هل نستعيد آثارنا المنهوبة؟!

سوف أعتمد في كتابة مقالي اليوم على المراجع التاريخية لأنه يدور حول نتائج استعمار العثمانيين للأراضي المقدسة وقيامهم بنهب أهم وأغلى الآثار من الحرمين الشريفين.

وكما يقول التاريخ كانت الحجاز تابعة للمماليك وحينما علم شريف مكة «بركات بن محمد» بمقتل السلطان المملوكي «قانصوه الغوري» ونائبه «طومان باي» أسرع إلى تقديم آيات الولاء والطاعة الى السلطان العثماني «سليم الأول» وأهداه بعض الآثار النبوية في مكة والمدينة، فعينه أميرًا على مكة والحجاز، ومنحه صلاحيات واسعة مكافأة له على هذه الخدمة التاريخية لصالح الدولة العثمانية.


وفي عام 1915م أصدرت الدولة العثمانية مرسومًا بتعيين «فخري باشا» واليًا على الحجاز بحجة حماية الحرمين الشريفين من العدوان لشعورها بقرب نهاية استعمارها للحجاز.

فوصل «فخري باشا» إلى المدينة عام 1916م وحكمها حتى عام 1919م وقبل مغادرته المدينة اقتحم جنوده البيوت الآمنة وكسروا أبوابها، وفرقوا أسرها، وخطفوا منها دون رحمة النساء والأطفال، وجمعوهم في عربات قطار الحجاز المغادر إلى تركيا عن طريق الأردن وسوريا، ورموا في الطريق بعض العمال في الأردن وسوريا، وأخذوا معهم إلى تركيا العمال المهرة في البناء والمهن اليدوية لكي يسخروهم لخدمة أهداف الدولة العثمانية..


ولم تقتصر تلك الرحلة المسماة (سفر برلك) على خطف أهم أفراد الثروة البشرية من المدينة إلى تركيا، بل شملت الرحلة آثارًا تاريخية ثمينة، وضعت فيما بعد في متحف (توب كابي) في اسطنبول تتفاخر تركيا بتلك الآثار المسروقة التي لم تنجح المحاولات لاستعادتها حتى اليوم، ومن أهم المسروقات:

* نسخة من القرآن الكريم مكتوبة على جلد الغزال في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

* خمس مخطوطات قديمة للقرآن الكريم.

* خمسة أغلفة نادرة للقرآن مطلية بالذهب ومزينة بالأحجار الكريمة.

* لوحة تحمل اسم النبي صلى الله عليه وسلم مزينة بإطار فضي ومخمل أخضر مرصعة بأحجار من الألماس واللؤلؤ.

* لوحة ذهبية للشهادتين محاطة بالألماس.

* سبع مسابح من المرجان والأحجار الكريمة النادرة.

* كرسيان لوضع المصحف عليهما أثناء القراءة، وهما مزيَّنان بنقوش فضية جميلة.

* ثلاثة سيوف تاريخية من زمن النبوة والخلفاء الراشدين.

* مخطوطات نادرة مسروقة من المكتبة المحمودية.

بالإضافة إلى عدد من الآثار المنهوبة من الحجرة النبوية، وجميعها معروضة حاليًا في متاحف تركيا.

وقد حان الوقت لاسترجاعها بالوسائل القانونية العالمية.

وهو الأمر الذي يدعوني إلى طرح الفكرة على أنظار سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود فلعله يأمر هيئة المتاحف في وزارة الثقافة باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لاستعادة آثارنا التي استولى عليها العثمانيون وتم عرضها في متاحفهم خلال السنوات الماضية، وذلك باعداد ملف دقيق عن هذه القضية لتقديمه لليونيسكو أو لأي جهة أخرى مختصة في الأمم المتحدة.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح