بين صحة «التعليم» وتعليمات«الصحة»

الصحة خرجت علينا بالكرت ولسان حالها: «سنمدد التعليم عن بعد اذا...» والتعليم خرج علينا بالكرت ولسان حاله: «سنلغي التعليم عن بعد اذا...»، كلاهما سلاحه التعليم عن بعد.. لا أحد يشك أبداً أن التعليم بوضعه في زاوية «التعليم عن بعد» بأكمله صغاره وكباره من الابتدائية الى المرحلة الجامعية (يعني الباكج كله) بأنه يجعلنا في ورطة وفِي تدافع بين البيت والمدرسة والشباب والجامعة، وفي نقل مهمة التكليف والمتابعة والأداء في كثير من نواحيها من المدرسة لتكون في البيت ومن المعلمين والمعلمات الى أولياء الأمور، وهات يا تناحر وشدة حيل ولهيب أعصاب في البيوت، هذا في حالة من يحرص على مستوى تعليم أبنائه وبناته، أما من هو معطيها ظهره فقد جاءت على طبطابه وتوفرت له أمور كثيرة من أهمها عدم قومة الصباح الباكر وطلب التوصيل للمدرسة وزحمة الشوارع وحل الواجبات ومصروف المدرسة، وفي كلتا الحالتين هناك فاقد في التعليم يقابله نسبة من إحراز البعد من الوقوع في شبكة الفيروس الكوروني الكوفيدي ١٩، وهذا متوقع لكن لو تصورنا العكس أن التعليم عاد الى الفصول الدراسية والحضور وكل شيء كما كان عليه وتم تفعيل العلم والتعلم والنشاط والحيوية وجميع المكتسبات الجسمية والنفسية والتربوية من التعليم عن قرب مع الحرص التام والكامل لتطبيق تعليمات الصحة الخاصة بالاحترازات والأخذ بها بجدية ووضع برنامج للعقوبة لمن يخالف وبرنامج لتقليل الأعداد لتحقيق التباعد، هذا اذا علمنا أن الذي سوف يعاني من عدم تحقيق التباعد فقط المدارس التي كانت ماشية خطأ بتكديس الأعداد زي الرز سواء في المدارس الحكومية او المدارس الخاصة.. لو فعلنا فعلاً هذا الأمر بهذه الطريقة فإننا سنحقق تعليماً قوياً متمكناً من النفوس ولن تكون هناك خسارة أو فاقد كبير في الصحة خاصة اذا منحت وزارة التعليم حق الغياب والاعتذار والمراعاة للطلاب والطالبات لمن يعاني من أمراض مزمنة وأخذنا بأشد الاحتياطات كما هو معمول به في الأسواق والمطاعم والمحلات

من قياس درجة الحرارة، فلا يدخل المدرسة من كانت حرارته فوق الطبيعي، ولبس الكمامة والتباعد وغسل اليدين والحجر عند ظهور الأعراض، يعني التزاماً كاملاً بالاحترازات الصحية (تعليمات الصحة) فإن المكتسبات العلمية والتعليمية والجسمية والنفسية والتربوية كثيرة وكفيلة باستمرار الوضع الطبيعي للتعليم.


ولنفرض أننا أنهينا الفصل الأول بالدراسة والتعليم عن بعد ماهو مصير الفصل الثاني؟.. لقد ذكرت في مقال سابق لي بعنوان التعليم عن بعد نائب فاعل ولن يحل نائب الفاعل محل الفاعل ولا تتحول حركة «الفتح» في المفعول به الى ضمة الفاعل إلا في غيابه دلالة على هيبة التعليم عن قرب وأن تواجده يعني حضور لغة الروح والنفس والجسد، هذا إذا ما أضفنا إمكانيات الطلاب والطالبات المادية وتوفر النت وعدم انقطاعه وانشغال أولياء الأمور ووظائفهم ومدى قبول المعلمين والمعلمات للتعليم عن بعد خاصة اذا كان تعليماً حيوياً يقتضي التواجد والمتابعة، وكثير من دول أوربا والدول الأخرى فتحت أبواب مدارسها للعودة للتعليم عن قرب.

أخبار ذات صلة

قطار الرياض.. إنجاز يقودنا إلى المستقبل
كورنيش جدِّة والمستهترون
«الستر» قيمة حياتية وصفة ربانية
ورم عبر القارات!!
;
قصَّتي مع جبل فوجي..!!
ميزانيَّة الخير: نجاحات رغم التحدِّيات
حملة «وعد» هي السَّند
الطرق البطيئة
;
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
;
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية