لمسة وفاء للقطاع الصحي

منذ بدء جائحة كورونا حول العالم مطلع هذا العام وقف جنود الجيش الأبيض على خط المواجهة مع الوباء وأصبحت بعض المستشفيات والمنشآت الصحية والطبية ساحات لمعارك ضارية مع هذا الفايروس الشرس والمتقلب وبادر معظم العاملين في القطاع الصحي بمختلف تخصصاتهم الإدارية والتقنية بتعريض أنفسهم وعوائلهم لمخاطر الوباء، بل كان بعضهم يحرص على الابتعاد عن أبنائه وأسرته ووالديه من أجل أن يتعافى المرضى الآخرون ويعودوا لأهلهم وذويهم.

حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- منذ اليوم الأول لظهور هذا الوباء على تسخير كافة الإمكانات بمختلف قطاعاتها وفي مقدمتها القطاع الصحي للحفاظ على صحة المواطن والمقيم بمن فيهم المخالف للأنظمة سعياً منها للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، وكانت صحة وسلامة الإنسان لها الأولوية المطلقة في كافة التوجيهات والقرارات التي تم الإعلان عنها، كما حرصت في كل مناسبة على تأكيد التقدير والفخر والاعتزاز بالكوادر الصحية بشكل خاص وغيرها من الكوادر الميدانية في كافة القطاعات والتي قامت بجهد جبار في التصدي لهذه الجائحة بكل قوة وثبات وإخلاص يساندهم إخوانهم في القطاعات الأمنية وكافة القطاعات الأخرى.


لقد كانت ملحمة وطنية خاضها أبطال الصحة وغيرهم من الأبطال العاملين في القطاعات الأخرى، فضربوا لنا أروع الأمثلة في التفاني لمواجهة هذا الوباء، ومازالوا يقدمون، فمنهم من مات في تلك المعركة الشرسة وضحَّى بحياته أثناء عمله ثمناً للعناية بالمرضى وكأنه جندي في أحد تلك الثغور يقدم حياته فداء لوطنه، ومنهم من أصيب ومنهم من حرم من لقاء أبنائه وأسرته لأشهر متعددة خوفاً من أن يصيبهم بالعدوى وغيرها من القصص الأخرى التي سمعناها ولا نزال نسمعها لليوم منذ بداية هذه الجائحة.

في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت الأسبوع الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وعبر الاتصال المرئي وافق المجلس على صرف مبلغ مقداره 500,000 ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة (فايروس كورونا الجديد) من العاملين في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، مدنياً كان أم عسكرياً، وسعودياً كان أم غير سعودي على أن يسري ذلك اعتباراً من تاريخ تسجيل أول إصابة بالفايروس في الوطن.


بالرغم من تأثير الجائحة على الأوضاع الاقتصادية العالمية وحرص معظم الدول على ضبط الإنفاق وبالرغم من أن التضحية بالأرواح لا تكافئها المادة إلا أن لمسات الوفاء تساهم بشكل كبير في تخفيف الألم وجبر الخاطر وتأكيد العرفان والوفاء، فالدولة اليوم تركز في تعاملها في الجائحة على الجانب الإنساني وحمايتها لحقوق العاملين في القطاع الصحي وذويهم وحرصها على تقدير مواقف أولئك الأبطال الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وأبنائه.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!