نحن والتعليم عن بعد.. والمدرسة الافتراضية (2)
تاريخ النشر: 29 أبريل 2020 01:04 KSA
تحدثت في المقال السابق عن حكمة قرار معالي وزير التعليم في إنهاء الفصل الدراسي الثاني لعام 1441هـ بنقل جميع الطلاب والطالبات للصفوف الدراسية التي تلي صفوفهم الحالية لكافة المراحل التعليمية. كما تحدثت عن بعض المشكلات في تطبيق (التعليم عن بعد) والذي ظهر عبر عقد من الزمان مع أربعة وزراء سابقين ؛ لأنه لم يكن لدينا تدريب وتجربة في المجال. وفي تصريح سابق لمعالي وزير التعليم الأسبق د. أحمد العيسى (حسب صحيفة مكة 29/3/2017م) أكد: «أن الوزارة ستتوقف عن طباعة الكتب التعليمية بحلول 2020م وإجراءها مفاوضات مع شركة متخصصة لإنشاء مصنع أجهزة لوحية لطلابها كخطوة رئيسية في الانتقال للتعليم الرقمي وتطوير البنى التحتية فيما يتعلق بشقي التجهيزات التقنية وسرعة الانترنت. وهناك تعاون وثيق مع شركة الاتصالات..»، ولكن السؤال أين هذا المشروع خاصة وأن ميزانيته (1,6 مليار ريال)؟!. إن التحديات التي تواجه التعليم عن بعد لدينا تتمثل في: تطوير البنى التحتية للمدارس وكان يفترض أن الخطط التي أشار إليها معالي د. أحمد العيسى عام 2017م أن يكون من ضمنها توفير جهاز لوحي لكل طالب، وتخصيص يوم في الأسبوع للتدريب والتعلم عن بعد لكافة مدارس التعليم العام وتقييم التجربة؛ فيتعرف الطالب على طريقة التسجيل في المدرسة الافتراضية وكيفية أداء الواجبات ثم إعادة إرسالها للمعلم، والتعرف على أساليب التقويم والاختبارات التحصيلية، ومنها الموضوعية الالكترونية، وتعزيز أمانة وثقة الطالب بنفسه. بل متابعة مدى جديته في التعلم، واحترام الوقت، وأن يمسك بكراسته ويدون أهم المفاهيم، والبحث عن المعلومة عن طريق التعلم الذاتي. كما أن للإدارة المدرسية والإشراف التربوي دورهما في متابعة ما يقدمه المعلم في حصته الافتراضية، فأساليب وطرق التدريس القائمة على التوضيحات السمعية والبصرية والمرفقات الالكترونية للدرس مهمة جداً في توصيل المعلومة وجذب الانتباه وإشراك الحواس. وحقيقة فهناك خطوة تشكر عليها الادارة العامة للتعليم بمحافظة جدة وهي إطلاقها (جائزة للمعلمين المتميزين في التعليم عن بعد) وذلك لنشر ثقافة التميز في إعداد الدروس الالكترونية، وتقديم أفضل التطبيقات في المجال وتحفيز المعلمين والمعلمات على الممارسات التعليمية المتميزة. لا بد أن تكون هناك معايير للفصل الافتراضي تتمثل في التواصل الفعال فهناك عناصر مهمة للاتصال وهي: (المرسل -المستقبل -الرسالة - والقناة) ، وإن أي خلل في هذه العناصر يؤدي إلى عدم وصول الرسالة والتي يفترض أن تسير في ارتدادات دائرية عكسية بحيث يصبح المرسل مستقبلاً والعكس. كما أن الرسالة إذا لم تكن واضحة وشابها شيء من الغموض فلن تصل إلى المستقبل، وكذلك القناة إذا حدث بها أي تشويش أو انقطاع فسيؤثر ذلك على وصول الرسالة.. وإذا أردنا تطبيق ذلك في التعلم عن بعد فنحتاج إلى كثير من التدريب العملي وممارسته في الميدان لتفعيل العملية التعليمية كاملة من حيث التدريس، والواجبات، والاختبارات.. بل كيف نعلم أساليب التفكير الإبداعي والناقد لدى الطلاب. إن تجربة الجامعات السعودية في التعليم عن بعد أفضل بكثير عن تجربة التعليم العام لممارسته سابقاً في فصول افتراضية لمواجهة أزمة الفصول في الجامعات وتكدس الطلاب والطالبات.. أخيراً لابد أن ندعم مطالب مجلس الشورى في جلسته بتاريخ 22 /8/ 1441هـ التي تؤكد على تعزيز منظومة التعليم الإلكتروني المستقبلية لمواجهة أي طارئ، وتقديم تعليم إلكتروني بطريقة مميزة لفئة ذوي الإعاقة ، وتوفر إستراتيجية لضبط جودة المنتجات الإلكترونية. كل ذلك ربما يشمل ما وعد به معالي وزير التعليم مؤخراً بـ: «إن التعليم عن بعد سيكون خياراً إستراتيجياً للمستقبل وليس مجرد بديل». فهل نضبط ساعاتنا لنحسب كم نحتاج من الزمن لتوفر هذا الخيار الإستراتيجي؟!.