احذر أن يصيبك فيروس المقارنات فتشقى!

· يروي أحد الشبّان قصة ذات مغزى حدثت في بداية حياته العملية فيقول: «بعد فترة التجربة طلب مني مدير الشركة تحديد الراتب الذي أريد، فطلبت ٦٥٠٠ ريال، أجابني بسرعة: سأعطيك ٧٠٠٠ بشرط ألّا تخبر أحداً، لأنك ستكون صاحب الراتب الأعلى بين الموظفين». يقول الشاب: «خرجت وروحي المعنوية في السماء، كنت أحضر مبكراً، وأؤدي عملي على الشكل الأمثل، بل وأتبرع بمساعدة الآخرين، كنت أفعل هذا بنفس راضية لأنني صاحب أعلى أجر بين الموظفين». ويضيف:» استمررت بهذه الروح المتوثبة الراضية حتى اكتشفت ذات يوم أن هناك موظفين يتقاضون رواتب أعلى مني، كان هذا خبراً صاعقاً أدخلني في مقارنة موجعة، فبالرغم من أنهم أقدم مني، وأنني أنا من طلب هذا الراتب بل أقلّ منه، إلا أنني شعرت بالظلم والمرارة!. كان هذا الخبر كفيلاً بأن يهبط بعزيمتي للأرض، وأن تفسد هذه المقارنة كل حياتي!.

· ما الذي تغيّر بنظرك في حياة هذا الشاب ليتحول الى النقيض؟! لاحظ أن الراتب لم يتغير، وكذلك كمّ ونوع العمل، ما تغير هو شعوره الشخصي فقط، بعد أن أدخلته المقارنة في جزئيات كان يمكن له تجاوزها بذكاء، والتغافل عنها لتستمر علاقته بالعمل الذي أحبه. هذه القصة تتكرر كل يوم بأشكال وصيغ مختلفة، كثيرون منا يفسدون حياتهم بمقارنات محبطة لأشكالهم، جنسهم، ألوانهم، جنسياتهم، أصولهم مواهبهم، وظائفهم، دخلهم، ....الخ، هذه المقارنات كثيراً ما تكون مدمّرة ومجحفة بحق النفس، نظراً لغياب المعيار البشري المثالي الذي يملك كل شيء، فليس هناك شخص كامل كي تقارن نفسك به.


· ‏البشر ولحكمة إلهية مختلفون في الإمكانيات والقدرات والمواهب، وكذلك في نقاط الضعف والقوة،‏ ‏اختلافاتنا الفكرية والبشرية هي دافعنا ومحركنا الأول للتطور وإعمار الأرض، ‏واختلاف القدرات هو الجانب الإنتاجي من التطور. لا تؤذِ روحك بالمقارنات، ولا تمحُ الرضا من قاموسك، ولا ترخِ يدك من حبل الله فلله في كل شيء حكمة.. توقف عن تسميم عقلك وروحك وقلبك بالمقارنات الهدامة، اقنع وارضَ بما عندك، لأن ثغرة عدم قناعتك وعدم رضاك بما تملك ستظهر عليك إن عاجلاً أو آجلاً، حينها ربما تكون نقطة ضعف يتلاعب بك السيئون من خلالها. هذا لا يعني التوقف عن الطموح والتطوير والتحسين والارتقاء بذاتك للأفضل، ولا يتعارض أبداً مع التنمية والتخلص من السلبيات.

· يقول اندرو ماثيوز: «إذا كنت تشعر بالنقص فأهلاً بك في الجنس البشري، فأنت لست ملاكاً كي تكون كاملاً». بالفعل أنت لست مختلفاً فقط؛ بل فريداً ولا تشبه أحداً بالنظر إلى أهدافك وتطلعاتك وإنجازاتك وقدراتك وإمكاناتك التي تجتمع في نهاية المطاف لتشكل سطور قصة حياة ليست كاملة ولا مثالية، لكنها بالتأكيد مختلفة عن الآخرين. ‏‏


· افتح عينيك لما عندك.. فما عندك كثير.

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة