دور الأدب في العملية التعليمية.. وفي سوق العمل!
تاريخ النشر: 26 ديسمبر 2019 00:21 KSA
في خضم النقاش الدائر حول تطوير التعليم (العام والعالي)، وضرورة ربط مخرجاته بسوق العمل، تذهب بعض الآراء إلى مسألة عدد من التخصصات النظرية، والتشكيك في جدوى ما يمكن أن تقدمه لمستقبل الطلاب والطالبات. ولعل حصص اللغة العربية والأدب تأتي في مقدمة تلك التخصصات، التي لا تسلم من التشكيك أحياناً.
يمثل الأدب والأنشطة الأدبية واللغوية في العملية التعليمية محفزاً مهماً، وعاملاً مؤثراً في تكوين شخصية الطلبة العلمية والاجتماعية وصقلها، عن طريق غرس عدد من المبادئ والمهارات والسلوكيات الإيجابية. يأتي في مقدمة هذه المهارات التعبيرُ عن الذات وعن الأفكار المزدحمة في أذهانهم بلغة سليمة وواضحة. أعتقد أن هذه المهارة تعد إحدى أكبر التحديات التي تواجهها الأجيال الجديدة، مع تكاثر الملهيات ووسائل التشتيت والتفرد.
كما أن التركيز على حصص الأدب قد يسهم في ترسيخ وتطوير مهارات التعلم الأساسية (القراءة، الكتابة، السماع، التحدث)، وتنمية مهارة التفكير النقدي (استقراءً وتحليلاً). هذا بالإضافة إلى سلوكيات اجتماعية مهمة مثل التشجيع على التواصل مع المجتمع، ورفع الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وتنمية روح العمل مع الفريق. كما تؤدي الأنشطة الأدبية المختلفة (حفظ الشعر وإلقاؤه، كتابة القصص وتحليلها، كتابة المقالة الأدبية... الخ) إلى تنمية روح المبادرة لدى الطلبة، وتشجعهم على المشاركة في الأنشطة الخارجية مثل المؤتمرات والندوات والفعاليات الثقافية والعلمية.
من هنا يؤكد المتخصصون دوماً على أهمية التكامل بين أعضاء العملية التعليمية بمختلف وظائفهم وتخصصاتهم للإسهام في غرس المهارات المعرفية المختلفة. كما يشددون على ضرورة الإيمان بالدور الذي تضطلع به كل التخصصات، لكي يكون هذا الإيمان منطلقاً لغرس ذلك في الطلاب والطالبات. ويمكن القول
إن من الملاحظات المقلقة توجّهُ البعض نحو التقليل من أهمية علوم العربية وآدابها (في المدارس)، والتشكيك في جدواها الفعلي. رغم ما تقدمه دراسات اللغة والأدب، ليس في تعزيز قيم الانتماء للهوية العربية وحسب، بل في تنمية وتطوير مهارات معرفية وشخصية مركزية في بناء الشخصية الإيجابية الناجحة للنشء.
نعم.. أدرك جيداً أن ما يدرسه الطلبة يجب أن يكون مُعيناً لهم في مستقبلهم المهني، لكني في الوقت نفسه أدعو إلى تجاوز النظرة السطحية في ربط القضية بسوق العمل؛ فكل ما يتعلمه الطلبة من مهارات ومعارف يمثل لبنات تضاف لبعضها في تكوين البناء المتكامل والمنشود. أعتقد أن تخصص اللغة العربية وآدابها يشكو من عدم إيمان بعض المعلمين والمعلمات بأهمية الدور الذي يؤديه التخصص بكل فروعه. وهذه عقبة رئيسة في طريق حل المشكلة؛ فلابد من اقتناع أعضاء العملية التعليمية بمختلف تخصصاتهم ومهامهم بأهمية الدور الذي تضطلع به جميع التخصصات (ومنها تخصص اللغة العربية بالطبع) في تكريس وتطوير قيمٍ ومهارات ضرورية، مثل المشاركة الاجتماعية، ورفع مستوى الإحساس بالمسؤولية، وتنمية روح المبادرة، والمشاركة في الأنشطة والمؤتمرات والندوات...الخ، وأن عليهم جميعاً التكاتف لضمان غرسها بطريقة أكاديمية وتربوية مناسبة.
يمثل الأدب والأنشطة الأدبية واللغوية في العملية التعليمية محفزاً مهماً، وعاملاً مؤثراً في تكوين شخصية الطلبة العلمية والاجتماعية وصقلها، عن طريق غرس عدد من المبادئ والمهارات والسلوكيات الإيجابية. يأتي في مقدمة هذه المهارات التعبيرُ عن الذات وعن الأفكار المزدحمة في أذهانهم بلغة سليمة وواضحة. أعتقد أن هذه المهارة تعد إحدى أكبر التحديات التي تواجهها الأجيال الجديدة، مع تكاثر الملهيات ووسائل التشتيت والتفرد.
كما أن التركيز على حصص الأدب قد يسهم في ترسيخ وتطوير مهارات التعلم الأساسية (القراءة، الكتابة، السماع، التحدث)، وتنمية مهارة التفكير النقدي (استقراءً وتحليلاً). هذا بالإضافة إلى سلوكيات اجتماعية مهمة مثل التشجيع على التواصل مع المجتمع، ورفع الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وتنمية روح العمل مع الفريق. كما تؤدي الأنشطة الأدبية المختلفة (حفظ الشعر وإلقاؤه، كتابة القصص وتحليلها، كتابة المقالة الأدبية... الخ) إلى تنمية روح المبادرة لدى الطلبة، وتشجعهم على المشاركة في الأنشطة الخارجية مثل المؤتمرات والندوات والفعاليات الثقافية والعلمية.
من هنا يؤكد المتخصصون دوماً على أهمية التكامل بين أعضاء العملية التعليمية بمختلف وظائفهم وتخصصاتهم للإسهام في غرس المهارات المعرفية المختلفة. كما يشددون على ضرورة الإيمان بالدور الذي تضطلع به كل التخصصات، لكي يكون هذا الإيمان منطلقاً لغرس ذلك في الطلاب والطالبات. ويمكن القول
إن من الملاحظات المقلقة توجّهُ البعض نحو التقليل من أهمية علوم العربية وآدابها (في المدارس)، والتشكيك في جدواها الفعلي. رغم ما تقدمه دراسات اللغة والأدب، ليس في تعزيز قيم الانتماء للهوية العربية وحسب، بل في تنمية وتطوير مهارات معرفية وشخصية مركزية في بناء الشخصية الإيجابية الناجحة للنشء.
نعم.. أدرك جيداً أن ما يدرسه الطلبة يجب أن يكون مُعيناً لهم في مستقبلهم المهني، لكني في الوقت نفسه أدعو إلى تجاوز النظرة السطحية في ربط القضية بسوق العمل؛ فكل ما يتعلمه الطلبة من مهارات ومعارف يمثل لبنات تضاف لبعضها في تكوين البناء المتكامل والمنشود. أعتقد أن تخصص اللغة العربية وآدابها يشكو من عدم إيمان بعض المعلمين والمعلمات بأهمية الدور الذي يؤديه التخصص بكل فروعه. وهذه عقبة رئيسة في طريق حل المشكلة؛ فلابد من اقتناع أعضاء العملية التعليمية بمختلف تخصصاتهم ومهامهم بأهمية الدور الذي تضطلع به جميع التخصصات (ومنها تخصص اللغة العربية بالطبع) في تكريس وتطوير قيمٍ ومهارات ضرورية، مثل المشاركة الاجتماعية، ورفع مستوى الإحساس بالمسؤولية، وتنمية روح المبادرة، والمشاركة في الأنشطة والمؤتمرات والندوات...الخ، وأن عليهم جميعاً التكاتف لضمان غرسها بطريقة أكاديمية وتربوية مناسبة.