شاهينا وشاهيهم!
تاريخ النشر: 01 يناير 2020 00:23 KSA
• التقاطة جميلة؛ وصلتني عبر البريد الالكتروني تحت عنوان: (مقصوص علينا)، يقول كاتبها: «لا يمكن أن أشرب كوب شاي بخمسة عشر ريالاً، ولا أستطيع أن أدفع 25 ريالاً قيمة كأس آيس كريم.. ليس لأني لا أملك المال، ولكن لأنني لو فعلتُ ذلك لشعرت بأني مُستَغفَل (مقصوص عَليْ). فمن يوم (وعيت) على الدنيا وكوب الشاي بريال، والآيس كريم أيضًا بريال.. هذه الأرقام تُمثِّل بالنسبة لي مراجع (References) أقيس بها الأشياء، فشرب كوب شاي بخمسة عشر ريالا يعني أنني (مقصوص علي) خمس عشرة مرة، وهذه قمة الإهانة».. ويضيف: «من المفارقات أن ابني الذي لا يملك سوى مصروفه لن يرف له جفن وهو يدفع الخمسة عشر ريالا قيمة كأس شاي، ولو توقفت معه عند إحدى البوفيهات الشعبية، وطلبت منه أن يشتري كوبين من الشاي لي وله، فسيشتري لي واحد، وسيخبرني تأدّباً بأنه لا يريد، لأن أرقامه المرجعية تختلف تماماً عن أرقامي»!.
• رغم اتفاقي الجزئي مع الكاتب، إلا أنني لا أرى في الأمر أي خداع أو استغفال بقدر ما هي قضية اختلاف ثقافات.. فمهما كانت قدراتك اللغوية ومهارتك في الإقناع لن تستطيع إقناع شاب من الأجيال الجديدة بأن كأس الشاي الخارج من (بوفيه) شعبي، هو نفس كأس الشاي الذي يشربه في (كوفي شوب) مرتّب، أو في فندق خمس نجوم.. أبناؤنا ليسوا حمقى ولا مغفلين، هم يعرفون تماماً أن الـ15 ريالاً ليست ثمن كأس الشاي فقط، بل ثمن الجلوس والاستمتاع بالمكان أيضاً.
• اختلاف الثقافات بين الأجيال أمر طبيعي، ويجب احترامه.. والفارق بين شاهينا (أبوريال)، وشاهيهم (أبوعشرين)، يكمن في تفاصيل صغيرة، قد نراها تافهة، لكنهم يرونها مهمة وضرورية، هذا ينسحب على الملابس والطعام وأشياء كثيرة بعد أن نجحت الكثير من الشركات العالمية في إعادة تشكيل الذوق الإنساني كله، من خلال ترسيخها للنزعة الاستهلاكية عند الناس، وتحويل الطعام والملابس والموسيقى والأفلام إلى سلع وماركات عالمية، الشباب في الحقيقة لا يشترون منتجاً بقدر ما يشترون أسلوب حياة يُعلنون من خلاله انضمامهم إلى ثقافة العالم الواحد.
• بالنسبة لي مازلتُ (أتكيَّف) من شرب الشاي (أبوريال)، لكنني لا أفرضه على أبنائي، لأنني لا أريد أن أعزلهم عن مجايليهم وثقافة عصرهم، ولا أريد أن أفرض عليهم هوامشي الخاصة طالما أنهم يتصرفون في (متون) حياتهم بشكلٍ صحيح.. كلما فكرت في فعل هذا تذكرت نضالاتنا القديمة مع آبائنا وأساتذتنا القدامى (يرحمهم الله) في التحرر.
• التغيُّر هو سنة الحياة التي لا تتغيَّر.. فلا تطلبوا من أبنائكم أن يكونوا نسخا منكم، دعوهم يُشكِّلون شخصياتهم وتجاربهم الخاصة طالما لم يخرجوا عن حدود الثوابت الدينية والأخلاقية والصحية.. فلو استسلم كل جيل لمن قبله لكُنَّا اليوم نلبس الثوب (أبومحاريد) والعقال المقصّب.
• رغم اتفاقي الجزئي مع الكاتب، إلا أنني لا أرى في الأمر أي خداع أو استغفال بقدر ما هي قضية اختلاف ثقافات.. فمهما كانت قدراتك اللغوية ومهارتك في الإقناع لن تستطيع إقناع شاب من الأجيال الجديدة بأن كأس الشاي الخارج من (بوفيه) شعبي، هو نفس كأس الشاي الذي يشربه في (كوفي شوب) مرتّب، أو في فندق خمس نجوم.. أبناؤنا ليسوا حمقى ولا مغفلين، هم يعرفون تماماً أن الـ15 ريالاً ليست ثمن كأس الشاي فقط، بل ثمن الجلوس والاستمتاع بالمكان أيضاً.
• اختلاف الثقافات بين الأجيال أمر طبيعي، ويجب احترامه.. والفارق بين شاهينا (أبوريال)، وشاهيهم (أبوعشرين)، يكمن في تفاصيل صغيرة، قد نراها تافهة، لكنهم يرونها مهمة وضرورية، هذا ينسحب على الملابس والطعام وأشياء كثيرة بعد أن نجحت الكثير من الشركات العالمية في إعادة تشكيل الذوق الإنساني كله، من خلال ترسيخها للنزعة الاستهلاكية عند الناس، وتحويل الطعام والملابس والموسيقى والأفلام إلى سلع وماركات عالمية، الشباب في الحقيقة لا يشترون منتجاً بقدر ما يشترون أسلوب حياة يُعلنون من خلاله انضمامهم إلى ثقافة العالم الواحد.
• بالنسبة لي مازلتُ (أتكيَّف) من شرب الشاي (أبوريال)، لكنني لا أفرضه على أبنائي، لأنني لا أريد أن أعزلهم عن مجايليهم وثقافة عصرهم، ولا أريد أن أفرض عليهم هوامشي الخاصة طالما أنهم يتصرفون في (متون) حياتهم بشكلٍ صحيح.. كلما فكرت في فعل هذا تذكرت نضالاتنا القديمة مع آبائنا وأساتذتنا القدامى (يرحمهم الله) في التحرر.
• التغيُّر هو سنة الحياة التي لا تتغيَّر.. فلا تطلبوا من أبنائكم أن يكونوا نسخا منكم، دعوهم يُشكِّلون شخصياتهم وتجاربهم الخاصة طالما لم يخرجوا عن حدود الثوابت الدينية والأخلاقية والصحية.. فلو استسلم كل جيل لمن قبله لكُنَّا اليوم نلبس الثوب (أبومحاريد) والعقال المقصّب.