هل تحترم المخالف؟!
تاريخ النشر: 22 يناير 2020 00:13 KSA
· لو طرحت السؤال (عنوان المقال) على مختلف الشرائح المجتمعية بدءاً من عند المثقفين وأساتذة الجامعات؛ وصولاً لأقل الطبقات تعليماً وثقافة لجاءتك الإجابة موحدة بـ(نعم) ؛ وبنسبة تقترب من ١٠٠% تقريباً!.. لكنك لو قمت بعمل رصد حقيقي مستمد من الواقع الممارس في حواراتنا في الحياة اليومية، أو حتى من خلال ما يعرض في وسائل الإعلام من حوارات (مقولبة) يُفترض أنها (نخبوية) لجاءتك الحقيقة الصادمة بأنه لا احترام للمخالف إلا ما ندر، وأن صدورنا مازالت تضيق بالرأي الآخر؛ الذي يعتبره معظمنا إهانة وتقليلاً من الشأن، فمجرد اختلاف بسيط في الرأي كفيل بخلق معلقات من الردح والشتائم والتخوين والتجهيل والتأليب والتهميش والإقصاء وصولاً للتكفير.
· ثمة حقيقتان متلازمتان من المهم جداً تعويد أنفسنا وتربية أبنائنا عليهما، الحقيقة الأولى تقول إن التنوع والاختلاف في الرأي أمر صحي وضروري لتنمية المجتمعات وتصويب مساراتها.. والثانية تقول: إن احترام المخالف يشكل عمود الحقيقة الأولى وركيزتها الأساسية، كما أنه أمر إنساني قبل أن يكون أمراً حضارياً. لذا فإن أصعب أنواع الاحترام هو احترام وجهة النظر المخالفة واحترام حاملها، فهذه قيمة إنسانية عليا تحتاج إلى جرعة نفسية كبيرة من التجرد والإنصاف، والى تدريب طويل، خصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي ينتشر فيها التعصب وأحادية الرأي كما ينتشر الزكام، حيث اعتاد السواد الأعظم من الناس وبمختلف شرائحهم على السخرية من الرأي المخالف ومن صاحبه، حتى وإن حاول البعض إظهار احترام (مصطنع)!.
· لقد ساهم الفكر الإقصائي المتطرف الذي انتشر لقرون طويلة في طول البلاد العربية وعرضها في تكريس ثقافة تهميش المخالف بل وسحقه إن أمكن، مما ساعد في ظهور متتالٍ للكثير من الحركات الإرهابية التي استنزفت قوى العرب المالية والاجتماعية والفكرية وجمدتهم طويلاً. وهنا لابد من التأكيد على أن هذه الاقصائية لم تكن حكراً على المتطرفين دينياً وأحزاب الإسلام السياسي فقط، فحتى المتطرفون علمانياً وليبرالياً وقومياً واشتراكياً؛ ومن (يتلصّقون) بالحريات كان لديهم من التعصب والكراهية والإقصاء والاستهزاء بالمخالف أضعاف ما لدى المتطرفين دينياً، ولك في إسقاطاتهم على الحجاب مثلاً خير دليل!.
· أنظمتنا التعليمية والإعلامية والثقافية وحتى الفقهية بحاجة لزرع ثقافة احترام المخالف وترسيخ ثقافة أدب الحوار وتجنب الردود القطعية التي تدعي امتلاك الحقيقة الكاملة، حتى تصبح هذه القيمة جزءاً من شخصية الفرد ومن الفكر الجمعي. وحتى يتحقق فعلياً قول الشافعي: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
· علموا أبناءكم أن أول شروط الحرية هو احترام المخالف، وأن الهجوم على صاحب الرأي المخالف بقصد إسكاته أو تغيير رأيه هو إرهاب مكتمل الأركان.. وأن أهم مؤشرات النضج الفكري احترام عقل وفكر وشخص مخالفك، وتجنب اتهامه في دينه أو نيته.. علِّموهم أن قمة اﻷدب في احترام الآخرين.. وقمة الشجاعة في إبداء رأيك وتقبل آراء الناس، وقمة الخلق في تجاهل الإساءة والتغاضي عنها.
· ثمة حقيقتان متلازمتان من المهم جداً تعويد أنفسنا وتربية أبنائنا عليهما، الحقيقة الأولى تقول إن التنوع والاختلاف في الرأي أمر صحي وضروري لتنمية المجتمعات وتصويب مساراتها.. والثانية تقول: إن احترام المخالف يشكل عمود الحقيقة الأولى وركيزتها الأساسية، كما أنه أمر إنساني قبل أن يكون أمراً حضارياً. لذا فإن أصعب أنواع الاحترام هو احترام وجهة النظر المخالفة واحترام حاملها، فهذه قيمة إنسانية عليا تحتاج إلى جرعة نفسية كبيرة من التجرد والإنصاف، والى تدريب طويل، خصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي ينتشر فيها التعصب وأحادية الرأي كما ينتشر الزكام، حيث اعتاد السواد الأعظم من الناس وبمختلف شرائحهم على السخرية من الرأي المخالف ومن صاحبه، حتى وإن حاول البعض إظهار احترام (مصطنع)!.
· لقد ساهم الفكر الإقصائي المتطرف الذي انتشر لقرون طويلة في طول البلاد العربية وعرضها في تكريس ثقافة تهميش المخالف بل وسحقه إن أمكن، مما ساعد في ظهور متتالٍ للكثير من الحركات الإرهابية التي استنزفت قوى العرب المالية والاجتماعية والفكرية وجمدتهم طويلاً. وهنا لابد من التأكيد على أن هذه الاقصائية لم تكن حكراً على المتطرفين دينياً وأحزاب الإسلام السياسي فقط، فحتى المتطرفون علمانياً وليبرالياً وقومياً واشتراكياً؛ ومن (يتلصّقون) بالحريات كان لديهم من التعصب والكراهية والإقصاء والاستهزاء بالمخالف أضعاف ما لدى المتطرفين دينياً، ولك في إسقاطاتهم على الحجاب مثلاً خير دليل!.
· أنظمتنا التعليمية والإعلامية والثقافية وحتى الفقهية بحاجة لزرع ثقافة احترام المخالف وترسيخ ثقافة أدب الحوار وتجنب الردود القطعية التي تدعي امتلاك الحقيقة الكاملة، حتى تصبح هذه القيمة جزءاً من شخصية الفرد ومن الفكر الجمعي. وحتى يتحقق فعلياً قول الشافعي: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
· علموا أبناءكم أن أول شروط الحرية هو احترام المخالف، وأن الهجوم على صاحب الرأي المخالف بقصد إسكاته أو تغيير رأيه هو إرهاب مكتمل الأركان.. وأن أهم مؤشرات النضج الفكري احترام عقل وفكر وشخص مخالفك، وتجنب اتهامه في دينه أو نيته.. علِّموهم أن قمة اﻷدب في احترام الآخرين.. وقمة الشجاعة في إبداء رأيك وتقبل آراء الناس، وقمة الخلق في تجاهل الإساءة والتغاضي عنها.