ابتسامة الرضا في أوقات «البلا»!

الرِّضَا والشُّكر عِندَ حصُول النِّعَم؛ أَمرٌ يَسير، والتَّفَاؤل حِينهَا بَديهي. فصُنع الأفضَل فِي أَحسَن الأَوقَات، وتَحت أَفضَل الظّرُوف، بإمكَان غَالبيَّة النَّاس. ولَكن التَّحدِّي الحَقيقي، هو فِي الرِّضَا عِندَ الابتلَاء، والابتسَامَة المُغلَّفة بالصَّبر؛ حِينَ التَّعرُّض للمَصَائِب أَو العَقبَات..!

لطَالَمَا سَعيتُ لنَشر الامتنَان وثَقَافة الابتسَامَة، والنَّظَر إلَى الجَانِب الإيجَابي فِي كُلِّ ابتلَاء، لَكن حِينَمَا نَنظُر للجَانِب السَّلبي ونَتقبَّله، ونَبْتَسم، فإنَّ هَذا يَتطلَّب مِنَّا قوَّةً كَبيرَة..!


قوَّة التَّحمُّل مِن مِيزَات النَّاجِحين، حَيثُ يُواجِهُون الصّعُوبَات، ويَمضُون فِي طَريقِ أَهدَافهم، دُون السَّمَاح لأَي مِنهَا أَنْ تُضعفهم أَو تُوقفهم. وقَد قَرأتُ مَقولةً للأَديب «جان جاك روسو» يَقول فِيهَا: (التحمُّل هو أوَّل شَيء يَجب عَلَى الطِّفل تَعلُّمه، وهَذا هو أَكثَر شَيء سيَحتَاج لمَعرفتهِ)..!

حَقًّا.. إنَّ التحمُّل قُدرَة عَظيمَة، ولَكن الرِّضَا أَعظَم، فهو عَلَامَة عَلَى نُضج الإنسَان، ووضُوح غَايَاته..!


هُنَاك فَرقٌ كَبيرٌ بَين الرِّضَا حِينَ الابتلَاء، وبَين الاستسلَام، فالذي يَستَسلِم؛ يَتوقَّف عَن السَّعي للنَّجَاح، بَينَمَا الذي يَرضَى بِمَا أَصَابه، يَتعلَّم تَقبُّل حَوَادِث الحيَاة، ولَا يَسخَط ويَتذمَّر، ويَجعلهَا أَعذَارًا للتَّكَاسُل والتَّوَاكُل. أَي أَنَّ الاستسلَام يَتضمَّن الخضُوع، والبَحث عَن الأَعذَار، وكَذلِك البَحث عَمَّن يُلقَى عَليه اللَّوم. والمُستَسلِم لَن تَعلُو وَجهه تِلك الابتسَامَة الحَقيقيَّة، ولَن يَشعُر بالرِّضَا أَبدًا، بَل عَلَى العَكس مِن ذَلِك، سيُكْبِت فِي دَاخلهِ حِقدًا دَفينًا؛ عَلَى كُلِّ العَوَائِق التي اعتَرضَته، وعَلَى كُلِّ الأَشخَاص ‏النَّاجِحين أَيضًا..!

الابتسَامَة والرِّضَا والتَّسليم بأنْ مَا وَقع قَد قُدر، والسَّعي لتَغيير الأَوضَاع، وتَحقيق الأَهدَاف المرجوَّة ، خُطوَات مُتَتَابِعَة ومُتكَامِلَة تُقرِّب النَّجَاح. والسَّخط وإلقَاء اللَّوم والتَّوقُّف عَن المُحَاوَلَة، تَصنعُ شَخصًا اتِّكَاليًّا، فَاقِدَ الهمَّة، وبَعيدًا أَشَد البُعد عَن النَّجَاح..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ الابتسَامَةَ بِذرةٌ حُلوَة، لَا تَحصُد مِنهَا إلَّا كُلّ خَير، والرِّضَا هِبَةٌ عَظيمَة، يُمكن أَنْ نُنمِّيهَا فِي أَنفسنَا، وكَمَا يَقول الأَديب «مصطفى محمود»: (فوت الحَظ مَع فوت الرِّضَا سَقم)، فلَا تَجمَع الابتلَاء مَع السَّخط كَي لَا تَشْقَى..!!.

أخبار ذات صلة

كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
;
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
;
احذروا البخور!!
الإعلان غير الرسمي.. وجمع المعلومات
الإدارة السلبية
قماري (2)
;
مركز الملك سلمان.. يُجسد إنسانية السعودية
هل يشن ترامب حربًا داخلية.. ويرسِّي سلامًا خارجيًّا؟!
المعارض.. وتحريك الاقتصاد الموازي
الإدمان (الجديد)!