معلم الرياضيات القدوة الذي رحل في يوم المعلم
تاريخ النشر: 12 أكتوبر 2020 00:40 KSA
يقضي الله تعالى بأن نفارق من نحب، وأن يرحل عنا من طبعونا بطابعهم العلمي والتربوي، وأن يغيب عن أنظارنا من لم نكن نأنس إلا بالقرب منهم، ويبقى هو، سبحانه، متفردًا بالكمال والعزة والوجود الدائم السرمدي، عز شأنه، وتعالى سلطانه.
ولعل من حكمة الأقدار أن أشارك في لقاء علمي بجامعتي المؤسس، والملك عبدالعزيز حول المعلم، ضمن فعاليات يوم المعلم الذي يُحتفل به عالميًا في يوم الخامس من أكتوبر من كل عام، حيث بلغني خبر وفاة معلمي القدير، فقيدنا الأستاذ سعيد سفر عيدان الغامدي، رحمه الله.. لقد حزنت كثيرًا لفقد هذا الأستاذ والمعلم والإنسان النبيل، ذي الصفات الحميدة المتعددة، والسمات الأصيلة المتميزة التي يندر أن تجتمع في أحد من الناس في هذا الزمان.
كان، رحمه الله، أستاذي في مرحلة دراستي المتوسطة، وهو يعد ظاهرة تربوية فريدة، حيث كان يغلب على تدريس مادة الرياضيات في تلك الفترة التعليمية في بلادنا الإخوة المعلمون العرب الذين كانوا يفدون إلى المملكة لهذا الغرض، وقد كان لهم دور كبير في تعليم المواد العلمية وغيرها في مراحل التعليم العام، لكني حظيت، أنا ودفعتي من الطلاب، بأن تتلمذنا على يد الأستاذ سعيد، رحمه الله، وكان، رحمه الله، متمكنًا من مادته العلمية، وكان حاد الذكاء، دائم الابتسامة، ودودًا، محبًا للطلاب، واسع الثقافة والاطلاع، حتى كنا نجد أنفسنا وكأننا أمام موسوعة علمية ثرة وفي جميع التخصصات، وليس في تخصصه فقط.. تميز رحمه الله بأسلوبه الفريد في إيصال المعلومة، وعنايته الشديدة بالطلاب الذين لم يتمكنوا من فهم مادة الرياضيات من قبل، يضاف إلى ذلك تلك المعاني السامية التي كان يغرسها في طلابه، من الاستقامة، والرجولة، والشهامة، والنجدة، والجلد والصبر على الدراسة وأداء واجباتها، ومن الأخلاق والقيم الإسلامية المعتدلة الأصيلة.. وكان -رحمه الله- تقيًا نقيًا خفيًا، ولا نزكي على الله أحدًا.. ويشاء الله عز وجل، وفي يوم المعلم بالذات، أن يرحل معلمي الحبيب، وقدوتي الأصيل، وأحد أبناء ورجال التعليم الجادين المخلصين الصادقين الأستاذ سعيد سفر عيدان، فأسأل الله العظيم أن يكتب أجره، ويعلي قدره، ويرفع مكانته عنده سبحانه، وأن يجعل ما ألم به كفارة وعلوًا في منزلته، وأن يُعقبه في خلفه بالعقب الحسن، وأن يجبر منطقة الباحة العزيزة، وسلك التعليم في بلادنا الغالية بعامة، وقبيلته وأسرته في مصابهم بفقد أحد الرجال الكرام العظام، ولا نقول بعد ذلك إلا ما يرضي ربنا، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنّ في الله لعوضًا عن كل فائت، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
* عميد كلية الدراسات العليا التربوية
بحامعة الملك عبدالعزيز
ولعل من حكمة الأقدار أن أشارك في لقاء علمي بجامعتي المؤسس، والملك عبدالعزيز حول المعلم، ضمن فعاليات يوم المعلم الذي يُحتفل به عالميًا في يوم الخامس من أكتوبر من كل عام، حيث بلغني خبر وفاة معلمي القدير، فقيدنا الأستاذ سعيد سفر عيدان الغامدي، رحمه الله.. لقد حزنت كثيرًا لفقد هذا الأستاذ والمعلم والإنسان النبيل، ذي الصفات الحميدة المتعددة، والسمات الأصيلة المتميزة التي يندر أن تجتمع في أحد من الناس في هذا الزمان.
كان، رحمه الله، أستاذي في مرحلة دراستي المتوسطة، وهو يعد ظاهرة تربوية فريدة، حيث كان يغلب على تدريس مادة الرياضيات في تلك الفترة التعليمية في بلادنا الإخوة المعلمون العرب الذين كانوا يفدون إلى المملكة لهذا الغرض، وقد كان لهم دور كبير في تعليم المواد العلمية وغيرها في مراحل التعليم العام، لكني حظيت، أنا ودفعتي من الطلاب، بأن تتلمذنا على يد الأستاذ سعيد، رحمه الله، وكان، رحمه الله، متمكنًا من مادته العلمية، وكان حاد الذكاء، دائم الابتسامة، ودودًا، محبًا للطلاب، واسع الثقافة والاطلاع، حتى كنا نجد أنفسنا وكأننا أمام موسوعة علمية ثرة وفي جميع التخصصات، وليس في تخصصه فقط.. تميز رحمه الله بأسلوبه الفريد في إيصال المعلومة، وعنايته الشديدة بالطلاب الذين لم يتمكنوا من فهم مادة الرياضيات من قبل، يضاف إلى ذلك تلك المعاني السامية التي كان يغرسها في طلابه، من الاستقامة، والرجولة، والشهامة، والنجدة، والجلد والصبر على الدراسة وأداء واجباتها، ومن الأخلاق والقيم الإسلامية المعتدلة الأصيلة.. وكان -رحمه الله- تقيًا نقيًا خفيًا، ولا نزكي على الله أحدًا.. ويشاء الله عز وجل، وفي يوم المعلم بالذات، أن يرحل معلمي الحبيب، وقدوتي الأصيل، وأحد أبناء ورجال التعليم الجادين المخلصين الصادقين الأستاذ سعيد سفر عيدان، فأسأل الله العظيم أن يكتب أجره، ويعلي قدره، ويرفع مكانته عنده سبحانه، وأن يجعل ما ألم به كفارة وعلوًا في منزلته، وأن يُعقبه في خلفه بالعقب الحسن، وأن يجبر منطقة الباحة العزيزة، وسلك التعليم في بلادنا الغالية بعامة، وقبيلته وأسرته في مصابهم بفقد أحد الرجال الكرام العظام، ولا نقول بعد ذلك إلا ما يرضي ربنا، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنّ في الله لعوضًا عن كل فائت، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
* عميد كلية الدراسات العليا التربوية
بحامعة الملك عبدالعزيز