مثقف كبير (مسحوق)..!
تاريخ النشر: 27 يناير 2020 00:08 KSA
* أن تبدأ يومك بخبر مؤلم عن قامة أدبية، وثقافية كبيرة، فلاشك أنك ستعيش يوماً لن يكون للنسيان، يوم مهما حاولت أن تتلمس -سلوة- مواطن جماله، فإنك سوف تصطدم بحضور ذلك الخبر إلى واجهة الاهتمام، ثم تعود أدراجك إلى حيث ضيق (يتحشرج) في صدرك لا تدري ما تفعل معه.
* وحتى لا أطيل عليكم، هاكم حكاية ذلك المثقف الكبير، والأستاذ القدير مع (السحق)، يكتبها بحرفه الذي عُرف من خلاله، وهو ما بقي له لكي (يتنفس)، وإلا فإنه (سُحق)، وخذل حد لم يبق له سوى بعض أصدقاء الكتابة، بعد أن غادره من كان يحسبهم أصدقاء حياة، هو ذلك الذي كان يكتب من أجل الناس، فأصبح يعيش الوحدة، والوحشة، والحزن.
* يصف حاله بكلمات موجعة، فماذا بعد وصفه أنه يعاني: الفقر، والتهميش، والاغتراب، منذ أربعة أشهر أصبح رفيق الكرسي المتحرك، فلا بديل له عنه، وماذا بعد؟ فقد تضامن (المستشفى) الذي يُعالج فيه من حالته النفسية مع ألمه حد أنه لم يبالِ به، بل طرده في آخر زيارة له بحجة أن موعده لم يحن بعد، استوعبتم كم هو مؤلم وقع (طرده) على من يعيش الأرق، والوحشة، والحزن، فضلاً عن أن يكون كاتباً صحفياً بارزاً، ومثقفاً علماً، عاش لأجل هموم الآخرين، فتُرك اليوم في ساحة الوحشة وحيداً يصارع همومه.
* أديب فقير، راتبه التقاعدي لا يكفي حاجته، ولا يستطيع أن يقف على قدميه ليشد من أزره، وهو غارق في وحل أوجاعه، وهمومه، حتى شريحة جواله أبت إلا أن تشاركه ذات العزلة، موجع.. مفجع... محزن ألا يجد ذلك المثقف الكبير مبلغًا يشحن به شريحة جواله، ومن أين له وبنك التسليف نهره: ما يحق لك، والضمان الاجتماعي قال: راتبك التقاعدي (كبير)، الكبير في عرفه: زيادة ريال واحد فوق 2600 ريال.
* مثقف كبير يجوع؛ يمضي إلى حيث المستشفى، وكل تلك الطرقات التي كان يتلمس جمالها، ويشاركها أمنياتها، ويرفع بصدى احتياجاتها، ويقص عنها قصصه، لم تعد كما كانت، فها هو يمضي فيها وحيداً مكبل الخطوات، يحاول أن يقول شيئاً فما كان منه إلا أن يُرثي نفسه، ويبكي ثم يتمتم: أنا مثقف إذن أنا (مسحوق).
* لم تنتهِ الحكاية أحبتي، فما يعيشه اليوم المثقف الكبير المسحوق: جارالله الحميد، يتقاطع فيه مع أدباء، ومثقفين كثر، ويبقى السؤال إلى متى؟ ثم لماذا المثقف غالباً تنتهي به الثقافة إلى حيث يأكل (فقراً)؟ لماذا يُترك للوحدة تنهش كيانه؟ لماذا يصل لمرحلة أن يبحث عن نفسه فلا يجد إلا الوحشة، والحزن؟ ثم ما قيمة الاحتفاء به بعد وفاته؟ لماذا..؟ ولماذا..؟ ولماذا..؟ وهل هنالك أقسى من سؤال أضاع بوصلة جوابه؟ لا وألف، وعلمي وسلامتكم.
* وحتى لا أطيل عليكم، هاكم حكاية ذلك المثقف الكبير، والأستاذ القدير مع (السحق)، يكتبها بحرفه الذي عُرف من خلاله، وهو ما بقي له لكي (يتنفس)، وإلا فإنه (سُحق)، وخذل حد لم يبق له سوى بعض أصدقاء الكتابة، بعد أن غادره من كان يحسبهم أصدقاء حياة، هو ذلك الذي كان يكتب من أجل الناس، فأصبح يعيش الوحدة، والوحشة، والحزن.
* يصف حاله بكلمات موجعة، فماذا بعد وصفه أنه يعاني: الفقر، والتهميش، والاغتراب، منذ أربعة أشهر أصبح رفيق الكرسي المتحرك، فلا بديل له عنه، وماذا بعد؟ فقد تضامن (المستشفى) الذي يُعالج فيه من حالته النفسية مع ألمه حد أنه لم يبالِ به، بل طرده في آخر زيارة له بحجة أن موعده لم يحن بعد، استوعبتم كم هو مؤلم وقع (طرده) على من يعيش الأرق، والوحشة، والحزن، فضلاً عن أن يكون كاتباً صحفياً بارزاً، ومثقفاً علماً، عاش لأجل هموم الآخرين، فتُرك اليوم في ساحة الوحشة وحيداً يصارع همومه.
* أديب فقير، راتبه التقاعدي لا يكفي حاجته، ولا يستطيع أن يقف على قدميه ليشد من أزره، وهو غارق في وحل أوجاعه، وهمومه، حتى شريحة جواله أبت إلا أن تشاركه ذات العزلة، موجع.. مفجع... محزن ألا يجد ذلك المثقف الكبير مبلغًا يشحن به شريحة جواله، ومن أين له وبنك التسليف نهره: ما يحق لك، والضمان الاجتماعي قال: راتبك التقاعدي (كبير)، الكبير في عرفه: زيادة ريال واحد فوق 2600 ريال.
* مثقف كبير يجوع؛ يمضي إلى حيث المستشفى، وكل تلك الطرقات التي كان يتلمس جمالها، ويشاركها أمنياتها، ويرفع بصدى احتياجاتها، ويقص عنها قصصه، لم تعد كما كانت، فها هو يمضي فيها وحيداً مكبل الخطوات، يحاول أن يقول شيئاً فما كان منه إلا أن يُرثي نفسه، ويبكي ثم يتمتم: أنا مثقف إذن أنا (مسحوق).
* لم تنتهِ الحكاية أحبتي، فما يعيشه اليوم المثقف الكبير المسحوق: جارالله الحميد، يتقاطع فيه مع أدباء، ومثقفين كثر، ويبقى السؤال إلى متى؟ ثم لماذا المثقف غالباً تنتهي به الثقافة إلى حيث يأكل (فقراً)؟ لماذا يُترك للوحدة تنهش كيانه؟ لماذا يصل لمرحلة أن يبحث عن نفسه فلا يجد إلا الوحشة، والحزن؟ ثم ما قيمة الاحتفاء به بعد وفاته؟ لماذا..؟ ولماذا..؟ ولماذا..؟ وهل هنالك أقسى من سؤال أضاع بوصلة جوابه؟ لا وألف، وعلمي وسلامتكم.