خطباءنا.. أين أنتم من التوجيه النبوي؟
تاريخ النشر: 07 يوليو 2020 01:06 KSA
يثار بين الحين والآخر نقاشات تتناول قضية ابتعاد بعض موضوعات خطب الجمعة عن إثارة اهتمام مئات آلاف المصلين الذين يحضرون مبكراً لأداء الصلاة والاستماع إلى الخطبة، بما فيها بعض خطب الحرمين الشريفين.
إلّا أن الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي ضرب مثلاً رائعاً في خطبته التي ألقاها في الخامس من ذي القعدة الجاري، حيث أغلقتْ أبواب الحرم عند التاسعة والنصف صباحاً بسبب امتلاء الأماكن المخصصة للمصلين في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة حالياً والتي تقتضي فرض التباعد الجسدي بينهم حفاظاً على سلامتهم، فاستغرقت الخطبة والصلاة خمس عشرة دقيقة، وأحسب أنه استشعر وجود المصلين خارج المسجد تحت وطأة حرارة الشمس.
اللافت أنني لم ألحظ في الخطبة أي تكلف أو حرص على السجع والتنميق اللفظي.. كما يفعل بعض الخطباء.
وبينما يتردد بين البعض أن خطب الحرمين تُنقل إلى كافة أنحاء العالم ويشاهدها المسلمون هناك، فقد فات هؤلاء أن فارق التوقيت مع العالم يجعل الأمر خلاف ما يعتقدون، فضلاً عن أن من حضروا إلى الحرمين أعدادهم غفيرة وهم بالفعل المستهدفون من خطبة الجمعة قبل غيرهم في الظروف الاعتيادية..
إن ما ينبغي الالتفات إليه في خطب الجمعة هو عدم انفصالها عن واقع المسلمين، فالخطبة لا بد أن تلامس جوانب من حياتهم اليومية وتناقش همومهم وما أُشكل عليهم من أمور دينهم ودنياهم.. كما ينبغي أن تكون من مظان الاسترشاد التي توجِّه سلوكهم، نائيةً عن التجييش، بل لا بد أن تقدِّم ما يتوق المستمعون إليه، لتستنبت في نفوسهم كل المعاني الجليلة المستوحاة من فقه الواقع وفقه العبادات والمعاملات والفقه المقاصدي.. مع مراعاة مخاطبة الناس على قدر أفهامهم.. ومقتضى أحوالهم والسير بهم نحو الصلاح خطوة خطوة.
ومن الأهمية بمكان النأي بها عن الخطاب السردي التقليدي بل أن يحرص الخطيب على تحقيق تطلعات المستمعين بعيداً عن التكلف في الإلقاء وسكب المفردات في قوالب سجعية تجعل السامع كالمُنبتِّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!!.
إن صعوبة اختيار موضوع الخطبة يرجع في كثير من الأحيان إلى عدم وضوح هدفها العام، فيلجأ بعض الخطباء إلى إقصاء الوحدة الموضوعية، مشتتين أذهان المستمعين بموضوعات متشرذمة ليس بينها قاسمٌ إلا الإطالة والإسهاب.
وهو الأمر الذي يتعين معه ضرورة انتقاء الخطباء ممن يملكون المهارات التأثيرية والأدوات الخطابية الفاعلة التي يلامسون بها جوهر الأهداف المتوخاة من خطبهم.
أما تقليدية الخطيب وضعف مستواه العلمي وبُعده عن واقع المجتمع وعدم مراعاه تباين أفهام المصلين.. فهي من الأسباب التي تحدُّ من فاعلية الخطبة بما يسهم في تخريج جيل غير محصّن لمواجهة التحديات التي تجتاح واقعه.
ولعل الخطباء يستنبطون الأسس الصحيحة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.. والتي كانت نبراساً يستضاء بهديه في كيفية تقديم الخطبة ومراعاة مقتضى الحال وتلبية احتياجات الفرد والمجتمع..
ولعلهم يراعون أيضاً البعد عن كل ما يشتت أذهان المصلين خاصة في المسائل الخلافية وأن ينأوا بأنفسهم عن الخوض في ما لا طائل من ورائه.
إلّا أن الشيخ حسين آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي ضرب مثلاً رائعاً في خطبته التي ألقاها في الخامس من ذي القعدة الجاري، حيث أغلقتْ أبواب الحرم عند التاسعة والنصف صباحاً بسبب امتلاء الأماكن المخصصة للمصلين في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة حالياً والتي تقتضي فرض التباعد الجسدي بينهم حفاظاً على سلامتهم، فاستغرقت الخطبة والصلاة خمس عشرة دقيقة، وأحسب أنه استشعر وجود المصلين خارج المسجد تحت وطأة حرارة الشمس.
اللافت أنني لم ألحظ في الخطبة أي تكلف أو حرص على السجع والتنميق اللفظي.. كما يفعل بعض الخطباء.
وبينما يتردد بين البعض أن خطب الحرمين تُنقل إلى كافة أنحاء العالم ويشاهدها المسلمون هناك، فقد فات هؤلاء أن فارق التوقيت مع العالم يجعل الأمر خلاف ما يعتقدون، فضلاً عن أن من حضروا إلى الحرمين أعدادهم غفيرة وهم بالفعل المستهدفون من خطبة الجمعة قبل غيرهم في الظروف الاعتيادية..
إن ما ينبغي الالتفات إليه في خطب الجمعة هو عدم انفصالها عن واقع المسلمين، فالخطبة لا بد أن تلامس جوانب من حياتهم اليومية وتناقش همومهم وما أُشكل عليهم من أمور دينهم ودنياهم.. كما ينبغي أن تكون من مظان الاسترشاد التي توجِّه سلوكهم، نائيةً عن التجييش، بل لا بد أن تقدِّم ما يتوق المستمعون إليه، لتستنبت في نفوسهم كل المعاني الجليلة المستوحاة من فقه الواقع وفقه العبادات والمعاملات والفقه المقاصدي.. مع مراعاة مخاطبة الناس على قدر أفهامهم.. ومقتضى أحوالهم والسير بهم نحو الصلاح خطوة خطوة.
ومن الأهمية بمكان النأي بها عن الخطاب السردي التقليدي بل أن يحرص الخطيب على تحقيق تطلعات المستمعين بعيداً عن التكلف في الإلقاء وسكب المفردات في قوالب سجعية تجعل السامع كالمُنبتِّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!!.
إن صعوبة اختيار موضوع الخطبة يرجع في كثير من الأحيان إلى عدم وضوح هدفها العام، فيلجأ بعض الخطباء إلى إقصاء الوحدة الموضوعية، مشتتين أذهان المستمعين بموضوعات متشرذمة ليس بينها قاسمٌ إلا الإطالة والإسهاب.
وهو الأمر الذي يتعين معه ضرورة انتقاء الخطباء ممن يملكون المهارات التأثيرية والأدوات الخطابية الفاعلة التي يلامسون بها جوهر الأهداف المتوخاة من خطبهم.
أما تقليدية الخطيب وضعف مستواه العلمي وبُعده عن واقع المجتمع وعدم مراعاه تباين أفهام المصلين.. فهي من الأسباب التي تحدُّ من فاعلية الخطبة بما يسهم في تخريج جيل غير محصّن لمواجهة التحديات التي تجتاح واقعه.
ولعل الخطباء يستنبطون الأسس الصحيحة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.. والتي كانت نبراساً يستضاء بهديه في كيفية تقديم الخطبة ومراعاة مقتضى الحال وتلبية احتياجات الفرد والمجتمع..
ولعلهم يراعون أيضاً البعد عن كل ما يشتت أذهان المصلين خاصة في المسائل الخلافية وأن ينأوا بأنفسهم عن الخوض في ما لا طائل من ورائه.