعروفة.. والحق أنني أُقدِّر معاناتهم، لكن عليهم أن يعلموا أن الصعوبات لا تقابل بالانهزام والاستسلام.. بل بالكفاح والمثابرة والاجتهاد، وأن سياسة (الكل أو لا شيء) لم تُقدِّم للعرب بعد سبعين عامًا سوى المزيد من الشتات.. وها هم يلهثون اليوم خلف فُتَات لا يُسمن ولا يُغني من جوع، قد يأتي وقد لا يأتي!.
• اغتنم الفرص، خذ الممكن واحلم واعمل واجتهد من أجل الأفضل.. وتذكَّر أن الكثير مما تمتلكه اليوم كان من أحلامك وأمنياتك بالأمس.