«كورونا» والتغيير.. في كلام «القنبر» المثير!

كَثيرٌ مِن النَّاس قَرأ فَايروس «كورونا»، قِرَاءَة سَلبيَّة، ولَكن هُنَاك مَن بَدَأَ يَقرَأ فِي ظهُوره، مَلَامِح التَّغيير فِي وَاجهةِ المُستَقبَل.. ولَا عَجَب فِي ذَلك، لأنَّ المَصَائِب -فِي الغَالب- تُولِّد الحلُول العَبقريَّة، وفِي ذَلك يَقول شَيخُنَا «نابليون بونابرت»: (المُصيبَة هِي القَابِلَة القَانُونيَّة التي تُولِّد العَبقريَّة)..!

مِن هَذا المُنطَلَق، أنشُر رِسَالَة وَصلَتنِي مِن أَخي، بَل أُستَاذي، «عبدالوافي القنبر»، هَذا الرَّجُل الذي تَمرَّس فِي أَرَامكُو، حَتَّى أَصبَح مُديراً كَبيراً فِيهَا، وبَعدهَا أُتيحَت لِي الفُرصَة أَنْ أَتعرَّف عَليه؛ فِي سَفرةٍ مِن سَفرَاتي، وقَد وَجدتُ فِيهِ ذَلِك الرَّجُل الحَكيم؛ المُستوعِب، الذي يَنظُر إلَى الأمُور مِن كَافَّة الزَّوَايَا..


لقَد أَرسَل لِي هَذه الرِّسَالَة، ففَرحتُ بِهَا، واستَأذَنتُه فِي نَشرهَا، حَتَّى تَعُمّ الفَائِدَة عَلَى الجَميع، ويَلتقطهَا مَن يَبحَثُون عَن دِرَاسَات المُستقبَل، وهَا أَنَا أَنشُر الرِّسَالَة دُون تَبديل أَو تَغيير، أَو تَدخُّل مِنِّي:

(أَثَارت نَاصية «العرفج» الأَخيرَة لَديَّ؛ تَسَاؤلات كَثيرة، حَول حَجم التَّغيير الذي فَرضَته مَرحلة «الكُورونَا»؛ عَلَى الكَثير مِن المُسلَّمَات الاقتصَاديَّة والاجتمَاعيَّة..


فبالرَّغم مِن قَسريِّته ورَاديكاليِّته، أَجد الكَثير مِن الإيجَابيَّة فِي التَّغيُّرات النَّاتِجَة، عَن سلُوك المُجتَمَع الاستهلَاكِي والاجتمَاعِي، خِلَال مَرحلة «كُورونَا» الحَالية..!

لِذَا، فإنَّها فُرصَة ذَهبيَّة لَا تَتكرَّر؛ فِي تَكريس الكَثير مِن جَوَانِب هَذه التَّغيُّرات القَسرية الرَّاديكاليَّة، مِن أَجلِ حيَاةٍ أَفضَل وأَكمَل وأَعدَل، كَمَا تَقول نَاصية «العرفج»؛ المُشرِقَة والمُشرِّفَة..

لقَد أَثبَتَت الإجرَاءَات الاحترَازيَّة -التي فَرضتهَا الدَّولَة مَشكُورَة، مِن أَجل احتوَاء انتشَار وَبَاء «كُورونَا»- قُدرة الشَّعب السّعودِي عَلَي التَّكيُّف -وبإيجَابيَّة- مَع طَريقة حيَاة جَديدة، بسلُوكيَّاتهَا الاجتمَاعيَّة والاستهلاكيَّة..

فمِن أَبسَط الأمُور والأَمثِلَة: تَجربة «الحِلَاقَة فِي البَيت»، وتَقبُّل عَدم وجُود صَالونَات للحِلَاقَة.. وكَذلِك انحسَار سَاعَات عَمَل النَّشَاطَات الاقتصَاديَّة المُختَلِفَة.. حَيثُ أَجِد تَقبُّلا وتَكيِّفًا إيجَابيًّا؛ مِن مُختَلف الشَّرَائِح الاجتمَاعيَّة..

لقَد أَثبَتَت هَذه المَرحلَة، صَلَابة «جبل طويق»، فِي شَخصيّة الفَرد السّعُودي، وسَمَاكة جِلده. لِذَا، فإنَّها فُرصَة ذَهبيَّة للاستمرَار؛ فِي قَصْر سَاعَات عَمَل الأَنشِطَة الاقتصَاديَّة المُختَلِفَة؛ مِن ٨ إلَى ١٠ سَاعَات يَوميًّا، مِثل سَاعَات المنع الجُزئِي..!

مِثل هَذا التَّوقيت، يُفقِد المُقيم أَهم مِيزَة تَنَافُسيَّة مَع المُوَاطِن السّعُودي، فِي إشغَال وَظَائِف قِطَاعَات التَّجزِئَة المُختَلِفَة. وبهَذا تَتوطَّن الكَثير مِن النَّشَاطَات، التي تُوفِّر وَظَائِف ذَات دَخلٍ كَريم، بشَكلٍ تِلقَائي وسَلِس..

أَيضًا، أَثبَتَت المَرحَلَة، عَدم حَاجة النَّاس إلَى صَالُونَات الحِلَاقَة، وبقَالَات الأَحيَاء المُتنَاثِرَة، وبُوفيهَات الطُّرق المُتدنِّيةِ الجَودَة، وبُوتيكَات المَلَابِس المُقلَّدة، والتي يَتمتَّع بمَداخيلهَا المُقيم فَقط، وتُتيح الفُرصَة لعِصَابَات البَضَائِع المَغشُوشَة، المُتمثِّلة فِي بَعض المُقيمين، لتَمرير مُنتجَاتهَا، والإضرَار بالبَلد صحيًّا واقتصَاديًّا..!

أَخيرًا، إنَّها فُرصَة ذَهبيَّة وعَظيمَة؛ لتَقبُّل الرَّاديكاليَّة فِي التَّغيير، مِن أَجلِ حيَاةٍ أَكمَل وأَعدَل).. (انتهت)!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، هَذا كَلام صَديقنَا الوَاعي؛ والقَارئ المُنتِج «عبدالوافي القنبر»، يَطرح لَكُم بَعض مَرئيِّاته حَول العَالَم مَا بَعد «كُورونَا»، فمَاذَا أَنتُم قَائِلُون، ومَاذَا أَنتُم فَاعِلُون..؟.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!