التشاؤم الإيجابي
تاريخ النشر: 23 ديسمبر 2019 00:22 KSA
لطالما تفكّرتُ في مُعضلةِ النّظر إلـى نصف الكأسِ المُمتلئ في مقابلِ نصفه الفارغ، والتي صارت مثالاً على التفرقة بين التفكير الإيجابي وبين السّلبي، كما أتأمّلُ كثيراً في فكرة التفاؤل وتوقّع الأفضل لجذب الأحداث والطاقة الإيجابية بشكلٍ يكادُ يكونُ اعتقاداً راسخاً لدى بعض الناس. وشخصياً، لا أعلم عن فعالية قانونِ الجذب والطاقةِ شيئاً كثيراً، بالرّغم من انفتاحي للتعلّم عنه ومعرفةِ أُسسه ومدى قوتها من ضعفها، وحقيقتها من خُرافتها.
لكن يبدو أنّ هناك ميزاناً في نفس كلّ شخصٍ، يميلُ به نحو الإيجابية أو السّلبية بحسْب مزاجه ووعيه واطّلاعه وتجاربه وعقده النفسية ومصالـِحه الشخصية، وبحسْب المواقف والأحداث، كما يبدو أنّ التفاؤلَ والتشاؤمَ أمران نسبيان يتغيّران بحسْب تحسّن المِزاج أو اضطرابه، لكن من الجائز أنّ التفاؤل في غيرِ موضعه خلافاً لمُعطياتِ الواقع مُجرّدُ سذاجةٍ وحماقة ومثاليةٍ مُفرطة، وأنّ التشاؤمَ نتيجة أسبابٍ واضحةٍ وعوامل غير مواتيةٍ يُعدُّ نوعاً من الحصافةِ والحكمة والواقعيّة.
ولعلّ المُعضلة تكمُن في ارتفاع سقف التوقّعات التي تُغذّيها مُحاضراتٌ وأقوالٌ مُفرطةٌ في الدعوة للتفاؤل، والتأكيدِ على الاعتقاد باستحقاقِ السّعادة بعواملها الكاملةِ وصُوَرها المُتعددة، والإلحاحِ للخروج من «منطقة الراحة» وطلبِ المزيد من المُكتسبات وتشجيعِ الاستحواذ وتنميةِ الذات، بغضّ النّظر عن واقع الشّخص ومدى استعدادِه العقلي والنّفسي والفكري، ودون اعتبارٍ لظروفه الاجتماعية وإمكاناته الاقتصادية، إضافةً إلى التحفيز على المُقارنات غير السّويّة، وبالتالي، زيادةِ القلق والإحباط والكآبة جرّاء عدمِ تحقيق الأهداف المنشودة، وهو أمرٌ يبدو -من الناحية العمَلية- أكثر احتمالاً!.
من المهمّ عدمُ الخلْط بين التفاؤل والسّذاجة، فالتفاؤل أمرٌ محمودٌ ما دامتْ هناك بوادر تُعطي الأمل الصّادق في التغيير إلى الأفضل (اعقِلها وتوكّل)، أما السّذاجة فمِن صُورها تكرارُ الأخطاءِ وتجاهلُ الواقع السيّىء والأحداث السلبية، ثم انتظار نتائج إيجابية!! كما من المُفيد للتخفيف من التوتّر والقلق، تبنـّي استراتيجيةَ «التشاؤم الإيجابي» والنظرة المُعتمدة على التخطيط الجيّد والواقعي بحسْب القيودِ المفروضة، وتوقّعُ الأسْوأ والتحسّب له عملياً دون تهويلٍ أو تجميلٍ أو الدخولِ في حلْقة مُفرَغة من توقّعات سلبية تُفسد البهجة وتسلبُ الاطمئنان النفسي، وفي الوقت نفسه تأمُّل الخير والنتيجة المنشودة، وهي استراتيجيةٌ يُمكن أن تُفيد في الحمايةِ من خيبة الأمل، وتوجيهِ الجهود نحو أهدافٍ واقعيةٍ ومُجزية.
لكن يبدو أنّ هناك ميزاناً في نفس كلّ شخصٍ، يميلُ به نحو الإيجابية أو السّلبية بحسْب مزاجه ووعيه واطّلاعه وتجاربه وعقده النفسية ومصالـِحه الشخصية، وبحسْب المواقف والأحداث، كما يبدو أنّ التفاؤلَ والتشاؤمَ أمران نسبيان يتغيّران بحسْب تحسّن المِزاج أو اضطرابه، لكن من الجائز أنّ التفاؤل في غيرِ موضعه خلافاً لمُعطياتِ الواقع مُجرّدُ سذاجةٍ وحماقة ومثاليةٍ مُفرطة، وأنّ التشاؤمَ نتيجة أسبابٍ واضحةٍ وعوامل غير مواتيةٍ يُعدُّ نوعاً من الحصافةِ والحكمة والواقعيّة.
ولعلّ المُعضلة تكمُن في ارتفاع سقف التوقّعات التي تُغذّيها مُحاضراتٌ وأقوالٌ مُفرطةٌ في الدعوة للتفاؤل، والتأكيدِ على الاعتقاد باستحقاقِ السّعادة بعواملها الكاملةِ وصُوَرها المُتعددة، والإلحاحِ للخروج من «منطقة الراحة» وطلبِ المزيد من المُكتسبات وتشجيعِ الاستحواذ وتنميةِ الذات، بغضّ النّظر عن واقع الشّخص ومدى استعدادِه العقلي والنّفسي والفكري، ودون اعتبارٍ لظروفه الاجتماعية وإمكاناته الاقتصادية، إضافةً إلى التحفيز على المُقارنات غير السّويّة، وبالتالي، زيادةِ القلق والإحباط والكآبة جرّاء عدمِ تحقيق الأهداف المنشودة، وهو أمرٌ يبدو -من الناحية العمَلية- أكثر احتمالاً!.
من المهمّ عدمُ الخلْط بين التفاؤل والسّذاجة، فالتفاؤل أمرٌ محمودٌ ما دامتْ هناك بوادر تُعطي الأمل الصّادق في التغيير إلى الأفضل (اعقِلها وتوكّل)، أما السّذاجة فمِن صُورها تكرارُ الأخطاءِ وتجاهلُ الواقع السيّىء والأحداث السلبية، ثم انتظار نتائج إيجابية!! كما من المُفيد للتخفيف من التوتّر والقلق، تبنـّي استراتيجيةَ «التشاؤم الإيجابي» والنظرة المُعتمدة على التخطيط الجيّد والواقعي بحسْب القيودِ المفروضة، وتوقّعُ الأسْوأ والتحسّب له عملياً دون تهويلٍ أو تجميلٍ أو الدخولِ في حلْقة مُفرَغة من توقّعات سلبية تُفسد البهجة وتسلبُ الاطمئنان النفسي، وفي الوقت نفسه تأمُّل الخير والنتيجة المنشودة، وهي استراتيجيةٌ يُمكن أن تُفيد في الحمايةِ من خيبة الأمل، وتوجيهِ الجهود نحو أهدافٍ واقعيةٍ ومُجزية.