عادل خميس.. وإنجازات جيل
تاريخ النشر: 17 مارس 2020 00:40 KSA
لقد حطّ هذا «العادل» رحاله في قسم الدراسات العليا العربية، عند إنشاء هذا القسم، الذي تأخّر بروزه لأسباب خارجة عن إرادة الكلّية، إلا أن المسؤولين عن قسم اللغة العربية حاولوا اللحاق بالأقسام العليا في التخصّصات الأخرى بجامعة الملك عبدالعزيز. ولعلّ أوّل ما لفت نظري في شخصية هذا الطالب والباحث؛ هو انفتاحه على جميع التيارات داخل القسم وخارجه، ولكن عن معرفة وفهم دقيقين، لأن البعض لامس تطوّر هذه التيارات لمسًا يمكن وصفه بـ»الخارجي»، ولهذا جاء اشتغالهم بعيدًا عن القدرة على دمجها في السياق الأدبي العربي، لتصبح جزءًا أصيلاً من النصّ الأدبي.
وما دمنا سعينا إلى الكشف عن شيء من مواهب الدارس وقدراته العلمية والأدبية؛ فإنه يمكن القول إن جيل ما بعد الحداثة من نقّاد القصيدة العربية، شمل العديد من أولئك النقدة والدارسين من أمثال الناقد حسين بافقيه، الذي سطع نجمه مبكّرًا، وآخرين من أمثال: محمّد الدبيسي، وعبدالله سالم الرشيد، ومحمّد الصفراني، ومحمّد العبّاس، ومحمّد الحبيبي، وسواهم.
كعادته في البحث عن المشورة الصادقة من أساتذته؛ فاجأني الابن عادل بالقول: سوف أسجل دراستي العليا عن الفلسفة في شعر شحاتة. فصمتُّ، ثم قلت له مخاطبًا: لعلّه يكون من الأفضل أن تدرس شحاتة كشخصية متكاملة. إلا أنني في داخلي كنت أشعر بالشفقة على الابن عادل؛ وذلك لمعرفتي بالظروف الصعبة التي أحاطت بشخصية شحاتة، وانعكس ذلك على كثير من إنتاجه الشعري والنثري. وقد يصعب على الدارس أن يخرج ذلك الإنتاج، الذي ظل بعيدًا في الخفاء لمدة تزيد على نصف قرن من الزمن؛ ولكن عادل استطاع أن يخرج دراسته عن شحاتة، والتي وصفها المثقف إياد مدني بأنها «الأفضل بين الدراسات الأخرى». ويضاف إلى ذلك توفّره على العديد من الأدوات النقدية، والتي برزت عند تناوله أو تشريحه للنصوص الإبداعية، وقدرته على البحث عن مكامن الجمال فيها. ويزخر إنتاج شحاتة الشعري بهذه النماذج الشعرية الرفيعة، والتي جعلت منه شاعرًا كبيرًا، ومتميّزًا ليس على المستوى المحلّي؛ بل تجاوزت به قدراته ليضحي أحد رموز الشعر العربي في العصر الحديث، وأنه ليجمع في شخصيته بين الإبداع والنقد على حدٍّ سواء..
إن هذه الإشارات التي أتيت عليها أخذها الباحث المُجدُّ الابن عادل في دراسته، التي أصدرها في كتاب حمل عنوان «جدلية الوجود والعدم.. مقاربة أدبية فلسفية لأعمال حمزة شحاتة»، الصادر عن النادي الأدبي الثقافي بجدة، حيث يتألف الكتاب من خمسة فصول، مسبوقة بتقديم، خطّه المؤلف بقلمه، أشار في بدايته إلى أن الكتاب في أصله بحث نال به درجة الماجستير، مرجعًا سبب تأجيله نشر الكتاب إلى عدم رضاه عن الفصل الأخير المتعلق بالدراسة الفنية لشعر ونثر الأستاذ حمزة شحاتة، معيدًا الفضل في توجيهه نحو دراسة نتاج الأستاذ الرائد شحاتة إلى كاتب هذه السطور، مؤكدًا أن كتاب «الخطيئة والتكفير» للدكتور عبدالله الغذامي مثّل المرجع الرئيس له في دراسته.
تلا هذا التقديم، تمهيد تحت عنوان «الحجاز: بطولة المكان وسطوة التاريخ»، طوّف من خلاله في الأحداث التاريخية التي مر بها الحجاز على المستوى السياسي والأدبي والفكري، ثم تناول في سياق ذلك رواد الحجاز، من الأدباء المفكرين، من أمثال: محمد سرور الصبان، وأحمد إبراهيم الغزاوي، ومحمد حسن عواد، وأحمد صالح قنديل، وحسن عبدالله القرشي.
وينتقل الابن الدكتور عادل خميس من بعد ذلك إلى الفصل الأول، والذي وسمه بـ»الأسطورة في قبعة الحقيقة»، مشيرًا إلى أن الغموض يكتنف جزءاً كبيرًا من حياة الرائد حمزة شحاتة، مرجعًا السبب في هذا الغموض إلى شحاتة نفسه، برفضه الإفصاح عن تفاصيل حياته، أو البوح بها لأحد. ويعرض الفصل لمنعرجات في حياته وما تبع هذه المحطات من إنتاج أدبي. ويتجه المؤلف إلى تقسيم نتاج حمزة إلى ثلاثة أقسام بالنظر إلى مرحلتين من حياته، عرض لهما المؤلف.
أما الفصل الثاني فيأتي تحت عنوان «الشحاتية.. عتبات التكوين»، وفيه تناول المؤلف العديد من الموضوعات فيما يتعلق بإنتاج شحاتة، وذلك من خلال أربعة مباحث تناولت تباعًا «الشحاتية: مركزية الاختلاف»، و»ديناميكية السياق»، و»تعددية الروافد»، و»غربة الهامش».
ويأتي الفصل الثالث متناولاً «تضاريس الأدبية الشحاتية»، لافتًا إلى أنه ورغم غياب المفاهيم الدينية في أدب شحاتة، وبخاصة شعره، إلا أن الحس الإيماني ينتشر في أدبه بوضوح، ويتجسد ذلك في العديد من الإشارات المبثوثة في قصائده ونتاجه النثري، على نحو ما نجده في كتابه «رفات عقل».، ويشتمل هذا الفصل على عناوين أخرى مثل «هاجس الوطن وشيخوخة الحدود»، و»سلطة الكلمة.. شوكة الضمير»، و»الناقد شحاتة: بين الأدب والمجتمع»، و»ربة الشعر شيطانة»، وكلها عناوين أثراها المؤلف بالبحث العميق والرؤية المشرقة، على نحو ما جاء في الفصل الرابع «هكذا تكلم شحاتة»، بما تناوله من التأمل في حضرة الأسئلة، والفلسفة عتمة الأجوبة، والقديسة صوفيا، والموت ضحكًا. ثم الفصل الأخير الذي تناول فيه المؤلف «خصائص التشكيل الفني للشعرية الشحاتية»، واستعرض فيه الابن عادل المعجم الشحاتي: شعرية العادي، وحبائل الأسلوب ولعبة الصور، وغواية الموسيقى، وموسم الهجرة إلى الجمال.
وما دمنا سعينا إلى الكشف عن شيء من مواهب الدارس وقدراته العلمية والأدبية؛ فإنه يمكن القول إن جيل ما بعد الحداثة من نقّاد القصيدة العربية، شمل العديد من أولئك النقدة والدارسين من أمثال الناقد حسين بافقيه، الذي سطع نجمه مبكّرًا، وآخرين من أمثال: محمّد الدبيسي، وعبدالله سالم الرشيد، ومحمّد الصفراني، ومحمّد العبّاس، ومحمّد الحبيبي، وسواهم.
كعادته في البحث عن المشورة الصادقة من أساتذته؛ فاجأني الابن عادل بالقول: سوف أسجل دراستي العليا عن الفلسفة في شعر شحاتة. فصمتُّ، ثم قلت له مخاطبًا: لعلّه يكون من الأفضل أن تدرس شحاتة كشخصية متكاملة. إلا أنني في داخلي كنت أشعر بالشفقة على الابن عادل؛ وذلك لمعرفتي بالظروف الصعبة التي أحاطت بشخصية شحاتة، وانعكس ذلك على كثير من إنتاجه الشعري والنثري. وقد يصعب على الدارس أن يخرج ذلك الإنتاج، الذي ظل بعيدًا في الخفاء لمدة تزيد على نصف قرن من الزمن؛ ولكن عادل استطاع أن يخرج دراسته عن شحاتة، والتي وصفها المثقف إياد مدني بأنها «الأفضل بين الدراسات الأخرى». ويضاف إلى ذلك توفّره على العديد من الأدوات النقدية، والتي برزت عند تناوله أو تشريحه للنصوص الإبداعية، وقدرته على البحث عن مكامن الجمال فيها. ويزخر إنتاج شحاتة الشعري بهذه النماذج الشعرية الرفيعة، والتي جعلت منه شاعرًا كبيرًا، ومتميّزًا ليس على المستوى المحلّي؛ بل تجاوزت به قدراته ليضحي أحد رموز الشعر العربي في العصر الحديث، وأنه ليجمع في شخصيته بين الإبداع والنقد على حدٍّ سواء..
إن هذه الإشارات التي أتيت عليها أخذها الباحث المُجدُّ الابن عادل في دراسته، التي أصدرها في كتاب حمل عنوان «جدلية الوجود والعدم.. مقاربة أدبية فلسفية لأعمال حمزة شحاتة»، الصادر عن النادي الأدبي الثقافي بجدة، حيث يتألف الكتاب من خمسة فصول، مسبوقة بتقديم، خطّه المؤلف بقلمه، أشار في بدايته إلى أن الكتاب في أصله بحث نال به درجة الماجستير، مرجعًا سبب تأجيله نشر الكتاب إلى عدم رضاه عن الفصل الأخير المتعلق بالدراسة الفنية لشعر ونثر الأستاذ حمزة شحاتة، معيدًا الفضل في توجيهه نحو دراسة نتاج الأستاذ الرائد شحاتة إلى كاتب هذه السطور، مؤكدًا أن كتاب «الخطيئة والتكفير» للدكتور عبدالله الغذامي مثّل المرجع الرئيس له في دراسته.
تلا هذا التقديم، تمهيد تحت عنوان «الحجاز: بطولة المكان وسطوة التاريخ»، طوّف من خلاله في الأحداث التاريخية التي مر بها الحجاز على المستوى السياسي والأدبي والفكري، ثم تناول في سياق ذلك رواد الحجاز، من الأدباء المفكرين، من أمثال: محمد سرور الصبان، وأحمد إبراهيم الغزاوي، ومحمد حسن عواد، وأحمد صالح قنديل، وحسن عبدالله القرشي.
وينتقل الابن الدكتور عادل خميس من بعد ذلك إلى الفصل الأول، والذي وسمه بـ»الأسطورة في قبعة الحقيقة»، مشيرًا إلى أن الغموض يكتنف جزءاً كبيرًا من حياة الرائد حمزة شحاتة، مرجعًا السبب في هذا الغموض إلى شحاتة نفسه، برفضه الإفصاح عن تفاصيل حياته، أو البوح بها لأحد. ويعرض الفصل لمنعرجات في حياته وما تبع هذه المحطات من إنتاج أدبي. ويتجه المؤلف إلى تقسيم نتاج حمزة إلى ثلاثة أقسام بالنظر إلى مرحلتين من حياته، عرض لهما المؤلف.
أما الفصل الثاني فيأتي تحت عنوان «الشحاتية.. عتبات التكوين»، وفيه تناول المؤلف العديد من الموضوعات فيما يتعلق بإنتاج شحاتة، وذلك من خلال أربعة مباحث تناولت تباعًا «الشحاتية: مركزية الاختلاف»، و»ديناميكية السياق»، و»تعددية الروافد»، و»غربة الهامش».
ويأتي الفصل الثالث متناولاً «تضاريس الأدبية الشحاتية»، لافتًا إلى أنه ورغم غياب المفاهيم الدينية في أدب شحاتة، وبخاصة شعره، إلا أن الحس الإيماني ينتشر في أدبه بوضوح، ويتجسد ذلك في العديد من الإشارات المبثوثة في قصائده ونتاجه النثري، على نحو ما نجده في كتابه «رفات عقل».، ويشتمل هذا الفصل على عناوين أخرى مثل «هاجس الوطن وشيخوخة الحدود»، و»سلطة الكلمة.. شوكة الضمير»، و»الناقد شحاتة: بين الأدب والمجتمع»، و»ربة الشعر شيطانة»، وكلها عناوين أثراها المؤلف بالبحث العميق والرؤية المشرقة، على نحو ما جاء في الفصل الرابع «هكذا تكلم شحاتة»، بما تناوله من التأمل في حضرة الأسئلة، والفلسفة عتمة الأجوبة، والقديسة صوفيا، والموت ضحكًا. ثم الفصل الأخير الذي تناول فيه المؤلف «خصائص التشكيل الفني للشعرية الشحاتية»، واستعرض فيه الابن عادل المعجم الشحاتي: شعرية العادي، وحبائل الأسلوب ولعبة الصور، وغواية الموسيقى، وموسم الهجرة إلى الجمال.