أصحاب السعادة..!

عندما نبحث عن مفهوم ومعنى السعادة لدينا، نجد الكثير من التعريفات المختلفة لها باختلاف الأشخاص ومدى ارتباطهم بها، وكذلك مدى ونسبة وصولهم إليها، وأيضاً هناك من يرى بأنها سراب لا يمكن الوصول إليه غالباً، كما أن هناك من يرى السعادة في كل أركان ومراحل حياته من منظور شخصي بسيط، ومع كل الاختلافات في تعريف السعادة إلا أنها اتفقت على القناعة الشخصية بمقياس الرضا والإيجابية للتعامل مع الظروف والمراحل المختلفة لكل منا، وأهم شيء بأن بمقدور أي شخص الوصول إليها مهما كانت حالته المعيشية ومهما كانت ظروفه المالية والعملية طالما يرغب بذلك، والحقيقة فإن السعادة توجد لدى الفقراء والأغنياء والصغار والكبار والنساء والرجال وليست حكراً لأي فئة أو أشخاص معينين.

السعادة مثل الإيجابية يتبناها الإنسان ويعمل بها عقلياً وسلوكياً حتى تصبح ملازمة له دائماً، ولكن كيف يمكن أن تتحقق لنا؟ عندما نربط سعادتنا بالراحة أو بالمال أو بالمنصب أو بالشهرة ونسعى طوال حياتنا في دروب الحياة لنبحث عنها لتحقيقها، وسرعان ما نكتشف بأن هذا السعي لن يحقق لنا السعادة الحقيقية التي نبحث عنها لمجرد أننا ربطنا تحقيقها بأشياء مادية حتى عندما وصلنا إليها اكتشفنا بأنها سعادة مؤقتة ولا تدوم طويلاً، ويعترف الكثيرون بذلك وهذا واقعي وملموس.


من خلال البحث حول مفهوم وثقافة السعادة، وُجد أن بعض الناس يرونها حسب طباعهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وحتى مجتمعاتهم، فالبعض يراها في الثروة أو السكن أو الجاه أو المنصب أو حتى في الصحة، وآخرون يرونها في الزوجة أو الأولاد أو العمل أو الدراسة، أو في مساعدة المسكين والفقير، ولكن العجيب عندما تسأل كثيراً من هؤلاء: هل أنت سعيد حقًّا وصدقًا؟ تكون الإجابة بالنفي!.

محفزات السعادة موجودة لدى الجميع ولكن قلة يستطيعون إدراكها والوصول إليها دائماً ذلك لأنهم جرَّدوها من أي ارتباط سوى الرضا فيما يحققون من إنجازات وأهداف وتعاملوا بالسعادة كوسيلة لإكمال حياتهم مهما اختلفت الظروف، والعيش بمستويات عالية من السعادة والإحساس بالعاطفة والإيجابية الكامنة لديهم دون أي مساعدة خارجية.


أصحاب السعادة موجودون حتى وإن كانوا قلة، فإن تأثيرهم سوف يتزايد ويشمل جميع من حولهم وسوف تتسع الدائرة لتحتوي العديد من الأشخاص الذين فشلوا في الوصول للسعادة وإعادة تعريف مفهومها لهم وفك أي ارتباطات مؤقتة لها. وصدقاً فأن السعادة بين أيدينا وسهلة الوصول ولكن علينا أن نكتشف ذلك بأنفسنا سريعاً قبل فوات الأوان، ونورثها لأبنائنا لينعموا بحياتهم القادمة وهذه مهمتنا.

أخبار ذات صلة

الذين أسهموا في وفاة أولئك الحجَّاج!!
لنا الحجُّ وعليهم الدَّجُّ..!!
شاي أم قهوة؟!
قراءات
;
83% من المُتوفين «حجاج بلا تصريح».. من المسؤول؟!
موسم حج استثنائي وشفافية عالية بمعايير عالمية
التقويم عمل بشري وليس كتابًا سماويًا (1)
المتورِّطون بوفاة الحجَّاج!!
;
نجاح صحي وأمني لحج هذا العام
(ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ)
نجاح الحج رغم أنف الحاقدين
ومضات على رحلة الحاج.. ‏من الفكرة إلى الذكرى (3)
;
أغرب العادات حول العالم
وصفة طالب متفوق!
لسلامة الجميع.. لا حج بلا تصريح
إزعاج!!