كورونا.. الواقع والمحتمل
تاريخ النشر: 17 مارس 2020 00:41 KSA
تحولت كورونا فجأة من عارض زكام بسيط الى وباء يعم العالم، أقفلت بسببه مدن وبلدان كاملة، توقفت الأعمال ومنع السفر وأخذت الدول تستعد لما هو قادم لا لما هو واقع فحسب، وأخذ الكثيرون ينذروننا بأن من يمرض سوف يموت، على الأرجح، وأعلنت حكومات العديد من الدول حالة الطوارئ، وكمثال قال البريطانيون إنهم ينوون إنزال الجيش الى الشوارع والوقوف عند مداخل المستشفيات والسوبرماركت، وأنهم سيمنعون من جاوز عمرهم السبعين سنة من مغادرة بيوتهم ويعدون الآن لقوانين تتيح للحكومة الاستيلاء على مساحات من الأراضي ينوون تحويلها الى مقابر والسبب الخشية من إصابات محتملة كثيرة.
في الوقت الحاضر، كما يقول الأطباء، يتضاعف عدد المصابين بسبب العدوى كل خمسة أيام، وإذا لم تنجح الاحتياطات اللازمة فإن الإصابات ستتضاعف كل يومين، وكمثال على ذلك إذا كانت الإصابات أول أبريل القادم ألف إصابة فإنها تصبح ألفي إصابة يوم 3 أبريل وأربعة آلاف يوم 5 وثمانية آلاف يوم 7 وهكذا لتصل الى 16 مليون حالة في 27 إبريل. ومن المسلَّم به أن عدد الإصابات حالياً يفوق الألف إصابة وبالتالي ستكون في الأول من أبريل بمضاعفاتها أكثر من ذلك بكثير جداً على مستوى العالم وفي كل الدول، ماعدا أفريقيا التي يبدو أن كورونا تتجنبها حتى الآن ما لم يكن هناك سبب آخر لعدم الحديث عن إصابات هناك.
الصين تتعافى بعد معاناة واضحة، ولكنها لا تزال حذرة في العودة الى حالها العادي. وهي غاضبة جداً من الذين ينسبون كورونا إليها، أكان بتسمية الوباء «كورونا ووهان» أو «كورونا الصين»، وتحولت الى هجوم إعلامي شديد، وصدر عن الحزب الشيوعي الصيني كتيب يصف كيف واجهت الصين أزمة كورونا، وترجمته الى خمس لغات منها العربية بالإضافة الى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية، بل وقام الصينيون باتهام أميركا بأنها وراء نشر الكورونا في الصين، وعندما سئل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي عن رده على هذا الاتهام أجاب بأننا نعرف كيف انتشر الفيروس والصينيون يعرفون أيضاً كيف انتشر. وخلال الأسابيع الماضية قال الأميركيون أن مغردين تقف وراءهم روسيا غرَّدوا أكثر من مليوني تغريدة تدعي وجود مؤامرة (أميركية) وراء انتشار فيروس كورونا.
ليس من الواضح متى سيخرج العالم من تحت مظلة الخوف من الوباء، إلا أن الاقتصاد العالمي لن يتحمل طويلاً الانهيار المالي والاقتصادي الذي يتسبب به الإعلان عن الوباء. ومن غير الممكن الحديث عن وجود مؤامرة أو عدم وجودها. وبينما كانت إشاعة المؤامرة تقوم على أن أميركا تآمرت على الصين بإصابتها بفيروس كورونا، فإن انتشار الفيروس خارج الصين وإصابته المواطنين الأميركيين والاقتصاد الأميركي يجعل قبول إشاعة المؤامرة صعباً جداً، ولن تعود عجلة الاقتصاد الى سابق عهدها إلا بعد الاطمئنان الى أن هذه الآفة، فيروس كورونا، قد أصبحت تحت السيطرة من الناحية الطبية وإلى أن البشر يستطيعون التعايش معها مثلما يتعايشون مع فيروسات أخرى عديدة. ولا أعتقد أن ذلك سيطول كثيراً حيث أن الصين تمكنت من الخروج من هذا الوباء وبداية حركتها الاقتصادية تجعل أميركا أكثر تركيزاً في بحثها عن حلول للأزمة الصحية القائمة وعدم إتاحة الفرصة للقوة الاقتصادية الصينية الضخمة أن تتخطى القوة الاقتصادية الأميركية أسرع مما كان متوقعاً. وبعد الخروج من هذه الأزمة سيتوقف العالم لإعداد كشف حساب بالمكاسب والخسائر نتيجة لما جرى.
في الوقت الحاضر، كما يقول الأطباء، يتضاعف عدد المصابين بسبب العدوى كل خمسة أيام، وإذا لم تنجح الاحتياطات اللازمة فإن الإصابات ستتضاعف كل يومين، وكمثال على ذلك إذا كانت الإصابات أول أبريل القادم ألف إصابة فإنها تصبح ألفي إصابة يوم 3 أبريل وأربعة آلاف يوم 5 وثمانية آلاف يوم 7 وهكذا لتصل الى 16 مليون حالة في 27 إبريل. ومن المسلَّم به أن عدد الإصابات حالياً يفوق الألف إصابة وبالتالي ستكون في الأول من أبريل بمضاعفاتها أكثر من ذلك بكثير جداً على مستوى العالم وفي كل الدول، ماعدا أفريقيا التي يبدو أن كورونا تتجنبها حتى الآن ما لم يكن هناك سبب آخر لعدم الحديث عن إصابات هناك.
الصين تتعافى بعد معاناة واضحة، ولكنها لا تزال حذرة في العودة الى حالها العادي. وهي غاضبة جداً من الذين ينسبون كورونا إليها، أكان بتسمية الوباء «كورونا ووهان» أو «كورونا الصين»، وتحولت الى هجوم إعلامي شديد، وصدر عن الحزب الشيوعي الصيني كتيب يصف كيف واجهت الصين أزمة كورونا، وترجمته الى خمس لغات منها العربية بالإضافة الى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية، بل وقام الصينيون باتهام أميركا بأنها وراء نشر الكورونا في الصين، وعندما سئل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي عن رده على هذا الاتهام أجاب بأننا نعرف كيف انتشر الفيروس والصينيون يعرفون أيضاً كيف انتشر. وخلال الأسابيع الماضية قال الأميركيون أن مغردين تقف وراءهم روسيا غرَّدوا أكثر من مليوني تغريدة تدعي وجود مؤامرة (أميركية) وراء انتشار فيروس كورونا.
ليس من الواضح متى سيخرج العالم من تحت مظلة الخوف من الوباء، إلا أن الاقتصاد العالمي لن يتحمل طويلاً الانهيار المالي والاقتصادي الذي يتسبب به الإعلان عن الوباء. ومن غير الممكن الحديث عن وجود مؤامرة أو عدم وجودها. وبينما كانت إشاعة المؤامرة تقوم على أن أميركا تآمرت على الصين بإصابتها بفيروس كورونا، فإن انتشار الفيروس خارج الصين وإصابته المواطنين الأميركيين والاقتصاد الأميركي يجعل قبول إشاعة المؤامرة صعباً جداً، ولن تعود عجلة الاقتصاد الى سابق عهدها إلا بعد الاطمئنان الى أن هذه الآفة، فيروس كورونا، قد أصبحت تحت السيطرة من الناحية الطبية وإلى أن البشر يستطيعون التعايش معها مثلما يتعايشون مع فيروسات أخرى عديدة. ولا أعتقد أن ذلك سيطول كثيراً حيث أن الصين تمكنت من الخروج من هذا الوباء وبداية حركتها الاقتصادية تجعل أميركا أكثر تركيزاً في بحثها عن حلول للأزمة الصحية القائمة وعدم إتاحة الفرصة للقوة الاقتصادية الصينية الضخمة أن تتخطى القوة الاقتصادية الأميركية أسرع مما كان متوقعاً. وبعد الخروج من هذه الأزمة سيتوقف العالم لإعداد كشف حساب بالمكاسب والخسائر نتيجة لما جرى.