التجربة.. للدكتور عبدالعزيز خوجة
تاريخ النشر: 25 يونيو 2020 00:22 KSA
قرأت كتاب (التجربة) لمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة الرجل الخلوق، فوجدته كتابًا مختلفًا عن كثير من كتب السيرة الذاتية خاليًا من الادعاءات والأكاذيب التي تهدف إلى تفخيم الذات وتجميل صورة كاتبها.
حينما قررت الكتابة عن الكتاب رأيت أن أمزج سيرة معاليه بذكرياتي معه التي بدأت بعد تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية بمدة قصيرة حينما زار مكاتب جريدة عكاظ ومجلة (حسن) بصحبة معالي وزير الإعلام آنذاك معالي الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- وكان في استقبالهما مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الأستاذ علي شبكشي ورئيس تحرير جريدة عكاظ الأستاذ رضا لاري -رحمهما الله-، وكاتب هذه السطور رئيس تحرير مجلة (حسن).. وكان الهدف من تلك الزيارة الاطلاع على أحوال احدى المؤسسات الصحفية لدعم المسيرة الإعلامية ورجالها.
بقراءة كتاب (التجربة) لمعاليه وجدت بعض الملامح المميزة التي ينفرد بها، أختار لكم بعضها:
* أنه خجول وحليم، لكنه طبق المثل الذي يقول «اتق شر الحليم إذا غضب» مرة واحدة في صباه حينما سلمته أمه -رحمها الله- النقود والزنبيل لشراء بعض اللوازم، فما أن خرج من المنزل الى الشارع حتى أحاط به سبعة من أولاد الحارة الغلاظ ليسخروا منه ويحاولوا الاعتداء عليه، ولجمال هذه الحكاية أرويها للقارئ كما جاءت بقلم معاليه:
«عدت مسرعًا إلى أمي، وأبلغتها بما حدث، فصاحت بي:
يعني أيش أسوي لك؟ انت مو رجال، يعني تبغاني أرسل واحدة من البنات؟ ولا تبغانا نموت من الجوع؟
صحت: أخاف يموتوني!
فردت: وإذا موتوك ايش يعني كلنا حنموت، أنزل هيا قبل ما أموتك أنا!!
وجدت نفسي بين نارين: نار أمي ونار عصابة الأولاد التي تنتظرني، وقدرت أن العصابة أرحم، وبلا وعي وجدت نفسي أحمل سيخًا من أسياخ المبشور كسيف، وأخرج هائجًا، لأضرب أول ولد أمامي على رأسه، والثاني على ظهره.
شج رأس الولد الأول وفز الدم منه، فخاف وخافوا، وهربوا جميعًا من هذا الولد المجنون، وأنا أعدوا خلفهم، وقد جن جنوني فعلا.. لم أكن أفعل ذلك عن شجاعة بل عن خوف شديد، لم أجد مفرًا من المأزق غير أن أفعل ما تفعله القطة الصغيرة المحاصرة، فالهجوم خير وسيلة للدفاع..
عدت الى منزلي، وقد ذهب الخوف عني، وأخذت الزنبيل، ومضيت إلى الدكان لأشتري احتياجات البيت رافعًا رأسي معتزًا بهيبتي المكتسبة، وعندما عدت وجدت آباء الأولاد ووجهاء الحارة مجتمعين، وأمي تخاطبهم من وراء الباب: (لو أولادكم ما تعرضوا لابني ما جاهم شر، وبعدين عيب عليكم، عيالكم كبار وسبعة، وولدي واحد وصغير، واحنا ضيوف عندكم في الحارة).
لم تحاسبني أمي ولم تعاقبني، أما أنا فقد اكتسبت منذ ذلك اليوم ثقة بالنفس بحيث أقابل المشكلات وجهًا لوجه، لا أختبئ عنها، ولا أؤجل حلها».
تلك بداية قراءتي لكتابة (التجربة) وسوف تستمر.
حينما قررت الكتابة عن الكتاب رأيت أن أمزج سيرة معاليه بذكرياتي معه التي بدأت بعد تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية بمدة قصيرة حينما زار مكاتب جريدة عكاظ ومجلة (حسن) بصحبة معالي وزير الإعلام آنذاك معالي الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- وكان في استقبالهما مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الأستاذ علي شبكشي ورئيس تحرير جريدة عكاظ الأستاذ رضا لاري -رحمهما الله-، وكاتب هذه السطور رئيس تحرير مجلة (حسن).. وكان الهدف من تلك الزيارة الاطلاع على أحوال احدى المؤسسات الصحفية لدعم المسيرة الإعلامية ورجالها.
بقراءة كتاب (التجربة) لمعاليه وجدت بعض الملامح المميزة التي ينفرد بها، أختار لكم بعضها:
* أنه خجول وحليم، لكنه طبق المثل الذي يقول «اتق شر الحليم إذا غضب» مرة واحدة في صباه حينما سلمته أمه -رحمها الله- النقود والزنبيل لشراء بعض اللوازم، فما أن خرج من المنزل الى الشارع حتى أحاط به سبعة من أولاد الحارة الغلاظ ليسخروا منه ويحاولوا الاعتداء عليه، ولجمال هذه الحكاية أرويها للقارئ كما جاءت بقلم معاليه:
«عدت مسرعًا إلى أمي، وأبلغتها بما حدث، فصاحت بي:
يعني أيش أسوي لك؟ انت مو رجال، يعني تبغاني أرسل واحدة من البنات؟ ولا تبغانا نموت من الجوع؟
صحت: أخاف يموتوني!
فردت: وإذا موتوك ايش يعني كلنا حنموت، أنزل هيا قبل ما أموتك أنا!!
وجدت نفسي بين نارين: نار أمي ونار عصابة الأولاد التي تنتظرني، وقدرت أن العصابة أرحم، وبلا وعي وجدت نفسي أحمل سيخًا من أسياخ المبشور كسيف، وأخرج هائجًا، لأضرب أول ولد أمامي على رأسه، والثاني على ظهره.
شج رأس الولد الأول وفز الدم منه، فخاف وخافوا، وهربوا جميعًا من هذا الولد المجنون، وأنا أعدوا خلفهم، وقد جن جنوني فعلا.. لم أكن أفعل ذلك عن شجاعة بل عن خوف شديد، لم أجد مفرًا من المأزق غير أن أفعل ما تفعله القطة الصغيرة المحاصرة، فالهجوم خير وسيلة للدفاع..
عدت الى منزلي، وقد ذهب الخوف عني، وأخذت الزنبيل، ومضيت إلى الدكان لأشتري احتياجات البيت رافعًا رأسي معتزًا بهيبتي المكتسبة، وعندما عدت وجدت آباء الأولاد ووجهاء الحارة مجتمعين، وأمي تخاطبهم من وراء الباب: (لو أولادكم ما تعرضوا لابني ما جاهم شر، وبعدين عيب عليكم، عيالكم كبار وسبعة، وولدي واحد وصغير، واحنا ضيوف عندكم في الحارة).
لم تحاسبني أمي ولم تعاقبني، أما أنا فقد اكتسبت منذ ذلك اليوم ثقة بالنفس بحيث أقابل المشكلات وجهًا لوجه، لا أختبئ عنها، ولا أؤجل حلها».
تلك بداية قراءتي لكتابة (التجربة) وسوف تستمر.