عام جديد.. ماذا يحمل لنا ؟!

بعد بضعة أيام يرحل عام 2019 منهياً العشر سنوات الثانية من الألفية الثالثة بالتقويم الميلادي، ويحل علينا عام 2020 معلناً بداية العشر سنوات التالية. وقد شهدت الألفية الثانية أحداثاً جساماً منذ ما قبل العام 1900 حتى نهاية تلك الألفية، أدت إلى إعادة تنظيم العالم بالشكل الذي عشناه أوائل هذه الألفية الثالثة. وشهدت العشر سنوات الماضية التي مرت علينا أحداثاً جديدة، جعلت من الصعب الإبقاء على الأوضاع كما كانت عليه.. محلياً وإقليمياً ودولياً.

نحن نعيش الآن فترة تجديد لدماء العالم، ستُؤثِّر على حياة الجميع. فالتكنولوجيا التي دخلت حياتنا فرضت انفتاحاً كبيراً قادته الإنترنت، وحوَّلت العالم إلى قريةٍ واحدة تُؤثِّر عليها وتتحكَّم في خُطواتها صناعة الإنترنت، وأدى سقوط الاتحاد السوفيتي وصعود الصين وتفكيك أوربا إلى تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن موقعها القيادي في صناعة الكثير من الأحداث في العالم؛ عبر مؤسسات أنشأتها، كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وحلف الناتو ومنظمة التجارة العالمية... وغيرها من المؤسسات الدولية، التي أخذت أمريكا تتخلَّى عنها، مما أدَّى إلى حدوث فراغ، أخذ السياسيون المغامرون في عدّة دول السعى للعب عبره لتحقيق أحلام خاصة بهم، حيث أصبح نظام ملالي إيران يسعى لإعادة الحياة للإمبراطورية الفارسية، والرئيس التركي لتنصيب نفسه سلطاناً في إمبراطورية عثمانية بالتعاون مع الإسلام السياسي، وعلى رأسه حركة الإخوان المسلمين، وكل ذلك على حساب العرب وأوطانهم، بالإضافة إلى عودة نشيطة وناجحة لروسيا، وتمرُّد أكثر من طرف أوربي على الوضع القائم، وانتشرت القوميات المتطرفة على رقعة كبيرة من العالم، بما فيها أمريكا والصين وروسيا، على حساب العولمة التي دخل فيها الجميع قبل أن ينهار هذا الكيان بسقوط المؤسسات التي كانت تدعمه.


وفي مجال التكنولوجيا الحديثة، أخذ الإنترنت يتطوَّر بقيادة صينية ويدخل الجيل الخامس منه إلى هذه الصناعة عبر تطوير شركة هواوي الصينية لهذا الجيل من التكنولوجيا، الذي سيتم عبره ربط كل الأشياء، بل والأفراد، في حياتنا بما أطلقوا عليه مُسمَّى (إنترنت الأشياء)، حيث ستكون وسائل الحياة في العالم، حرباً وسلماً، مرتبطة بالإنترنت، تتحكم فيها سلباً وإيجاباً.

ومع دخول العام الجديد 2020 ستشهد المملكة مؤتمر أكبر عشرين اقتصاداً في العالم بقيادة سعودية تستمر خلال العام القادم، وسيتحدَّد خلالها قواعد جديدة للعلاقات الدولية ومستقبل الإنسان في ظل التطور الجديد للإنسان الآلي (ROBOT) والإمكانيات اللامحدودة التي يتمتع بها، وستتحدد عبر هذا العام القادم مسيرة التاريخ الإنساني وتطور اقتصادات العالم وعلومه.


وهناك أسئلة متعددة من غير الممكن الإجابة عليها الآن، ومنها: ما الذي سيحدث للقوميات التي انتشرت الدعوة لها، وما الذي ستؤدي إليه المغامرات التي يقوم بها مغامرون إقليميون مثل: ملالي إيران وسلطان تركيا ونظام كوريا الشمالية ومحاولات بوتين لتوسيع مناطق نفوذه العالمية، وبرامج انكفاء أمريكا التي يقودها دونالد ترمب هذا العام ولأربع سنوات إضافية. ومحاولات القيادة الهندية الحالية لإعادة صياغة الدولة الهندية بدون أحد مقوماتها الهامة (الأقلية الإسلامية)، وسعي السياسيين الأوربيين لتبني سياسات تُبعدهم عن اتحاد أوربي يعاني الكثير، وسعي إثيوبيا إلى تحدي مصر والسودان وإعادة صياغة بنود اتفاق تقاسم المياه الذي يعتبر قضية حياة أو موت، ومحاولات دولة خليجية صغيرة للعب أدوار أكبر من حجمها وطاقتها، وغير ذلك من القضايا التي يصعب قراءة مستقبلها في ظل أوضاع غامضة تُخيِّم على العالم.

عالم العشر سنوات القادمة من الألفية الثالثة لا أُفق واضح له، ومن الصعب أن أقول لكم: كل عام وأنتم بخير، إذ إن ذلك يتطلب قدراً كبيراً من التفاؤل في ظل ضبابية كثيفة.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض