مكة الخضراء قريباً (3)

تحدثت في المقال السابق عن الضوابط والاشتراطات التي وضعها (المركز الوطني لإدارة النفايات) التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة، والعقوبات الموجبة للغرامات، بالإضافة إلى فرض تعرفة مالية على منتجي النفايات وأهمية كل ذلك في ضبط سلوكيات الناس للحد من النفايات. كما وضحت دور مؤسسات الطوافة في البناء والهدم ثم إزالة المخلفات بعد الحج والتكلفة المالية العالية التي يخسرها مقدمو الخدمات، وأنه لابد من جهات أخرى تساهم في العملية، فمثلاً أن تكون (شركة تطوير مكة) مسؤولة عن البناء، مع عمل شراكة بين المركز الوطني لإدارة النفايات ومقدمي الخدمات للحجاج في عمليات الفرز من المصدر، والنقل، والتدوير، والاستثمار في تلك النفايات.. مع تحديد المرادم الخاصة لوضع النفايات، فالمرادم العشوائية في مكة المكرمة كثيرة ومنها التي في العكيشية والحسينية والتي تعتبر داخل النطاق السكاني وتسبب إضراراً بالبيئة، وهناك مرادم في بطون الأودية وتعيق تصريف السيول.. فلابد من حلول جذرية وتخصيص الجهة المسؤولة عن رفع المخلفات ومواقع خاصة للتخلص من النفايات.

هذا وقد وضُعت اشتراطات للمجمعات التجارية والمدارس والفنادق بالتعاقد مع مقدمي خدمات جمع ونقل، ومعالجة النفايات من المرخصين من المركز والقيام بفرز النفايات الناتجة عن أنشطتهم، والحد من الهدر الغذائي.. ومما يدعم هذا الإجراء قرار معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف الدكتور ماجد القصبي: أنه على جميع الأمانات في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها إلزام المطاعم، وقصور الأفراح بالتعاقد مع جمعيات حفظ النعمة بعد إحصائيات مفزعة عن حجم النفايات في السعودية والتي بلغت في عام 2017م نحو 15.3 مليون طن أي ما يعادل 1.8 كجم للشخص يومياً. وخطورة تزايد النفايات تكمن من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري وتسرب النفايات لمجاري المياه والبحار وتلوث الهواء.


وأرى ضرورة عقد ورش عمل لكافة مقدمي خدمات الحجاج عن كيفية إدارة النفايات في الحج، وقبل هذا توعية الحجاج في بلادهم بأهمية المحافظة على البيئة والاشتراطات التنظيمية الجديدة التي أصدرها مركز إدارة النفايات؛ وذلك عند ابرام عقود الإسكان، أو ربما وضعها على المسار الإلكتروني، وتوعيتهم بأهمية تقليل النفايات والتي منها إلغاء الوجبات التقليدية والاعتماد على الوجبات المسبقة التحضير في المشاعر المقدسة.. وأن أي زيادة في النفايات عن الحد الطبيعي تعتبر مخالفة على الحاج..

من المهم أيضاً أن تقوم وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع هيئة الطيران المدني بإصدار فيديوهات توضيحية متحركة Motion graphics لتوعية ضيوف الرحمن أثناء رحلة القدوم على أساليب المحافظة على البيئة في مكة والمشاعر المقدسة وعدم الافتراش والبيع العشوائي والطبخ في الطرقات.. فكلها أمور تسبب التلوث البيئي وتهدد صحة وسلامة ضيوف الرحمن.


كما إن للإعلام دوراً رئيسياً للتوعية الوطنية عبر القنوات المختلفة عن برنامج (المركز الوطني لإدارة النفايات) والاشتراطات وأساليب الفرز حتى نطبقه في المنازل أولاً..

وهناك مبادرة لجعل مكة خضراء حيث قامت جمعية أم القرى الخيرية -من باب المسؤولية الاجتماعية- بوضع خطة مستقبلية لمبادرة (لنزهرها) بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة بتشجير شوارع وحدائق مكة وتنسيقها من خلال اللجان التطوعية ومنها: (فريق سواعد أم القرى) بالإضافة إلى إشراك محلات الدهانات، وبعض الرسامين والفنانين، ومشاتل مكة لتوفير أكثر من 3000 شتلة.. كما سيتم الإشراف على المبادرة من مهندسي أمانة العاصمة المقدسة لضمان نجاح المبادرة، وهي جزء من أنسنة مدينة مكة المكرمة.

وحتماً بكل هذه الجهود من تلك الجهات ستتحول مكة -بإذن الله تعالى- إلى أرض خضراء بإرادة وعزيمة وسلوك الإنسان.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!